الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المركز الثقافي وثقافة العوران !

فؤاد الطائي

2012 / 10 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المركز الثقافي العراقي في ستوكهولم .. نحن المحتكرون مِن (الطيف الواحد)، يراه آخرون متخلفا وبعيداً عن مفهوم الثقافة والتي من الطبيعي أنْ نجهلها ولا نعرف ماهيتَها لأننا عوران والحمد لله ،.. والعوران يا سادة معذورون، لأنهم بلا شك يمثلون إرادة الباري عزَّ وجل وهو قدَرهم وللهِ في خلقه شؤون.
نحن العوران أحوج ما نكون إلى النصح والهداية، خاصة وأننا مُجحِفون بحق (الثقافة الإسلامية) التي أُريدَ لها اليوم، ونحن في عصر الأقمار الصناعية والآي فون
أنْ لا تتجاوز أحاديثُ التاريخ الغابر ولغة وأساطير الأولين .. بل تكفير كلّ من له عقلٌ وتدبير أو فكرٌ أو خَلقٌ وإبداع، فهي مِن شأن الخالق وحده ! .. فنحن عوران إذن لأننا كحال بقية خلق الله الواعي المتحضر نريد أن نعيش في الحاضر
ونمارس مفرداتِه ومتطلباتِه وقد نكون كذلك أيضا لأننا لم نقرأ كُتب الملالي والروزخونية ..، بل ولا حتى جزءً واحداً من أجزاء موسوعة فن الوضوء والطهارة وأثره في مورفولوجية تعدد النساء وزواج المتعة الموسوم، كي نتجنب المحذور، وذنوب الدنيا ونلقى الآخرة ونحن في أحسن استقامة وتكوين ..، فتلك هي المسألة يا أولي الأمر: مطلوب منّا نحن العوران، أنْ نستكين ونجلس في الجامع والمسجد والبيت إنْ كنا داخل الوطن أو مهاجريه، ونكتفي بالدعاء إلى الخالق
أنْ ينوب عنا ويتولى بنفسه تدبير أمرنا، وتوفير رزقنا ومَنحِنا البأس والقوة للنصر على الأعداء والظالمين .. أنْ تنزل الرغبات والضرورات من عنده تعالى جاهزة مسلفنة كوجبة مكدونالد ونحن هنا قاعدون ! . عرفنا أن الأديان السماوية
هي فلسفة وأخلاق وتنظيم وإنسانية أُريدَ منها تحقيق أمن وسعادة البشر وإنصاف الضعيف والمظلوم، ونشر الحكمة والعدل والرحمة وإنشاد المحبة والتعاون والرزق الشريف، لكننا خُبِّرنا ورأينا مع الزمن أيضا كيف يطوِّع دعاة التقوى والإيمان أديانَهم
على ما تشتهي أنفسُهم وتقتضيه مصالحُهم لكي يحصدوا ثمار الثروة والسلطة والامتياز والقرار، ويسيِّسوا دينهم كما يشاؤون ويبتغون، ولكي يتحقق ذلك فلابد أن ينظروا إلى من ليس من دَيدَنهم خصماً ومرتداً، أو أعوراً ولأننا كذلك بقينا
وبهذه العين السليمة الباقية أن نعرف الحبَّ والجمال ومعنى الوطن، .. بهذه العين نرى بكل وضوح ودقة كيف يتآكل الوطن ويذوب في الغيب والمجهول حزينا على عاشقيه يوماً بعد يوم، والذئاب تواصل السَمرْ ونهش الطريدة وبهذه العين
نرى أفول الثقافة والمدنية والأعمار وكل شيء يحتضِر ..مؤسسات بألوانها ومشاربها ينمو في أروقتها وساحاتها ورم قاعات الصلاة والإرشاد على حساب مَشهد المختبرات والاستوديوهات والملاعب وصفوف الدرس العصرية .. بهذه العين نرى الخراب والإهمال والتدمير المتعمد وبمنهجية مرسومة ومُخططٌ لها من خارج الحدود أكلَتْ الأخضر واليابس..نُصبْ ولوحات وتماثيل تُهان وتُقتَل كل ساعة ويوم بلا وازع من بقايا وعي أو ضمير..الكتاب يُهان إلا ما كتب الله.. المسرح يَئنْ حنيناً ولوعةً على أبنائه المشرّدين .. الموسيقى والغناء وكل موروث أدب وفن وتراث وادي الرافدين لا يجوز له أن يتنفس إلاّ من تحت الجبّة والعمامة ومن دكاكين سوق عكاظ.. كل شيء صار أسيراً ومحكوماً بالشرع وتقدير الإمام وبالحلال والحرام يا سادة يا كرام..فتلك هي بعينها الثقافة الواحدة التي تتحدث عنها يا سيدي.. ابحث عن جذورها في الداخل أولا وانظر منهجيتها العشوائية التي خُطّتْ هناك قبل أن تنال كبش الفداء..المركز الثقافي العراقي الوليد الذي أردّتَ
له أن يحتضن كل العراقيين ولكن على طريقتك .. هكذا إذن إستكثرتم على هذه الفسحة الثقافية الصغيرة في بلد الحضارة والأمن والرفاهية أن تتنفس وتتأصّل وتدوم وقد بدأتْ بالصحيح.. وهنا في بلد الكفر ما شاء الله من الجوامع والمساجد
والتكيات الدينية لشؤون الشريعة والتجارة الخفية في صكوك الزواج والطلاق وما خفي أعظم ..كلها لا تكفي ؟! .. ولم يبقَ إلا المركز الثقافي العراقي لتصادروه وتستحوذون عليه رغم عورته في نظركم.. ونحن أبناء (الطيف الواحد) ياسادة، ما علينا سوى أن
نُخلي الساحة ونذهب إلى الجحيم ..فنحن من كوكب آخر ولسنا عراقيون وكلنا كافر خرج عن سراطه المستقيم ! ..

نصيحتي المسالمة مِّنا نحن المبدعون والمثقفون أن تبتعدوا عن هذه النقطة المضيئة في وطن المهجر والتي دون أدنى شك تشرِّف الوطنيين فقط.. أن تتركوها ولو مِنّة وصَدقة منكم للعوران مَنْ مثلنا .. فنحن في كل الأحوال كُنّا ولا نزال
وسنبقى أفضل منكم بكثير لأنكم أنتُمْ العميان أبداً .. والأعور في بلد العميان ملك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإستحواذ والمصادرة
د . عبد علي عوض ( 2012 / 10 / 28 - 16:59 )
دائمأ تسعى الأنظمة الشمولية الى مصادرة حرية الفكر، والثقافة وأنشطتها هي أحد عوالم الثقافة الواسعة ، لكونها - الثقافة - هي السلاح الوحيد الذي يستطيع تعرية تلك الأنظمة ، لذا مسألة الإستحواذ على المراكز الثقافية العراقية في الخارج من قبل الإسلام السياسي تمثّل أحدى الصور التي تمهد لفرض الثيوقراطية في العراق كنظام حاكم يسوق العراقيين كالقطيع ، لكن هؤلاء يعرفون مصيرهم لو عدنا الى حركة ومنطق التاريخ

اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح