الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكيف بفرح فى عالم محموم (3)

مجدى زكريا

2012 / 10 / 30
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


" ان عالم الغرب اليوم مفتون بالسرعة ووسائل الراحة "
" معظم الناس يحتملون ضغوط الحياة, لكن نسبة ضئيلة تحتملها بفرح. ويتطلب ذلك نوعا خاصا من الحكمة ".
يعترف كتاب مجتمع ال24 ساعة بذلك, بقوله : " نحتاج لتطوير الحكمة لحماية الطبيعة والحاجات البشرية فى العالم التكنولوجى الذى وجدناه ".
ولحسن التوفيق ان الحكمة العملية متوفرة بسهولة فى الكتاب الاكثر توزيعا حول العالم - كلمة الله, الكتاب المقدس. فهو يحتوى على مبادئ ثبتت صحتها من خلال التجارب لأنه موحى به من الذى يفهم كاملا الطبيعة والحاجات البشرية. وتطبيق هذه المبادئ يمكن ان يساعدكم على التحكم اكثر فى حياتكم, مانحا اياكم مقدارا من الفرح على الاقل فى ما تناضلون فى عالم اليوم المحموم.
وتغطى عذه المبادئ ثلاثة مجالات رئيسية. اولا, تشير الى كيفية تبسيط حياتكم بحكمة. ثانيا, ان تساعدكم على وضع الاولويات السليمة. ثالثا, تزود نظرة روحية الى الحياة اسمى بكثير من النظرة الدنيوية المحض. فلنتأمل فى هذه المجالات الثلاثة.
حافظوا على حياة بسيطة وغير معقدة
تخيلوا انكم ذاهبون لتخيموا بضعة ايام. لتأمين راحتكم تأخذون معكم خيمة كبيرة مع مايخطر على بالكم من كماليات. فتأخذون معكم مقطورة محملة بالاثاث, ادوات المطبخ, ثلاجة, مولدا كهربائيا قابلا للنقل, اضواء, تلفزيونا, ومواد اخرى كثيرة من ضمنها الطعام. لكن ترتيب هذه الاشياء يتطلب منكم ساعات كثيرة. ثم فى نهاية عطلتكم القصيرة, تقضون ايضا ساعات فى توضيب الاشياء ثانية - هذا اذا لم نذكر توضيب الاشياء مجددا فى المنزل. اذا فكرتم فى الامر تجدون ان الوقت لم يكن كافيا لتتمتعوا بالتخييم, وتتساءلون هل يستأهل ذلك كل العناء الذى تكبدتموه.
تشبه حياة الملايين اليوم نوعا ما رحلة التخييم هذه. فهم يقضون مقدارا غير متزن من الوقت فى الحصول والمحافظة على قائمة لا تنتهى من الامور المادية التى يحاول العالم ان يجعلنا نعتقد انها ضرورية لسعادتنا. فى المقابل, قال يسوع المسيح : " متى كان لأحد كثير فليست حياته من ممتلكاته". ( لوقا 12عدد 15 ) نعم, ان السعادة فى الحياة لا تقاس بالغنى المادى. وفى الواقع, غالبا مايزيد الغنى ضغوط وقلق الحياة. تقول جامعة 5 عدد 12, الترجمة التفسيرية : " اما الغنى فوفرة غناه تجعله قاقا ارقا ".
لذلك تأملوا جديا فى كل ممتلكاتكم, واسألوا نفسكم : " هل هذا الامر ضرورى حقا او انه ثانوى ؟ هل يحسن نوعية حياتى او يسرق منى وقتا ثمينا ؟ ". تذكر مقدمة كتاب لم انا متعب الى هذا الحد ؟ للكاتبة ليونى ماكماهون : " ان اختراع مختلف الادوات, بقصد تسهيل العمل المنزلى, دفع ربة المنزل الى دخول معترك العمل خارج منزلها لتستطيع ان تبتاع هذه الادوات وتدفع ثمن صيانتها ".
عندما تبسطون حياتكم, تجدون وقتا اكثر للعائلة, الاصدقاء, ونفسكم. وهذا الوقت مهم من اجل سعادتكم. لا تكونوا مثل الذين يكتشفون متأخرين جدا ان اصدقائهم وعائلتهم هم اهم - وومتعون اكثر - من المال والاشياء. فالناس فقط يمكن ان يحبوكم. اما الحسابات المصرفية, الاسهم, اجهزة الكمبيوتر, التلفزيون, وسائر الادوات, رغم ان لها مكانها قشور الحياة وليست ىجوهرها. والذين يعطون هذه الامور الاولوية يقضون على الفرح فى حياتهم وينتهى بهم المطاف الى عدم الاكتفاء والمرارة ايضا.
التحكم فى الوقت ووضع الاولويات
يشبه التحكم فى الوقت من بعض النواحى وضع ميزانية مالية. فلا يمكنكم حشر اشياء كثيرة فى الساعات المحدودة المتوفرة لكم. فنمط الحياة هذا يؤدى الى التثبط, الاجهاد, والقلق. لذلك تعلموا ان تحددوا اولياتكم.
اولا, حددوا ماهى الامور الاهم وامنحوها الوقت الكافى. بالنسبة الى الذين يؤمنوا بالكتاب المقدس, تأتى المساعى الروحية دائما فى طليعة الاولويات. واذا عولجت المساءل المهمة بسرعة وسطحية يؤول ذلك غالبا الى مشاكل خطيرة. لذلك قد تحتاجون الى التخلى عن اى شئ قد يستنفذ الوقت دون فائدة.
عند تحديد الاولويات, خذوا بعين الاعتبار حاجاتكم الى قليل من العزلة - الوقت اللازم للتأمل البناء واستعادة نشاطكم من جديد. تقول مجلة علم النفس اليوم : " ان العزلة التى لها هدف . . . هى منشط ضرورى فى عالم اليوم الملئ بالحركة . . . ان الانفراد بالذات هو وقود الحياة ". والذين يكونون مشغولون اكثر من ان يجدوا وقتا للتأمل قد يصبحون سطحيين فى موقفهم تجاه الحياة.
ادراك حدودكم وحيازة الروحيات
ادراك الحدود وحيازة الروحيات من اهم الامور للعيش حياة متزنة, سعيدة. فادراك الحدود مهم لانه يساعدكم على عدم الانخراط فى عمل يثقلكم باعباء و مسؤوليات غير واقعية. واذا كنتم مدركين لحدودكم, فستعرفون متى تقولون " لا " للساعات الاضافية او نشاطات اخرى تؤثر فى امور اكثر اهمية. والاشخاص المدركين لحدودهم لا يحسدون الاخرين على ما لديهم او ما يقومون به, لذلك يشعرون باكتفاء اكبر. وادراك الحدود بصدق هو بدوره احد اوجه الروحيات. مفتاح حيوى اخر للتحكم اكثر فى حياتنا.
والروحيات المؤسسة على المعرفة الدقيقة للكتاب المقدس تجعلكم اكثر بصيرة وتمييزا - شخصا لا يخدعه المفهوم الدنيوى الفارغ للنجاح. فتنتبهون للمشورة الحكيمة المدونة فى كورنثوس الاولى 7 عدد 31 " ليكن الذين يستعملون العالم كمن لا يستعملونه كاملا. لأن مشهد هذا العالم فى تغير ". فعلينا ان نستعمل العالم عندما نزود الحاجات المادية لانفسنا ولعائلاتنا. لكننا لا ندع هذا العالم يبتلعنا.
نحن نعلم ان العالم لا يقدم اى امن حقيقى. انه قريبا سيدمر كاملا, وان النجاح الحقيقى - الامن والحياة السعيدة يعتمد على موقف الشخص من الله. لذلك لننتبه لتحذير يسوع ولنعمل بحكمة مدخرين " كنوزا فى السماء, حيث لا يفسد عث ولا صدأ, وحيث لا يقتحم سارقون ويسرقون ". متى 6 عدد 20.
تجنبوا القلق وجدوا السلام الحقيقى
فيما يشرف هذا النظام على نهايته, لا شك ان الضغوط والمتطلبات التى تستلزم الوقت ستتزايد, لذلك كم هو مهم لكى نجاهد لتطبيق مشورة الكتاب المقدس ان " لا تحملوا هما من جهة اى شئ, بل فى كل شئ لتعرف طلباتكم لدى الله بالصلاة والتضرع مع الشكر, وسلام الله الذى يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع, وهذا السلام بعيد كل البعد عن اى شخص لديه مجرد ميل دنيوى ولا يقدر الصلاة.
لكن الله القدير سيمنحكم اكثر من سلام العقل. فهو سيساعكم على حمل عبء مسؤولياتكم كل يوم اذا القيتم كل همكم عليه. ولذلك من الحكمة ان تصغوا الى الله كل يوم بقراءة جزء من كلمته, فمن يستطيع ان يسدى اليكم مشورة افضل من خالقكم ؟
نعم, لقد اظهر الاختبار ان الذين جعلوا الله محور حياتهم جرت مساعدتهم كثيرا على التكيف بفرح فى عالم اليوم المحموم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكة “إن بي سي”: إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة


.. 5 مرشحين محافظين وإصلاحي واحد يتنافسون في انتخابات الرئاسة ا




.. نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي توحي بصعود اليمين في معظم ا


.. اليمين الشعبوي يتقدم في الانتخابات الأوروبية




.. كتائب القسام تستهدف قوات إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب ق