الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصارعة الثيران وغياب الحقيقة

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2012 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


وأنا فى ميتشجن، أشهد الصراع حول كرسى الرئاسة الأمريكية، أتذكر حمى الانتخابات فى العالم الرأسمالى الاستعمارى العسكرى، الذى ينعت نفسه بالديمقراطية. شهدت الحوارات الإعلامية خلال أكتوبر ٢٠١٢، بين باراك أوباما وميت رومنى، ومندوبيهما من أقطاب الحزبين الديمقراطى والجمهورى.

الاختلاف بينهما فى تفاصيل صغيرة لمشروعات داخلية لعلاج الأزمة الاقتصادية والبطالة والتأمين الصحى ونظم التعليم وغيرها الاتفاق بينهما ضخم وجوهرى، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية الخارجية فى المنطقة التى يسمونها «الشرق الأوسط».

يتنافس أقطاب الحزبين فى التأكيد على الآتى:

١- تقوية إسرائيل وحمايتها بكل الطرق لتصبح الذراع القوية لمصالح أمريكا فى المنطقة.

٢- عدم السماح لإيران (أو أى دولة أخرى فى المنطقة) باكتساب أى قدرة على الاستقلال أو التصدى لقوى الاستعمار الأمريكى الإسرائيلى.

٣- تدعيم المعارضة فى سوريا ضد بشار الأسد وأى حاكم آخر يعارض السياسة الأمريكية الإسرائيلية.

٤- تقوية أمريكا (علمياً وعسكرياً واقتصادياً) للتصدى لقوة الصين المتصاعدة. تصدع رأسى من تحذيرهم من خطر البرنامج النووى الإيرانى على أمريكا وإسرائيل، وأنهم لن يسمحوا أبدا لإيران بأن تكتسب إمكانية نووية، لم ينطق أحدهم كلمة واحدة عن ترسانة إسرائيل النووية العسكرية التى تهدد المنطقة بأسرها.

لم ينطق أحدهم كلمة واحدة عن دماء الشعب الفلسطينى المهدرة يوميا، والمساجين الفلسطينيين المعذبين فى سجون إسرائيل، والاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، وحكومة الأبارتايد العنصرية العازلة فى إسرائيل، والتوسع فى المستوطنات المستمر فوق أرض فلسطين، وخرق إسرائيل المتكرر للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة، وغير ذلك من المسكوت عنه.

تحدثوا طويلا عن جريمة قتل سفيرهم فى ليبيا، لم ينطقوا كلمة واحدة عن ضرب «الناتو» لدولة ليبيا وتحطيمها، أو قتل الآلاف من الشعبين الليبى والعراقى للسيطرة على البترول المتدفق فى البلدين، وليس لإنقاذ الشعبين من الديكتاتورين: صدام حسين ومعمر القذافى وإلا فلماذا لم ينقذوا الشعب الفلسطينى؟

لماذا بسطوا فى الماضى، ويبسطون فى الحاضر، حمايتهم لأعتى الديكتاتوريات فى المنطقة، من السادات إلى مبارك إلى ملوك السعودية ودول الخليج؟

رغم فشلهم فى حرب أفغانستان يتفقون على الاستمرار فيها، والتمويل السرى المستمر لـ«طالبان».

فى مجلة «النيشن» الأمريكية هذه العبارة «فشلت سياستنا فى أفغانستان لأننا ندعم بالمال والسلاح قوى طالبان ذاتها التى يحاربها الجيش الأمريكى فى أفغانستان؟ نعم تناقض، لكن لا يمكن تأمين حركة جنودنا داخل أفغانستان وطرقها الوعرة الخطيرة دون دفع أموال ضخمة لقوات طالبان التى تسيطر على هذه الطرق؟ تقدر القيادة العسكرية الأمريكية فى كابول أن ما ندفعه لطالبان يساوى ١٠٪ من عقود البنتاجون فى أفغانستان».

تتدفق الأموال والأسلحة الأمريكية على قوى طالبان كما تدفقت من قبل على قوى القاعدة وبن لادن؟

التناقض الصارخ أساس الاستغلال وأى نوع من الظلم، فى العالم أو فى الدولة أو داخل العائلة هذه هى الحضارة الأمريكية الطبقية الأبوية، التى تنتشر فى العالم اليوم، وتؤدى إلى تصاعد القوى الدينية الديكتاتورية فى بلادنا وغيرها.

أول ضحايا الحكم الدينى (إسلامى أو مسيحى أو يهودى أو غيره) هم النساء والفقراء، لأن الحكم الدينى جزء من النظام الرأسمالى الذكورى، حيث يتزايد الفقر والبطالة والتمييز بين البشر، على أساس الطبقة والجنس والدين والعنصر.

لهذا تشتعل الثورات الشعبية ضد هذا النظام فى بلادنا وأوروبا وأمريكا وغيرها، وسوف تنتصر الشعوب عاجلا أو آجلا، إنه التاريخ، احذروه؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متوهجة كعادتك
khaled lela ( 2012 / 10 / 28 - 10:37 )
متوهجة يا أستاذة دائما
خالد شبرا مصر
القاهرة
جمهورى أسلامى أخوانى ,, يعنى ( جمهورية مصــر العربية سابقا ),,,, تحياتى


2 - مصارعة الثيران
ناس حدهوم أحمد ( 2012 / 10 / 28 - 11:35 )
تحليل خاطىء تماما ياأستاذة
الأمريكان قوى عظمى وسلوكها بالمقارنة مع دولة عظمى أخرى إفتراضا
هو سلوك مثالي وحماية إسرائيل من إستراتيجيات المجتمع الدولي برمته
والإنساني عموما وإلا أصبحنا كأحمدي نجاد نقول بمسح خريطة إسرائيل
من الوجود
فها قد قالها أحمدي نجاد صراحة فماذا تنتظرين منه ياأستاذة نوال أن
تكون لديه قنبلة نووية ليفعلها ؟ وإسرائيل التي تملك السلاح النووي
هل إستعملته عندما تم توجيه الصواريخ إليها من طرف الديكتاتور صدام؟
لا لم تفعل ولن تفعل لأن السلاح النووي لديها فقط لحماية نفسها أثناء
الخطر
أما إذا كان لدى إيران متوفر فإن من يحكم إيران مجانين وطغاة وأنت
تفهمين ذلك جيدا فما فعلوه بشعبهم ونسائهم كافي لفعل كل شيء
وما أقوله بخصوص إسرائيل ليس دفاعا عنها بل هو دفاع هنا نحن
العرب الدكوريو العقليات كما تقولين
نحن آفة المجتمع الدولي وعرقنا وعرق اليهود واحد وقد أحرقنا السلام
في العالم بأسره ولم نجد طريقة واحدة لكي نتعايش ويعم السلام في الشرق الأوسط
العرب واليهود شوهوا العالم


3 - أريحينا يادكتورة
‎هانى شاكر ( 2012 / 10 / 29 - 04:05 )


أريحينا يادكتورة ... ربنا يريحك

رشف ألقهوة ألسوداء و ألطائرة ألفخمة من كراكاو إلى دترويت .. وألأقامة فى فندق فخم وحضور مؤتمر به ناس مستحمية ونضيفة .. وعلى حسابهم ومن عرق وضرائب عمالهم وفلاحيهم ( ألأمريكان ) ولعن سنسفيل أبوهم .. وبرضه مش عاجب

طب بقى نخلى واحد من حماس أو حزب ألله يحكم أمريكا علشان ألسلام وألعدل يعم ألعالم .. وترتاحى فخامتك وألمرشد و أحمدى نجاد ..

ربنا يريح أعصابك ياشيخه بحق جاه ألنبى .. ويولع فينا أحنا ... إللى مش قادرين نفهمك

...


4 - بين النظرية والحقيقة
رعد ( 2020 / 9 / 27 - 10:18 )
كل كلامك صحيح
واليوم نعيش ايام التطبيع

اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت