الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو عادت الظلال !

فاتن الجابري

2012 / 10 / 30
الادب والفن


ليلتي مدلهمة بالظلال البعيدة، عشرون أو ثلاثون ظلا وربما بينهما، سكينة المحتضر ، سلام لذيد لا يشعره سواه، خلاص عذب ،،كلما تنزف الظلال شهقات الروح شهقة بعد أخرى تقذفها على شواطئ الذكرى...
على مصطبة خشبية وسط حديقة الجامعة كنت أنتظرك، هكذا كتبت لي في رسالتك الاخيرة قبل أن أدخل في غيبوبة أحتضاري، عزيزي أكتب اليك الان من فردوس سلامي .. وسكينة روحي
كان عمر البنفسج في أول القطاف، محاصر بالظنون .. والخيبات وأنت تسير الى الوراء تقدم قصيدة وتتراجع أثنتين، تزرع الدروب كلمات بعطر الحب على ورق بلون الورد، رقيقة كالاحلام، كلمات ترسمها أناملك السحرية، خطك الانيق ربما أفسدته مفاتيح
الحاسوب الان، لم تكن حروفا وكلمات بل ألحان وأغان في فضاء مبهم شحيح الضياء.

لمَ لم تفهم كنت في أقسى الجنون اليك ؟
تكتظ سمائي بألوان نجماتك فضية وذهبية وردية وووووووو تغرقني بالالوان تحلق بي
ثم تندلق من عيني .. تلذعني مرارتها ...
في مساء حزين وأنت تحررخيوط الشمس عن قصة برعت أنت في نسجها ومنحتني شرف متفرجة بأمتياز، حين نفذ الورق
كتبت أحبك على أوراق الشجيرات الظلية في المقاهي الخضراء في قيظ بغداد الحارق.
شاحبة ويائسة أنصت اليك وأنت تعد
نهارات جوع طويلة وثقيلة، تبكي شحوب سحنة أطفالنا القادمون ترثي عجزك ان تدثرني بثياب من حرير، بشجاعة الفرسان تحررني وأنت تعد ظلال عمري
التي تتراكض بقسوة نحو المحطات الاخيرة، وتلفظني بحفنة كلمات ملونة هائمة، في ليلتي الاخيرة في بيت أبي الموسيقى الصاخبة، يتراقص على أنغامها المحتفلون، أحزم الكلمات المشدوهة بالتوهج أطويها برفق، وأودعها صندوق قلبي الصغير أقيده بشرائط حمر لئلا يقفز الحب من بين غيماتها مثل طفل عابث يتسلى بالمحظورلا يدرك لحظة السقوط القاتل، حين تتسرب الكلمات الى حاضري وصحوي.

وكلما تمرالظلال الباهتة أحن مقتولة بشوقي الى صندوق الكلمات العجيب الذي تركته في بيتي هناك في حلم بعيد أسمه وطن، بأصفاده ينتظر مصيره بيأس، يكركر رغم جرحه ، في كل مرة حين تدنو أصابعي لفك قيده الغارق بالعطرالباقي رغم السنيين ، في وداع أخير، أحزم حقائبي وأغادر بيتي الى مدن الدهشة، شذا الورد وزقزقات العصافير الغريبة.. ليست عصافيرنا لكنها تغني بلغتنا بسخاء مع بزوغ فجرنا المنفي الندي بخيال الكلمات الذي أولد النجمات عبرتخوم البحار و مروج الحقول الخضراء، صندوقي ياصندوقي يا وليدي الجميل، كم رفرفت بين أيدي جلاديك حين أقاموا حفلة قتلك،
والحرائق تجتاح الفرح باللون الاسود، رماد ودخان في حينا الهادئ بوحشة الذهول، وأبكي لأني تركته في تلك الزاوية ينتظرني بين الأنقاض، أستباحوا البيت
وسرقوا كل تفاصيلنا التي تركناها تنتظر بلا رحمة وعودنا الكاذبة أن نعود وما عدنا رغم معاول الاشواق التي تطحن أرواحنا، ملامحنا القديمة طبعت على هويتنا الجديدة، نحيب أفراحنا، كربلائي حزننا القديم الجديد، ننصهر في الألم، أبحث عن صندوقي الصغيرالذي أودعته بين شقوق ذاكرة بيتي .
في أتصال لاهث قالوا:
ــ صار البيت خرابا بعد أن سكنه الاوغاد
لانستطيع الوصول الى البيت المنطقة محاصرة ومعزولة
ــ فغرت فمي أسأل عن صندوقي الوردي ؟؟؟
ـ يقهقهون بدمع ساخن، ماتت ظلالك وتمزق جسد الكلمات وتناثر مع الريح
ـ والصور؟
ــ حتى الصور تفحمت وأمست رمادا
أبحث عن ملامحي القديمة في هويتي الجديدة لا أجدها منذ أن ودعتها على شرفات الرحيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي