الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتدى الصدر يتهم أمريكا بالتدخل في العراق !!!!!!

شاكر الناصري

2012 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


اتهم مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وخلال حديثه مع احدى الصحف اللبنانية، الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في الشأن السياسي العراقي وان لها وجوداً ونفوذاً على الارض وتعمل على فرض الهيمنة على القرار السياسي في العراق وان تدخلاتها سوف تمنع العراق من ان يكون "مستقلا وذا قرار دولي واقليمي" على حد قوله، مؤكدا في الوقت نفسه على استحالة وجود حل للازمة السياسية في العراق . وحتى يصل الى زبدة التصريح فانه يقول ان امريكا تسيطر على عدد من القواعد والمعتقلات، اي القواعد والمعتقلات التي يُعتقل فيها عدد من انصار واتباع التيار الصدري وتفرعاته المتمثلة بجيش المهدي.

من الواضح ان ما يَعنيه مقتدى الصدر وكما هو واضح في تصريحه الاخير ليس تدخل امريكا في الشأن السياسي في العراق وفرض وصاية على السلطات فيه وقدرتها على فرض تكتلات او دعم هذه الجهة أو تلك، ما يعني السيد مقتدى هو "القواعد والمعتقلات" التي يتواجد فيها عدد كبير من اتباع التيار الصدري ومن مليشيات جيش المهدي تحديدا، الذين تم اعتقالهم من قبل القوات الامريكية او القوات الامنية التابعة للحكومة الحالية نتيجة ممارسات اتباع هذا التيار ومليشيا جيش المهدي الذين حاولوا فرض هيمنتهم وسلطتهم وتدخلاتهم في حياة العراقيين بقوة السلاح وإثارة الرعب وفرض احكام الدين والشريعة وكذلك لجوء هذا التيار الى السلاح والعنف ضد منافسيه وحسم صراعاته معهم . الكثير من ممارسات هذا التيار ومليشيا جيش المهدي كانت تنعكس سلبا على حياة العراقيين . فهذا التيار مثله مثل اي تيار ديني متطرف يسعى الى فرض قيم واعراف الشريعة الاسلامية على الناس والتدخل في حياتهم ما ان يحقق له موطيء قدم نتيجة انهيار الدولة او ضعف السلطات فيها من قبيل تحريم الموسيقى وصالونات الحلاقة وفرض الحجاب وفرض رقابه على العلاقات الاجتماعية والتدخل في الجامعات...الخ، وسعيه كذلك الى إيجاد شرطة "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" سيئة الصيت.

من المعروف ان امريكا حينما احتلت العراق لم تكن تهدف الى الانسحاب بمجرد الانتهاء من هدفها المعلن " اسقاط نظام صدام حسين ". ومن يقول عكس هذا فان ثمة خلل في منظومته الفكرية ويصدق كل ما تقوله الدعاية الامريكية او الذين يروجون لسياسات امريكا ومزاعمها وادعاءاتها عن الحرية والديمقراطية وحرية الشعوب وتخليصها من الدكتاتورية والأستبداد او تلاقي مصالح الشعب العراقي والشعب الامريكي في التخلص من نظام صدام حسين وحكمه الدكتاتوري وما الى ذلك . امريكا لها اهداف ستراتيجية في العراق والمنطقة المحيطة به. الانسحاب الذي تم بالاتفاق مع الحكومة العراقية لم يكن نهائيا رغم توقيع الاتفاقات الامنية التي تقول بإنسحاب القوات الامريكية من العراق فهناك متعلقات لهذه القوات وشركات أمنية تعمل على الأرض وشركات تورد الاغذية وشركات للمقاولات وهيئات امريكية اخرى تعمل في العراق بالاضافة الى وجود سفارة ضخمة جدا فيها عدد كبير من الموظفين وتواجد استخباراتي ومخابراتي وان كل ذلك يشكل ارضية للبقاء والتدخل تحت ذريعة حماية المصالح والرعايا.

الانسحاب الامريكي المعلن لم يكن بمعنى رفع اليد عن العراق وعدم التدخل في قراره السياسي مطلقا. امريكا لها دور كبير جدا في كل ما يحدث وتتحكم بالكثير من الوقائع والصراعات بين الاطراف الموجودة في العراق وان كل الافرازات الموجودة حاليا وكل الانقسامات القومية والطائفية هي تحصيل حاصل لهذه التدخلات وبالتالي فإن كل ما يسمى بالعملية السياسية ومجمل الاطراف المشاركة فيها ومن ضمنها التيار الصدري نفسه هي نتيجة سياسات امريكا في العراق وارتباط هذه الاطراف بها.

نقول للسيد مقتدى : من المعروف ان العراق خاضع للبند السابع من ميثاق الامم المتحدة مما يعني انه دولة منقوصة السيادة ويحق لدولة الاحتلال وللأمم المتحدة ان تفرض تدخلاتها ورؤيتها على هذا البلد وتحدد مسار سياسته وعلاقاته وحتى معاملاته التجارية والاقتصادية. وان امريكا امتلكت حق التدخل منذ ان أُصبحت الحرب على العراق واحتلاله شرعية وفق قرارات الامم المتحدة!

من المؤكد ان من حق الجميع في العراق ان يتحدثوا ويتهموا امريكا بكل القضايا والجرائم التي ارتكبت وان يبينوا حجم ما تعرض له العراق من مخاطر وتهديد وازمات متواصلة نتيجة الاحتلال وتخبط السياسية الأمريكية في العراق ولكن ان يتحدث مقتدى الصدرعن المساعي الامريكية او تدخلاتها وهو صاحب احد الادوار الاكثر حساسية وخطورة في تاريخ العراق خلال السنوات الماضية والشريك الفعلي في كل ما حدث بحكم زعامته لتيار سياسي ارتبط بالعديد من الخروقات والانتهاكات وبالعنف المسلح واثارة مخاوف الناس بقسوة اجراءاته وممارساته، فان الامر لا يعدو ان يكون سوى مزحة فيها الكثير من الخيال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفوضى الخلاقة
أبو هدى ( 2012 / 10 / 27 - 23:07 )
أخ شاكر يبدو أن من اسقط صدام ليست أمريكا وإنما هؤلاء الشرذمة المناضلة
لولا أمريكا لما كنا لنرى مثل هذه الحثالات من سراق وقتلة تتحكم بمصير العراق هذا البلد الخربة الذي أنهكه صدام بحروب وويلات , هذا من جهة ولماذا يتم التكتم على تدخلات إيران من قطع مياه الأنهار وتهريب المخدرات وتدريب عصاباتتهم وما خفية كان أعظم


2 - صح النوم
علي حسين كاظم ( 2012 / 10 / 29 - 11:06 )
الظاهر مقتدى الصدر كان في غيبوبة والآن عرف التدخلات الامريكية في الوضع العراقي اخ شاكر من اسمع هؤلاء ابكي دما على الامة العراقية والعراق الذي دفعنا زهرة شبابنا من اجلة ان يصل الى هذا الوضع الكارثي على يد اغبياء لايعرفون من كان الاول البيضة او الدجاجة. اكتب من وجعي تحياتي


3 - نجم النجوم
علي احمد محمود ( 2012 / 10 / 29 - 12:30 )
شكرا للمقالة سيدي
تذكر سيدي
في المحكمة من قال صدام للقاضي رووف
هو لو ما امريكا ماتكدر لا انته ولا ابوك
اجيبوني هنا
فصاحبنا لازم يوميا يشكرهم
لين صار نجم النجوم

اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و