الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال وسام الحسن عملية صهيونية سورية مشتركة

خالد عبد القادر احمد

2012 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بعيدا عن الاستنتاج الجنائي, لواقعة اغتيال الشهيد وسام الحسن, فهذا مجال التحقيق القضائي, لكنه لا بد من الاقرار ان عملية الاغتيال نجحت في تاجيج الصراع داخل لبنان بين قطبي القوة الرئيسيين فيه , وهما قوى 14/ وقوى 8/ اذار, فقد وجهت قوى 14/ اذار اتهاما مباشرا يحمل النظام السوري وحلفائه في لبنان, المسئولية الجنائية عن عملية الاغتيال, وعن التبعات السياسية المترتبة عليها, ورفعت شعار اسقاط حكومة نجيب ميقاتي كقصاص على ذلك, الى جانب الاشتباكات المسلحة التي جاءت مباشرة كرد فعل على عملية الاغتيال, مما فاقم في ازمة لبنان الداخلية ويهدد بوضع لبنان على مدخل حرب اهلية لا يحول دونها كما يبدو سوى التوقيت, واستحالة تحديد نتائجها مبكرا,
سياسيا لا بد من القول ان عملية الاغتيال نجحت في ايصال رسالة من الطرف الذي نفذ الاغتيال الى : من يهمه الامر, مفادها ان تفجير حرب اهلية في لبنان موازية في توقيت حدوثها للصراع الدموي في سوريا, هو من الامور الممكنة, علما ان خلل موازين القوى الداخلي اللبناني, يميل لصالح حلفاء سوريا لا ضدهم. مما سيسفر عن نتائج ليست هي التي يسعى من يهمه الامر اليها,
وكلنا يعلم, ان الحفاظ على الاستقرار النسبي لأوضاع المنطقة, والحرص على عدم اتساع نطاقه, هو العامل السياسي الرئيسي من بين مجمل العوامل المانعة لتدخل عسكري اجنبي ضد النظام في الازمة السورية, وهو النظام الذي تعمل مناورته في الصراع العالمي والاقليمي بمنهجية و سياسة مقاومة النفوذ الامريكي في المنطقة, الامر الذي يعني ان الجهة الرئيسية المعنية بالرسالة التي حملتها عملية الاغتيال هي الولايات المتحدة الامريكية,
وكلنا يعلم ان الولايات المتحدة هي الطرف الرئيسي الذي يتخذ قرار التدخل الاجنبي في الصراعات العالمية في مختلف المناطق, وانه الطرف الذي يعيق حتى الان حدوث مثل هذا التدخل في سوريا, ومبرراتها في ذلك حدة الموقف الروسي الصيني الرافض للتدخل الاجنبي, والخوف من اتساع نطاق عدم الاستقراراقليميا, واحتمال حدوث حرب اقليمية غير محسوبة النتائج او مسيطر عليها في المنطقة, ولذلك تحاول دول الغرب والولايات المتحدة انهاك النظام السوري واسقاطه من خلال قوى غير نظامية, جلها يوجهه تفاهمات قوى الاسلام السياسي مع الولايات المتحدة الامريكية,
ومن الواضح, ان النظام السوري ليس هو الطرف الوحيد الذي تصارعه الولايات المتحدة في المنطقة, فهناك الطرف الصهيوني الذي تعمل على تحجيمه وتطويعه من خلال العمل على حصاره وتقليص نفوذه واسقاط شعاره الايديولوجي السياسية التوسعي ( اسرائيل الكبرى ) دون اللجوء ضده لعنف العمل العسكري, مما يسعر من اشكال الحروب الخفية بين هذه الاطراف,
ان حساسية واهمية الموقع الامني للشهيد حسام الحسن واثره السياسي في هذا الصراع, عكسها انجازه الامني في الكشف عن مجموعة شبكات التجسس الاسرائيلية الموجودة في لبنان, والتي كان الكيان الصهيوني من خلال تفعيلها يعيد انتاج حالة عدم الاستقرار فيه ويؤجج صراعه الطائفي, ويوجهه عن طريق الادارة عن بعد سياسيا, الامر الذي جعل من الوضع اللبناني احد اهم الاوراق القادر الكيان الصهيوني على اللعب بها ضد اي اطراف اخرى و منها طبعا الولايات المتحدة الامريكية, ومن الطبيعي ان انجازات جهاز المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبناني اربك القدرة الاستخبارية الاسرائيلية وجعل من شل فعالية هذا الجهاز احد اهدافه الاستخبراتية, لحرمان القدرة الاستخبراتية الامريكية من خدمات اهم موقع استخبراتي فاعل في لبنان, وبصورة خاصة الخدمات التي يقدمها للمعارضة السورية التي يرعاها الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية,
ان رضى الولايات المتحدة الامريكية عن جهاز معلومات قوى الامن اللبناني يعبر عنه سكوتها عن انجازاته التي في اغلبها شكلت ضربات للقدرة الاستخبراتية الاسرائيلية, في حين لم يكن له من انجاز يذكر ضد النظام السوري سوى قضية ميشيل سماحة, مما يطرح السؤال عن علاقة قضية ميشيل سماحة بقضية اغتيال وسام الحسن,
فحتى اللحظة وظف عامل الهوى السياسي قضية ميشيل سماحة عبر مقولتين: احدهما تعتمدها قوى 14/ اذار وتدلل بها على دور النظام السوري التخريبي في لبنان, ونحن وإن كنا لا ننكر هذا الدور للنظام السوري في لبنان, الا ان ذلك ليس اقرار مرسلا مطلقا, فليس النظام السوري مسئولا عن ( كل ) الاغتيالات فيه, اما قوى 8/ اذار فهي تعتمد مقولة تلفيق التهمة لميشيل سماحة,
من وجهة نظري فان التهمة فعلا لفقت لميشيل سماحة, ولكن ليس من جهاز المعلومات في قوى الامن اللبناني, ولا من قوى 14/ اذار, بل من قبل كل من الكيان الصهيوني والنظام السوري, ولم تكن تلك التهمة سوى الفخ الذي نصبه الطرفين الصهيوني والسوري, ووقع فيه جهاز معلومات الامن اللبناني ورئيسه الشهيد وسام الحسن, وكان لها من الاهداف المشتركة المتناغمة ما يبرر هذا التعاون المشترك, فهو يضرب اداة مصدر معلومات استخبراتي امريكي كفؤ فاعل, ويعيد الاعتبار وحرية العمل لجهاز الاستخبرات الصهيوني الموساد, ويضرب في نفس الوقت العقلية المنظمة لدعم واسناد المعارضة السورية عسكريا من لبنان ضد النظام السوري , اضافة للرسالة التي سيحملها للولايات المتحدة الامريكية ومفادها ان يد الطرفين الصهيوني والنظام السوري قادرة على الاضرار بادوات النفوذ الامريكي في المنطقة, وقادرة على تفجير الوضع اللبناني, والذي كان فعلا سينفجر تبعا لانفعالية السنيورة وجعجع لولا ان تلقيا امرا بالانضباط
اننا هنا لا نشير الى تناغم وتناسق موضوعي في العمل بين اجهزة الاستخبارات السورية والصهيونية بل الى تنسيق اتفاقي مباشر بينهما, من مستوى التنسيق المباشر بين الاطراف ( المتعددة ) التي اطلقت العملية الارهابية في سيناء والتي بموجبها بدأت مرحلة سياسية جديدة ان على صعيد الوضع الداخلي في مصر او عل صعيد تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني حسب منظور حل الدولتين الذي يرفضه الكيان الصهيوني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-