الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتمية جسر الانشقاق وحصول المصالحة لفلسطينية:

خالد عبد القادر احمد

2012 / 10 / 28
القضية الفلسطينية


اتسعت موجة احباط المشاعر الفلسطينية حول موضع المصالحة السياسية, بعد زيارة امير قطر الى حركة حماس في قطاع غزة, ووصلت حدا عبر عنه بعض الكتاب بالقول ان لم يعد من امل في المصالحة, اما رئيس السلطة الفلسطينية ففي نفس السياق اشار الى احتمال انفصال قطاع غزة نهائيا,
من وجهة نظري, فان استمرار حالة الانقسام والانشقاق, بل وتفاقم اثرها المدمر على النضال الفلسطيني, يبقى اقل خطرا من تفاقم الاحباط الفلسطيني, لانه قابلة روح الياس والاحساس بالعجز عن معالجة المشكلة, وهو المسار المودي حتما الى هزيمة الفعل الوطني في هذه المعركة, ولا بد من اشهار معارضة حاسمة لهذا الاحساس بالياس والاحباط, ومقاومته وعدم الاستسلام له, للاسباب التالية:
1- لان الاستسلام للياس والاحباط من القدرة على معالجة حالة الانقسام هو احد اهداف السياسات الاقليمية ( منها سياسات الكيان الصهيوني ) المعادية لهدف التحرر الفلسطيني, وهي سياسات عملت على استحداث الانقسام و رعاية نموه المرضي
2- لخطر تفاقم اثاره المدمرة على الحقوق الفلسطينية والنضال من اجل استعادتها وتحقيقها
3- لان مسار وقائع الصراع العالمي وانعكاساته الاقليمية تتجه الى ردم حالة الانقسام والانشقاق لا العكس, وقد بينت ذلك في مقالاتي السابقة التي تناولت زيارة امير قطر لحركة حماس ف قطاع غزة
4- لان حالة الانقسام والانشقاق باعتبارها هوى سياسي, هي على تعارض شديد مع البنية الطبيعية التاريخية المتحققة في موضوعية الوجود الفلسطيني كصيغة قومية مستقلة غير قابلة للانقسام والانشقاق ( النهائي ) فقوميتنا موحدة ومتحدة موضوعيا بالرغم من تشتيتها سياسيا, والذي هو بذاته محاولة عدائية تستهدف ضرب الاسس الموضوعية الطبيعية لوحدة صيغتنا القومية, فوحدة الصيغة القومية الفلسطينية اكتسبت تاريخيا حصانة منيعة مقاومة للشطب والالغاء, خاصة ان قوميتنا اكتسبتها في ظل هيمنة تاريخية متصلة للسيطرة الاجنبية عليها والتي استحدثت فيها عوامل الانقسام والانشقاق العرقي الطائفي, وتعمق بالعامل الطبقي, ومع ذلك هزمته تاريخيا صيغتنا القومية فباد هو وبقيت هي
وحتى نوضح المدخل لفهم المسالة, علينا ان نتذكر ان المجتمع له بنيتين, الاساسية الرئيسية منها وهي البنية الموضوعية التي يستحدثها في المجتمع مسار تطوره التاريخي الطبيعي, وهذه البنية هي الحاكمة لحركة المجتمع وتوجهه الموضوعي, اما البنية الاخرى فهي السياسية وهي في اساسها انعكاس لهوى العقلانية القومية, في ادراكها لذاتها ومصالحها وامراضها وكيفية معالجتها, وفي الاغلب الاحيان لايكون مستوى التناغم بين حركة البنيتين متناسقا بل يشوبه الى هذه الدرجة او تلك حالة من التعارض والمعاكسة,
ان الدولة ليست هي القومية, بل هي اداة السيطرة على المجتمع وعنوانه السياسي, والمجتمعات تحت هذه السيطرة السياسية للدولة, منها من هو صيغة قومية منفردة مستقلة, ومنها من هو تجميع سياسي استعماري اثني لاكثر من صيغة قومية, حيث دلت التجربة التاريخية عن عدم احتمالية شق وتقسيم المجتمع منفرد الصيغة القومية, لان حصانة بنيته الموضوعية تمنع ذلك, حتى لو سادته حالة انقسام وانشقاق سياسي تحت حراسة قوة اعتى مراكز الاستعمار العالمي تفوقا, ولنا في التجربة الالمانية والفيتنامية, وحتى في تجربة الصومال على تخلفه, هير دليل على ذلك, فحالة الانقسام والانشقاق هنا تبقى طارئة مؤقتة, وهي حتما الى زوال, وعلى العكس من ذلك دول مجتمعات التوحيد الاستعماري القسري لاكثر من صيغة قومية مستقلة موضوعيا, فهذه الدول مصيرها الى الانقسام كما حدث في السودان, وكما منتظر ان يحدث في تركيا وايران وسوريا والعراق حيث تتجه القومية الكردية الى الانفصال والاستقلال الذي هو حقها الطبيعي,
وفي التاريخ الفلسطيني انقسمت فلسطين اكثر من مرة بين سيطرات سياسية متعددة وحدث فيها استجابات طائفية انشقاقية مزقت الوحدة القومية الفلسطينية لكنها لم تهزمها بل على العكس فان الوحدة الموضوعية الفلسطينية هزمت التقسيم الاستعماري لفلسطين وهزمت الاستجابات الطائفية لها, فحافظ الاساس الموضوعي بماديته على وحدة البناء الاجتماعي واستعاد المجتمع الفلسطيني وحدته السياسية, وكانت عوامل الانشقاق العرقي الطائفي فيه اقوى مما عليه الا مجتمعنا بعد ان انتقل الى الصيغة القومية الديموغرافية الى الصيغة القومية الحديثة
ان مشكلة نخبنا انها لا تقراء عبر تاريخ مسار التطور الحضاري الفلسطيني, وهي تنخرط بمزاجية سياسية لا خلفية تاريخية علمية لها في ابداء الراي بالواقعة السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية, ورغم قدرتها على التعبير الادبي الا انها تضعه في خدمة هواها السياسي فحسب, ولذلك نتمنى على هذه النخبة الفكرية والسياسية ابداء ولو القليل من الاهتمام بقراءة تاريخها الفلسطيني من المنظور العلمي لتطور الظاهرة القومية تاريخيا باعتبارها نتاج الية لها اسسها المادية ولها استقلاليتها الموضوعية ولها حدودها لجغرافية ولها استجاباتها المرحلية الموازي لمراحل التطور الحضاري الانساني,
ان هوية المواطنة الفلسطينية بلتت هي حافظة الصيغة القومية الفلسطينية وحافظة وحدة مكونها الانساني, ووحدة التوجهه الوطني الاستراتيجي له, وليس في امكان الروح الفئوية الفصائلية الفلسطينية هزيمة هذه الحقيقة, بل ان قوة الموضوعية التي تحصن وحدة المواطنة الفلسطينية في هويتها تعمل على هزيمة ليس العدوانية الصهيونية والانحياز العالمي لها فحسب بل والهوى السياسي الفلسطيني نفسه الذي يخدم العدوانية الصهيونية وحليفها العالمي, فلطالما كان الصراع العالمي عدوا تاريخيا للاستقلالية الفلسطينية, ولطالما كان تاريخيا يخدم ايضا تحررها من السيطرة الاجنبية, حيث من الواضح ان الصراع العالمي الذي جاء بالمشروع الصهيوني, هو نفسه الان يتحرك انتقاليا لموقع معاداة هذا المشروع فيعمل على هزيمة روح التوسعية فيه,
اننا لا ندعوا الى الاصطفاف على مسار التسوية والتفاوض ولا الانتظام في الاصطفاف السياسي الاقليمي المنحاز للولايات المتحدة وغيرها, لكننا ندعو الى رؤية الحيز الاستقلالي الفلسطيني في الصراع العالمي والذي بات ينطوي على صراع متنامي بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني, والكف عن لبس النظارة العرقية العروبية الدينية والنظر من خلالها لمجريات ووقائع الصراع العالمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانفصال عن الواقع
زرقاء العراق ( 2012 / 10 / 28 - 21:11 )
مع احترامي للكاتب
يتحدث المقال عن تاريخ مسار التطور الحضاري الفلسطيني

وهذا صحيح اذا كان التطور يعني هنا تطور الفساد وسرقة الأموال والمتاجرة بقضية فلسطين من جهة السلطة

اما من ناحية أمارة حماس فمسار تطورها كان واضحاً حين قتلت وبوحشية يندى لها الجبين أخوانها الفلسطينيين في انقلابها على السلطة

وبينما تتكرر في المقالة عبارة النضال الفلسطيني, ولا ادري عن اي نضال يعنيه الكاتب وعن النتائج النهائية المرتقبة منه

فقيام دولة في الضفة معناه ان تكون عالة على المجتمع الدولي وتعيش على المعونات والصدقات وينخرها الفساد مع ذلك

واما قيام دولة في أمارة حماس فحدث ولا حرج من تصدير للأرهاب وتجارة الأسلحة والمخدرات, وما ذبحهم للجنود المصريين في رمضان والهروب عن طريق الأنفاق الا مؤشراً لما سيأتي

البعض يرفض رؤية الواقع ويحبذ العيش في عالم افتراضي ليحلم بأن تكون غزة سويسرا الشرق الأوسط


2 - الى زرقاء العراق
خالد عبد القادر احمد ( 2012 / 10 / 29 - 06:03 )
احترامي
واضح في تعليقكم نفسية العداء للشعب الفلسطيني, لكنني ساتجاوز ذلك, واشير الى ان وجود الفساد في العراق مثلا لا يلغي حقيقة امتلاكه مسار تطور حضاري تاريخي, اما من يعيش عالة متطفل على العالم فهو الكيان الصهيوني, الى جانب ان بقاءه مرتبط بصفته كمرتزق في خدمة الاستعمار العالمي, وعلى حساب الدم اليهودي


3 - البوست صهيونية
صهيوني معتدل ( 2012 / 10 / 29 - 07:46 )
الشارع الاسرائيلي منقسم على نفسه او لنقل هناك بعض الاختلافات في الموقف من الحل للقضية الفلسطينية،لكن الغالبية تؤمن بحل الدولتين مع بعض الاختلافات ،وهذا ما قاله نتانياهو في خطاب بار ايلان ولم يخرج ليبرمان من الحكومة.
هناك مجموعة صغيرة ولكن لها تأثير ،وهم المستوطنون الذين لا يريدون حلا ،لأنه سيأتي على حساب امتيازتهم.
يمكن تصنيف تعليقات الزرقاء بعدائيتها للشعب الفلسطيني واتهامه بأنه السبب فيما جرى له ،متشابهة مع فكر اليمين الديني المسيحي اليهودي،الذي يعتقد ان اي تنازل عن ذرة تراب من ارض اسرائيل الكبرى هو خيانة للشعب وللعهد الالهي لابراهام.
وهذا الموقف هو موقف الاقلية اليهودية في اسرائيل،اما الغالبية فانها ترغب في انهاء الصراع!!!

اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل