الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى تجاهلا للسياب

مفيد بدر عبدالله

2012 / 10 / 30
الادب والفن



أفقت من نومي ذات ليلة على رنة هاتفي النقال فأجبت متثاقلا وإذا به صديقي سالم الذي يدرس في إحدى جامعات لندن والحاصل على دكتوراه في أدب السياب طالبا مني أن اصحبه مع بعض طلبته عند زيارتهم للعراق في جولة لمشاهدة قرية جيكور ومنزل السياب , فأجبته على الرحب والسعة وحدد لي موعد الزيارة وما ان أغلقت الهاتف حتى غمرتني فرحة كبيرة وفخر اكبر ان يأتي من يقطع المحيطات قاصدا رمزا من رموز البصرة وشموخها وتذكرت حب صديقي سالم وعشقه للسياب فله مكتبة تحوي كل دواوينه وكل الدراسات التي عنت بالسياب عربيا وعالميا وكان يجمع حتى ما ينشر عنه في الصحف العربية والعالمية قبل مغادرته للعراق .
وقبل الموعد بثلاثة أيام بدأت ارسم في مخيلتي جولة جميلة ابدأها بتمثاله الشامخ على كورنيش العشار مرورا بقبره ومن ثم مدرسة المحمودية التي درس فيها الابتدائية ومدرسة بدر شاكر السياب التي سميت باسمه ونهر بويب الذي طالما تغنى به انتهاء بالبيت الذي ولد فيه وعاش طفولته....
وبدأت استطلع أماكن الزيارة لأنشط ذاكرتي وأكون مرشدا سياحيا لهم ولدى وصولي لأهم مافي الجولة منزل الشاعر أذهلني ما آل إليه من دمار وخراب فلا سقف للبيت ولا باب والغرفة التي ولد فيها السياب نمت فيها الأدغال بكثافة وبابها مهشمه وأجزاء منها غير موجودة رغم أنها أفضل حالا من الأبواب الأخرى فبعضها ملقى على الأرض والبعض الآخر غير موجود .. أما عن باحة المنزل فتحوي الازبال المتناثرة ومخلفات الكلاب السائبة . ما أفزعني وجعلني اهرب مذعورا هجوم احد الكلاب السائبة علي من احدى الغرف وكاد ان يهشم جسدي لولا سرعتي في الركض وقذفه بالحجارة .. وبعد هروبي توجهت لاقرب منزل وكان لقريب الشاعر وهو (زهيرعبد الحافظ السياب ) ولدى حديثي معه شكى لي إهمال الجهات المعنية مستغربا حب مجندة أمريكية للسياب والتي اتت قاصدة له وطلبت منه ربع ساعة للحديث عن السياب ولكنها قضت اربع ساعات في الاستماع له , وعرف منها بأنها ملمة بكل تفاصيل حياة السياب فقلت في نفسي ( نحن أولى بادبائنا ) .
ما تمناه السيد زهير أن يعاد ترميم المنزل والذي يعود لهيئة الآثار منذ عقود وان يكون فيه متحف يضم مقتنيات الشاعر النفيسة وكتابات بخط يده وصور نادرة له . فوافقته الرأي فان بناء المتحف سيعلي من شأننا لا من شأن السياب ولا نرضى أن يمر التاريخ من أمام أعيننا دون أن تكون لنا بصمة فيه ، استغربت ان يزور شعراء المربد منزل السياب وهو على هذا الحال من الخراب والدمار.
ولدى عودتي قررت أن أغير شريحة هاتفي النقال حتى أنسى صديقي سالم ومن معه من السائحين واخلص نفسي من الحرج فلا تقوى ارجلي على حملي ان وصلت بصحبتهم منزل السياب ولا أكون مسؤولا عمن يهاجمه كلب سائب واعرض نفسي لمسائلة القنصلية البريطانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس