الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الإنسان ترتفع فوق السيادة الوطنية

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 10 / 30
حقوق الانسان


وعدت في مقال : جمهورية الجزيرة العربية ستصدر النفط و ستنعش الإقتصاد العالمي ، و ربيع إيران يسبق ربيع كل من البحرين و القطيف ، و الذي كتبته و نشرته في يوم الجمعة الثامن و العشرين من سبتمبر من هذا العام ، 2012 ، أن أعلق على خطاب مرسي في الأمم المتحدة ، و اليوم ، في ظهيرة يوم الثلاثاء الثلاثون من أكتوبر 2012 ، أجد الوقت لأفي بوعدي .
قد يعتبر بعض القراء الأفاضل أن الخطاب أصبح قديم بارد ، لكنني أرى فيه ما يصلح لأن يكون حديث الساعة ، و مهم جداً من أجل المستقبل ، بل و أيضا ساخن .
ساخن سخونة الدماء السورية التي تراق يوميا ، و منذ أكثر من عام .
ساخن سخونة القنابل البرميلية و العنقودية التي تلقى على المدنيين في سوريا ، و هي تنفجر .
ساخن سخونة الرصاص الذي يخترق أجساد الأبرياء من أبناء الشعب السوري ، و الذين لم يكن لهم مطلب سوى الديمقراطية و العدالة .
إنه حديث يناسب الساعة لأننا في مصر و العالم العربي لازلنا نعيش في إما دول لا تعرف الديمقراطية الحقيقية الكاملة ، و لا تحترم حقوق الإنسان ، و لا تنتصف للمظلومين ، أو في دول ذات ديمقراطيات وليدة هشة غير مكتملة لازالت تتعرض لمؤامرات التقويض .
إنه حديث يناسب المستقبل أيضا ، لإنني أؤمن بأن مصر معرضة لثورة شعبية أخرى ، تأتي بالنتائج المادية الملموسة التي أرادها الشعب في ثورة 2011 ، و لم يحققها بسبب السذاجة الثورية التي إتصف بها أغلبية المشاركين في ثورة 2011 ، و أرجو في هذا الشأن مراجعة مقال : ثورة 2011 المصرية ثورة معنوية فقط من حيث النتائج ، و ينتظر ثورة أخرى تأتي بالنتائج المادية ؛ و هو المقال الذي كتبته و نشرته يوم السبت السادس من أكتوبر من هذا العام ، 2012 ؛ و بالتأكيد عندما ستحدث ثورة ستحدث معها إنتهاكات لحقوق الإنسان من جانب الأجهزة الأمنية لإخمادها .
صفق البعض لخطاب مرسي ، بعضهم لأنهم صدقوا العبارات البلاغية القوية و غفلوا عن المهم ، و بعضهم لأنهم عرفوا من قبل حقيقة مرسي التي سبق أن أشرت إليها و عرفوا أن سياساته تتوافق مع سياساتهم التي ليست في صالح الشعب المصري ، أما عني كمواطن مصري فلم أصفق ، بل أدركت خطورة الموقف من خلال عبارة قصيرة للغاية في ذلك الخطاب ، و هي العبارة التي تعلن رفض التدخل الخارجي في القضية السورية .
رفض التدخل الخارجي ، بمعناه الواسع خطير للغاية ، لأن معناه أن مرسي يرى أن على المجتمع الدولي إعطاء الفرصة للنظام السوري البعثي الدموي لإستكمال ذبح الشعب السوري في محاولته اليائسة لإخماد الثورة .
مرسي أكد على إنه لا يختلف عن مبارك ، فهو يتبني نفس السياسات ، و منها سياسة حق الأنظمة الإستبدادية في إضطهاد ، بل و ذبح ، المعارضين لها ، بدون أن يحق للمجتمع الدولي التدخل .
من تلك العبارة القصيرة و الخطيرة التي أشرت إليها في خطاب مرسي بالأمم المتحدة ، نستطيع أن نفهم أن مرسي يتفق مع مبارك في رفض التدخل الأمريكي الذي حدث في البوسنة ، و الذي منع سفاحي الصرب من إستكمال عملية ذبح مسلمي البوسنة ، و إنه ، مثل مبارك ايضا ، ضد التدخل الأمريكي المبكر في كوسوفو ، و هو التدخل الذي منع تكرار مأساة البوسنة في كوسوفو ، و بالتأكيد فإن مرسي ضد الإعتراف بإستقلال كوسوفو .
مما قاله مرسي الإخواني - المباركي على منبر الأمم المتحدة نفهم أن من رأي مرسي أن تدخل المجتمع الدولي في مأساة دارفور ، من خلال المحكمة الجنائية الدولية ، كان خاطئ ، و أنه كان على المحكمة الجنائية الدولية أن تغض الطرف عن أفعال نظام عمر البشير ، تاركة إياه لإستكمال سياسة الإغتصاب الجماعي ، و القتل ، و التهجير .
و بناء على وجهة نظر مرسي الإخواني - المباركي فإنه كان على الشعب الليبي أن يرفض أي عون خارجي ، حتى يتمكن القذافي الدموي من ذبحه كما يفعل بشار في الشعب السوري حالياً .
و بناء على هذا المبدأ الذي أعلنه مرسي الإخواني - المباركي في الأمم المتحدة ، فإن على المجتمع الدولي ، سواء حكومات ، و منظمات رسمية دولية و حكومية ، أو جمعيات أهلية غير حكومية ، و وسائل إعلامية ، و أصحاب أقلام ، غض الطرف عن ، و السكوت على ، القمع الذي يتعرض له الكتاب و الصحفيين المعارضين للنظام التركي الأردوغاني ، و هو النظام الذي في ظله أصبحت تركيا تتصدر قائمة الدول التي تضطهد أصحاب الأقلام و الأراء و تزج بهم في السجون ، و بها أكبر عدد من الصحفيين المسجونين على مستوى العالم ؛ و بالمناسبة فإن النظام الأردوغاني هذا هو الذي يتم الترويج له في العالم العربي كنموذج يحتذى ، و قام مرسي الإخواني - المباركي منذ فترة قصيرة بزيارة تركيا لحضور مؤتمر الحزب الأردوغاني كتعبير عن التأييد و التضامن بين الإخوان و الأردوغانيين ، و منذ تولى مرسي الحكم و الإعلام السلطوي يردد قصائد الصداقة التي تربط مصر حاليا بالنظام الأردوغاني ؛ و قد سبق أن عبرت عن رأيي في النظام الأردوغاني في مقال : الدولة الأردوغانية لا يحلم بها العرب ؛ و الذي كتبته و نشرته في السادس عشر من سبتمبر من العام الماضي ، 2011 .
النموذج الذي يؤمن به مرسي الإخواني - المباركي ، هو ما حدث في البحرين ، حين تم قمع ربيع البحرين في 2011 ، أما الأفضل ، عند مرسي ، فهو ما حدث في إحدى دول منطقة البحيرات العظمى ، في افريقيا ، في التسعينيات من القرن الماضي ، حيث تم قتل حوالي ثمانمائة ألف إنسان ، أو ربما أكثر ، في فترة قصيرة للغاية ، بدون اي تدخل دولي .
من ناحية المستقبل ، يمكن أن نضع الأمر في نقطتين هما :
أولاً : بالنسبة للثورة السورية ، فإن على الشعب السوري ألا ينتظر في القريب العاجل ، أي تدخل ، أو تحرك ، من جانب نظام مرسي الإخواني - المباركي ، و لن يصدر عن جامعة الدول العربية قريبا أي قرارات مشابهة للقرارات التي أصدرتها إبان الثورة الليبية ، فهم في النظام الحاكم الحالي ، أو النظام الإخواني - المباركي ، لن يكرروا ما يعتبرونه خطأ ، و على العموم فإن ضحايا القتل الجماعي ، و القصف العشوائي ، في سوريا ، عددهم أقل من خمسة و ثلاثين ألف ، و هو رقم لازال بعيد جدا عن رقم الثمانمائة ألف ، أو أقل من مليون ، و المليون هو الرقم الذي ربما يتحرك عنده مرسي الإخواني - المباركي .
ثانيا : بالنسبة لمصر ، فإن علينا توقع تقليص مساحة حرية التعبير في المستقبل ، على غرار تركيا ، على ضآلة تلك المساحة المتاحة حاليا في مصر بالمقارنة حتى بتركيا ، و علينا توقع إستعمال السلطة للعنف عند شبوب ثورة أخرى ، أو حتى أي معارضة جدية ، و لو كانت سلمية ، و قد كشرت السلطة من قبل عن أنيابها الدموية في عهد طنطاوي الدموي ، في كل من ماسبيرو و إستاد بورسعيد ، و سوف تستعمل السلطة تلك الأنياب في المستقبل ضد معارضيها ، و ضد كل ما قد تراه خطراً عليها ، و السلطة تريد أن تفعل هذا بدون أن تكون هناك معارضة دولية لأفعالها .
هذه وجهة نظر السلطة ، من إخوان و مباركيين ، و من يجري على هواهم و يمسك بأذيال ثيابهم ، في مسألة التدخل الخارجي عند إنتهاك حقوق الإنسان ، عبر عنها مرسي بإختصار شديد ، لكنه واضح جداً ، على منبر الأمم المتحدة ، و هذا ما نتوقعه من جانبهم في المستقبل ، أما نحن ، في حزب كل مصر - حكم ، فلنا مبدأ آخر في نفس المسألة ، سبق أن عبرنا عنه من قبل مراراً ، و هو : أن حقوق الإنسان ، و منها حق الإنسان في الحياة و حقه في العدالة ، ترتفع فوق الحدود السياسية و السيادة الوطنية ، لأن حقوق البشرية فوق كل من الحدود السياسية و السيادة الوطنية .
الله ، عز وجل ، خلق البشر ، و البشر هم الذي صنعوا كل من الحدود السياسية و السيادة الوطنية ، و حقوق ما خلقه الله ترتفع فوق الدعاوى التي صنعها البشر عند تعارضهما .
لكل إنسان بريء تتعرض حياته للخطر ، أو يكون عرضة للظلم ، أن يطلب و / أو أن يقبل معونة أي أخ أو أخت له في البشرية .
إننا في حزب كل مصر - حكم نتضامن مع كل مظلوم في داخل مصر و خارجها ، اليوم بالكلمات ، و في المستقبل ، إن شاء الله ، بالكلمات و الأفعال ، بحسب ما سيتوافر لدينا من إمكانات و طاقات .
رسالة لأعضاء حزب كل مصر - حكم و مؤيديه : سنعلن قريبا ، بإذن الله ، عن العناوين التي يمكن من خلالها التسجيل في الحزب لإستكمال العدد المطلوب لتسجيل الحزب رسميا .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ