الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايام عابرة

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 10 / 27
الادب والفن


ايام عابرة

عبله عبدالرحمن
الايام تمر عابرة من أي فرح تشهق له النفس احتفالا، عابرة الا من تعاقب الشمس والقمر في تكرار يومي يغلب عليه صمت العاجز، ليس هناك الا الحصار، فالمكان يضيق حتى لا يسمح بأصوات خاصة وضحكات، في الصدر غضب وعلى الارض غضب وفي السماء غضب.
لكل واحد من هؤلاء شوق ليوم عادي، مثل بقية البشر، يحلمون بأن يأكلوا مما تعده ايديهم لا ما يعده غيرهم من طيب الطعام، هناك شوق لطرطقة الطناجر واصوات ملاعق المعدن والتي تذكر بموسيقى أيام كانت مستقرة اكثر منها سعيدة، على بساطة الحلم فأننا دوما في حالة ترقب للتفاصيل الدقيقة. الخطوات محاصرة بمساحة معينة لا يمكن تجاوزها، والاحلام عاجزة ولا تغادر حدودها ، ما اصعب ان يبقى الانسان رهين واقع لا يتغير ولا نملك حتى تغييره.
الايام تمر غريبه وقاسية لونها من لون الليل، اذ لم يعد المكان او الزمان يسمحان بألوان زاهية او عطور تفوح منها رائحة الرغبة الى الحياة، الأذن لا تستسلم للمسافة التي قطعتها الاقدام فما تزال تسمع اصوات المدافع مدوية حتى ترتفع الايدي من غير ارادة منها لحجب الصوت، لم يعد ممكنا للأذن ان تحتفظ بصوت السعادة.
البائع المتجول يصيح على بضاعته من ادوات التجميل، كيف؟ والليل بات مثقلا بأسماله واحزانه. بات مثقل بالغضب والمساومة على حقه في لحظات حميمية كانت ستكون عادية لو ان الحياة تنعم باستقرارها وليس في خيام تطير لشدة الرياح.
تمر الايام ثقيلة بقسوة ما بعدها قسوة حتى تستصرخ الغريزة محمومة الخروج من حصارها في ايام لم تعد عابرة بل طويلة فيصبح الامر عسيرا وغير مقبولا استعراض غرائزنا بأن نساوم عليها في السر اكثر منها في العلن.
يحدث في الحرب والحصار ونحن في عز الربيع العربي ان تتبختر احدى المنكوبات باللجوء الذي يحل ضيفا على الفيتنا الثالثة بالسير من غير ملابس تقي عورتها في استعراض غير مستغرب من لاجئات اخريات يرون الامر عاديا وهن يتشاركن حماما عموميا، اذ مللن لون الحداد الذي بات لونا للنهار والليل.
يحدث ان يمضي العمر دون ان نتنفس نهاره فيبدو طويلا قاحلا لا طعم له ولا لون، لان الميت واحد والحزن مشترك.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توصيف مؤلم
علاء علان ( 2012 / 10 / 28 - 21:30 )
الخيام هي البؤس و الشقاء و الرغبة في ولادة أمل جديد بالعودة ، و ما اصعب ان يبقى الانسان رهين واقع لا يتغير ولا نملك حتى تغييره، كما تفضلتي ..


2 - توصيف مؤلم
علاء علان ( 2012 / 10 / 28 - 21:56 )
الخيام هي البؤس و الشقاء و الرغبة في ولادة أمل جديد بالعودة ، و ما اصعب ان يبقى الانسان رهين واقع لا يتغير ولا نملك حتى تغييره، كما تفضلتي ..


3 - تحية صديقي علاء
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 10 / 29 - 10:53 )
تحياتي صديقي العزيز علاء
ما اصعب ان تصبح جميع احوالنا عابرة وغير مستقرة حتى تطال حبال الخيام نفوسنا فنعدم الوسيلة لكي نكون فيها نحن بكل ما نريد

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?