الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق ظواهر غريبة سببها التخلف والعشائرية واهمال الدولة

يوسف ألو

2012 / 10 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في العراق ظواهر غريبة سببها التخلف والعشائرية واهمال الدولة
وانا اتصفح المواقع الألكترونية هذا اليوم كما هو الحال كل يوم جلب انتباهي خبران مهمان أستوجب التوقف عندهما والتمعن جيدا بالأسباب التي دعت وتدعو لوقوعهما وهما بتماس مباشر بحياة شعبنا اليومية .
الخبران او بالأحرى الحدثان الذان ليسا بالأوحدين بل هناك عشرات بل مئات الأحداث الغريبة والمخيفة التي تقع وتحدث يوميا في بلدنا وسببها هو ما ساتطرق اليه , الخبر أو الحدث الأول هو :
فتاة جامعية تحرق نفسها في احدى بلدات تكريت بسبب رفض أهلها تزويجها لمن تحب !!
نعم حدث هذا في بلدة الدور كما يقول الخبر وان الفتاة احرقت نفسها بعد مغادرة الضيوف الذين كانت زيارتهم هي السادسة والتي لاقت الرفض من اهل الفتاة وهي الآن راقدة في المستشفى وبحالة خطرة وحسب الخبر فقد عزى مختصون أجتماعيون الأسباب الى زيادة عدد المسلسلات الرومانسية والأنفتاح اللكتروني !! انظروا الى رأي الباحثين الأجتماعيين العراقيين حقا انه امر مذهل وفي غاية السخافة والتخلف لهؤلاء الباحثين امام التطور العلمي والتقني والألكتروني الذي يشهده العالم ورأيهم هذا يذكرنا باجراءات الدكتاتورية الصدامية التي سادت العراق اكثر من ثلاثة عقود ونصف حينها حجبوا شعب العراق عن العالم بمنعهم وسائل الأتصالات المتطورة ( الموبايل ) وايضا الستلايت كي لايطلع الشعب على تصرفاتهم الرعناء تجاهه المهم اليوم نقول لهؤلاء المتخلفين في البحث الأجتماعي ان الأسباب الرئيسية التي دعت هذه الفتاة للأنتحار ليس ما جئتم به بل هو التخلف المدعوم من العشائرية المقيتة المسيطرة على عقول المتخلفين ايضا من ابناء شعبنا ( عذرا لجملة المتخلفين من ابناء شعبنا فهم كثرة للأسف الشديد ) وكما يبدو اصبح من الصعب جدا الخروج من قوقعنهم التي تقودهم الى تلك التصرفات التي لاتليق بشعب الحضارات الأنسانية الأولى التي ظهرت في بلاد الرافدين قبل آلاف السنين , ايضا من الأسباب الرئيسية الأخرى هو أهمال الدولة وعدم متابعتها لما يحدث من ظواهر وحوادث سلبية ومفزعة في مجتمعنا العراقي وهي تغض الطرف عنها بالرغم من علمها بالأسباب داعمة في الوقت نفسه الجهات المشجعة لتلك الخروقات والظواهر الغريبة والمخزية التي تقع في مجتمعنا وهي الجهات التي يتطلع اليها المسؤولين والقياديين في الحكومة والدولة والأحزاب الدينية المتنفذة متمثلة في العشائرية المقيتة التي تنخر بجسد المجتمع العراقي وخاصة الطبقات الوسطى والفقيرة والتي تحاول ارجاع المجتمع العراقي المتطلع للتطور والتمدن والحضارة عقودا الى الوراء الى تلك الفترة المظلمة التي كان يتسلط الأقطاع فيها على رقاب الفقراء من الفلاحين والطبقات الوسطى والتي تشكل الغالبية الكبرى لشعبنا حتى يومنا هذا .
أذن على شعبنا ان يناضل بجد من اجل الخروج من قوقعته هذه والتي تشكل محنته الرئيسية وبأنتهائها يكون قد سلك طريق الحرية والديمقراطية الحقيقية ليتخلص من كل ما يعيق تطوره وحريته العامة والشخصية وصولا الى الهدف المطلوب وهو لحاقه بالعالم المتحضر والمتطور لأننا نملك كافة الأمكانات التي تؤهلنا الى ذلك افضل ممن وصلها قبلنا بعشرات السنين .
أما الخبر الثاني فكان حول ظاهرة غريبة ومقلقة أزاء الأطفال والأحداث الذين لم يبلغوا الثامنة عشر من عمرهم وهم يقودون سيارات حديثة وبمباركة أولياء امورهم الذين يسوقون بهم الى محرقة الموت بأرجلهم وهنا لم لم يعطي الباحثون الأجتماعيون رأيهم بالموضوع وان حصل هذا فحتما سيكون جزافا بحق هؤلاء كما كان بحق الفتاة التي حاولت الأنتحار , الأسباب هنا واضحة وصريحة ولا تحتاج الى اي تبرير من قبل الجهات ذات العلاقة وهي اولياء امور هذه الطبقة من جيل المستقبل والوعي التام لنتائج عملهم هذا أضافة للعلام الذي يلعب دورا كبيرا في تثقيف المجتمع وابعاده عن الظواهر السلبية ومن ثم ياتي دور وزارة الداخلية ممثلة بمديرية المرور العامة وتساهلها بهذا الجانب الذي يهم حياة اطفال العراق وأحداثه والذين هم عمدة وقاعدة البناء الحقيقية لبلد قوي متطور وشعب واعي مثقف متطلع للحرية والتحرر و بجب ان تكون قوانين المرور صارمة ليس بحق هؤلاء فقط بل بحق من يشجعهم على ذلك ويسمح لهم بقيادة السيارة دون اجازة السوق معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر وبأعتقادي فان تطبيق القانون ليس بالأمر الصعب لو تحررت الجهات المعنية من سيطرة أطراف معينة ونزعت الخوف من العشائرية والطبقية ومكالمة المسؤول الفلاني والوزير والبرلماني وما شاكلهم ممن يقودون حملة التخلف الكبرى في بلدنا غير آهبين بالنتائج الكارئية المستقبلية لما يحدث في العراق ولشعبه مهتمين بأمورهم الخاصة وبطائفيتهم وتشجيعهم لمن يدعو للتخلف والتسلط الأعمى على رقاب شعبنا يفكرون ويهتمون بمصالحهم الشخصية وسرقة اموال الشعب ووضعها في البنوك العالمية متناسين الحياة الصعبة والأيام العصيبة التي يعاني منها شعبنا وتمر عليه مثقلة بالهموم .
هذا ما خلفته الطائفية والعشائرية والأحزاب الدينية التي سيطرت على العراق من جديد وهي تحاول جاهدة أضعاف شعبنا لأستمرار بقائها في ظل تسلطها الأعمى متجاهلة الدستور والقوانين والالتزامات التي قطعتها على نفسها قبل الأنتخابات والتي تنصلت عنها بعدها وما على شعبنا بعد انكشفت له اللعبة كاملة سوى ان يتعامل بجد مع هؤلاء المرتزقة وان يضع النقط على الحروف ويستعد لحياة افضل تتوفر فيها الحرية والتحرر والعيش الرغيد بعد ان يتأمل جيدا ويحسن أختيار من يقوده لغد مشرق في الأنتخابات المقبلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب