الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الرئيس الإخوانى _ ومشروع نهضة مصر _ 3

محمود حافظ

2012 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


إلحاقا لما سبق وفى زمن هيمنة القوى الرأسمالية العالمية على الكون وطرح صيغتها لهذه الهيمنة بالعولمة لتكون الأطراف الأكثر رجعية منتجة لسلطات مسيطرة تابعة لسلطة الهيمنة العالمية وقد أوضحنا ذلك فيما سبق وما ينقصنا الآن هو رسم خريطة الصراع طبقا للسلطة المسيطرة الآن بعد ثورة 25 يناير فى مصر والذى أنتجت بفضل الهيمنة سلطة تيار الإسلام السياسى بتولى رئيس ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين والتى يتمحور فكرها حول إعادة إنتاج دولة الخلافة وقد أوضحنا سابقا أن هذا بالضرورة هو إعادة إنتاج للتخلف .
فإذا كانت البنية الإقتصصادية فى السلطة السابقة والتى كان يمثلها المخلوع مبارك قد كرست نمطا للإنتاج إستهلاكيا – ريعيا وذلك بعدما تخلت هذه السلطة ( سلطة الدولة المركزية ) عن قاعدتها الإنتاجية والتى ترسخت وقويت فى العهد الناصرى وذلك عن طريق الخصخصة والإهمال المتعمد والإحتفاظ والتطور فى الصناعات التى تخدم قطاع البناء والتشييد والذى هو فى النهاية قطاعا ريعييا مع خصخصة قطاع الخدمات وفى ظل هذه السلطة المركزية وحتى تنتهى تماما روح القاعدة الإنتاجية تغلغل الفساد وذلك بتنحية الخبرات والكفاءات فى الدولة المنتجة ليحل محلهما عديمى الخبرة وعديمى الكفاءة حتى تفشت هذه الظاهرة بما صاحبها من إنتشار الرشوة والمحسوبية وترسيخ سياسة التوريث فى كافة قطاعات الدولة حتى أنتجت الدولة العميقة الفاسدة حتى أصبح الإنقسام حادا والصراع محتدما ونتج عن ذلك ثورة 25 يناير وسرعان ما تم إختطاف هذه الثورة بالمساهمة الهيمنية لتطفو قوى الإسلام السياسى سريعا على أساس أنها قوى منظمة بديلة وهى فى نفس الوقت هى قوى طالبة للسلطة وسرعان ما تقدمت بمشروعها للقوى المهيمنة وسرعان ما تم إعتماد هذا المشروع من الطرف المهيمن ذلك لأن السلطة الجديدة هى نفسها السلطة القديمة لأنها تستمر على نفس النمط الإقتصادى وهذا النمط ينتج فى السياسة نفس أطراف الصراع السابقة بل يزيد عنها فاشية السلطة الجديدة لتمثيلها جماعة بعينها أو جماعات تنتمى إلى التيار الإسلامى بمعنى أنها تتخذ الدين ستارا حتى تضفى على صراعها السياسى صورة الصراع الأيديولوجى وفى هذا الصراع وممارسته تضمن هذه القوى تعاطف الفئات الأمية والأشد فقرا بإغرائها باليسير من مطالبها المعيشية والميل الشديد لهذه الفئات للتدين والذى هو الميل الطبيعى للشعب المصرى وهذا ما تم إستغلاله من قبل جماعة تدعو إلى الخلافة الإسلامية طمعا فى تولى السلطة وهذا المراد قدم لهذه الجماعة ومن متحالف معها من جماعات تيار الإسلام السياسى والذى ظهرت فى عصر السادات لتكون فى مولجهة التيارات اليسارية التقدمية خلاة القول هذا هو وضع الصراع الخالى فى مصر 25 يناير إستبدال سلطة مستبدة بسلطة مستبدة أخرى وعلى ذات المنهج فى الإقتصاد والسياسة من حيث بقاء البنية الإقتصادية وما ينتج عنها من صراع سياسى يضافغ إليه صراع آخر هو صراع هذا التيار للإستحواذ بالسلطة بالطريقة الفاشية وذلك بتولى جماعة تحتكر الإسلام والدين الإسلامى منفصلة عن الشعب المسلم والمتدين .
فإذا كانت الرئاسة الآن تستولى عليها جماعة الإخوان المسلمين وهى جماعة تنشق عن الشعب المصرى وتدعو إلى الخلافة الإسلامية ( كمظهر من إعادة إنتاج التخلف ) فإن هذه الجماعة بسيطرتها مع جماعات تيار الإسلام السياسى على اللجنة التأسيسية لوضع الدستور المصرى بعد ثورة 25 يناير لتكون فاتحة الدستور أى مادته الأولى خير معبر عن الجماعة وفكرها فالمادة الأولى تقول ( جمهورية مصر العربية دولة مستقلة ذات سيادة وهى موحدة لاتقبل التجزئة، ونظامها ديموقراطى .والشعب المصرى جزء من الأمتين العربية والإسلامية، ويعتز بإنتمائه لحوض النيل والقارة الإفريقية وامتداده الأسيوى ، ويشارك بإيجابية فى الحضارة الإنسانية )
لن نبحث هنا فى هذه المادة الجزء الأول من المادة وخاصة موحدة ولا تقبل التجزئة وإن كانت تحتاج إلى بحث ولكن ما يهمنا هنا هو أن الشعب المصرى جزء من الأمتين العربية والإسلامية فالشعب المصرى هو فعلا هويته مصرية عربية تاريخيا وثقافيا فلغته ودينه ومصاهرته عربية ولكن كيف يكون الشعب المصرى جزءا من الأمة الإسلامية نحن نتشارك مع الأمة الإسلامية فى الدين ولكن هل هذا يجعلنى جزءا من الشعب الأندونيسى المسلم وكذا الماليزى وكذا الكاخزستانى والأفغانى وكذا الشعب النيجيرى وكذا شعب البوسنة وألبانيا وهلم جرا معنى هذا أن تكون الهند والصين واليابان وتايلند كلها شعوب مجزأة عن بعضها لإعتمادها البوذية كديانة وكذا الشعوب التى تدين بالمسيحية فالشعوب الأوربية والإفريقية والأسيوية كلها أجزاء من بعضها لأن ديانتها المسيحية فما المعنى من وراء ذلك ؟ بساطة المعنى فى أن جماعة الإخوان المسلمين والتى تحلم بالخلافة الإسلامية وتتمدد فى عديد من الدول الإسلامية قد رهنت الشعب المصرى لخدمة أغراض الجماعة لتكون شرعية الجماعة متوائمة مع شرعية الشعب المصرى وإذا كان هذا أول القصيدة فما بالك بمجملها وفى نفس السياق هذا الشعب عند تيار الإسلام السياسى هو جزء من الأمتين العربية والإسلامية ويعتز بإنتمائه لحوض النيل فهل يفسر لنا جهابزة الدستور ما هو الفرق بين كلمة جزء وكلمة يعتز فالرئيس مرسى رئيس جمهورية مصر العربية هو جزء من الشعب المصرى ولكنه يعتز بصديقه العزيز والوفى بيريز رئيس الكيان الصهيونى وأصبح إنتمائنا لحوض النيل والذى تعتبر مصر وشعبها هبة لهذا النيل أصبح الشعب المصرى يتخلى ويطمس فى دستور الإخوان عن هويته الإفريقية والنيلية لتصبح مجرد إعتزاز!!!!! .
وبعيدا عن المادة الثانية ( مبادئ الشريعة الإسلامية .... ) والتى نالها جدلا مازال ساخنا وفى ظل هذا الجدل نجد أن هناك المادة 219 فى مسودة الدستور تقوم بتفسير مبادئ الشريعة الإسلامية عندما تقول المادة ( مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل ادلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة فى مذاهب أهل السنة والجماعة ) .
ومع إعتبار مصادر أهل السنة والجماعة ما تشمله مبادئ الشريعة فإن كافة تفسيرات أهل السنة والجماعة فى مذاهبها سواء كان حنبليا أو وهابيا وشافعيا وحنفيا ومالكيا كل هذه التفسيرات فى هذه المذاهب ضمن مبادئ الشريعة الإسلامية فقط أستثنى أو أقصى أى مذهب إسلاميا آخر حتى ولو كان رأيه مستجابا وشرعيا وخاصة المذاهب الشيعية الإسلامية وبهذا الإقصاء أعتبر هذا التفسير عدم الإعتراف بمكون إسلامى خارج نطاق السنة والجماعة .
ثم تأتى المادة الرابعة من مسودة الدستور فى شأن الأزهر ( الأزهر الشريف هيئة إسلامية مستقلة ، يختصص وحده بالقيام على كافة شئونه ، ومجاله الأمة الإسلامية والعالم كله ..... ) وهنا سؤالا هل نحن أمام فاتيكان إسلامية والغريب أن الأزهر المحدد الهاوية لم يتم تحديد المكان وهو فى أى مكان يختص وحده بالقيام على كافة شئونه فهو غير خاضع لا لسلطة إدارية للدولة ولا حتى لسلطتها القانونية , ما نقصده هنا الدلالة القطعية لتيار الرئيس الإخوانى فى تكريس فاشية بإسم الإسلام حتى ذهبت إلى رهن الدولة لصالح الجماعة ناهيك عن المادة 11 ( .. وتعمل على تعريب التعليم والعلوم والمعارف ) وكذلك المواد 67 و68 والخاصة بالطفولة والمرأة والتى جعلتها رهينة لأحكام الشريعة الإسلامية نحن هنا نشير فقط لمواد بعينها تكرس وضعا جديدا على الشعب المصرى وضعا يجعل التيار الإسلامى يتغلغل ويتوغل ويتغول داخل وعلى الشعب المصرى وهذا التغلغل والتوغل والنغول هو فى النهاية يكرس سيطرة هذا التيار والذى هو فى الأساس تيارا يعيد إنتاج التخلف ويضمن هيمنة النظام الرأسمالى على مقدرات الشعب المصرى سواء كانت جغرافية أو جيولوجية مقدرات تتعلق بالموقع الجغرافى والمساحة الجيولوجية لمصر بما تحويه فى باطنها وفى مناجمها ومحاجرها .
كان لابد وبالضرورة لكى تنشئ سلطة مستبدة وفاشية أن يقوم المنشئ بهدم الكيان المدنى والذى يضمن إستقلالية مؤسسات الدولة وسيادة القانون وهذا ما تقوم الجماعة به مستغلة تعاطف العامة دينيا وأيضا فقر وجهل مايقارب من أكثر من 50 % من الشعب المصرى وهذا ما سوف نوضحه تباعا ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟