الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولادنا ومفاهيم خاطئة

ماجدولين الرفاعي

2005 / 3 / 7
العلاقات الجنسية والاسرية


حدثتني صديقتي عن تجربتها في الزواج المبكر.. وعدم درايتها بأمور الجنس والعلاقة الزوجية.. وكل ما كانت قد علمته أن شيئا ما سيحدث ليلة زفافها! وأن أمها أوصتها بحرارة أن تتمنع.. وان لا "تسلّم" بسهولة! لان الرجل يعشق المرأة المتمنعة.. وتزداد رغبته كلما وجد تمنعا وخجلا!

قالت: ليلة زفافي، برغم ما تركته من أثر سيء في نفسي، إلا أنني أضحك كلما تذكرت ذلك الموقف.. فقد حاول زوجي الاقتراب مني. لكنني، حسب وصية والدتي، تمنعت بقوة حتى كدت أصرخ في وجهه! مما أفقده صوابه، وبادرنه بصفعة لم أنسها طول عمري..!

حادثة أخرى ساقتها إحدى صديقاتي وهي تتحدث مفتخرة بحياء وخجل ابنتها..

قالت: ليلة زفاف ابنتي بقينا أنا ووالدها بعد ذهاب المدعوين لتخفيف بعض الخوف عن ابنتي الخجولة جداً! وعندما قررنا الانصراف تمسكت ابنتي بي محاولة إبقائي.. راجية أن أبقى قليلاً. وكلما هممت بالانصراف تمسكت بي برجاء طفلة لا تريد الذهاب إلى النوم المبكر!

وبعد انصرافي ووالدها.. فجلست ابنتي على سريرها.. وكلما حاول زوجها الاقتراب منها رجته أن لا يقترب..! في البداية اعتبر الأمر حياء وخجلاً.. لكنه عندما كرر المحاولة، وكررت الرفض، ساورته الشكوك.. فبدأ رحلة الاستجواب:

- هل هناك أحد ما في حياتك؟؟

- هل هناك ما تخشينه؟

وبعد ساعات عدة من الضغط النفسي والقلق.. أحرق خلالها الزوج علبة سجائره.. اعترفت له أنها خجلة من أن تقول له إنها في فترة الدورة الشهرية..!! مما زاد من حنقه وغضبه. وذهب للنوم في غرفة الجلوس..!!

سقت هاتين القصتين لأتحدث عن التربية الجنسية الخاطئة ومفهوم الحياء والخجل التي تتبنى الأمهات القيام بها ظناً منهن أنها تؤدي إلى إنجاح الزواج..! قد تكون تلك المفاهيم صالحة لقرن من الزمن قد انصرم. لكنها لا تصلح لعصر متفتح غزت الفضائيات عالمه، كما الانترنت. وبات علينا تغيير الكثير من المفاهيم التي ألبستنا إياها العادات والتقاليد بحكم قبولنا بكل ما هو جاهز ومعلب.. وخوفنا من السير بعكس الاتجاه يجعلنا نلتزم الحياد والسير مع القافلة..

ينبغي علينا كأمهات لجيل جديد لا تتناسب معه مفاهيم القرن الماضي، أن نكون أكثر قربا من بناتنا لان علاقة الأم بأبنائها تشكل اللبنة الأولى لبناء جيل واع متفهم وواثق من كل خطوة يخطوها. خاصة في قضية الجنس والتثقيف الجنسي التي قد تصل للأبناء بشكل خاطئ.

من هنا تأتي الحاجة للتقرب أكثر من أبنائنا، ومصادقتهم ومساعدتهم لاستيعاب مجمل المفاهيم بطريقة صحيحة. إذ لم يعد الجنس ذاك الموضوع السري الذي نتجنب التحدث عنه. إنما هو من صميم يومياتنا العادية التي علينا التعامل معها بيسر وسهولة منذ الطفولة المبكرة.. أي من أول استفسار للطفل عن اختلاف أعضائه التناسلية عن أعضاء أخته الصغيرة، مرورا بفترة البلوغ والمراهقة، وانتهاء بفترة الشباب والاستعداد للزواج.. ينبغي علينا التحدث مع الأبناء والإجابة الوافية عن كل سؤال يسأل للأهل من قبل أبنائهم وبناتهم دون الشعور بالحرج والخجل.

إنها حياتنا وعلينا التعامل معها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ارتفاع معدلات الا?صابة بناسور الولادة بين النساء في اليمن


.. إصابة خمسة مدنيين وفقدان امرأة لحياتها في ريف منبج




.. الري?يس الا?مريكي يقدم نصيحة لللمقبلين على الزواج


.. المرأة مفتولة العضلات.. ظاهرة بدأت تنتشر في العالم العربي




.. دانيال هغاري: خطف النساء أمر مشترك بين حركة حماس وداعش