الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعاون العربي والتقدم العلمي

عزام راشد العزومى

2012 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان الفارق بين التقدم والتخلف بوجه عام هو الفارق في القدرات البشرية والتكنولوجية، وأن التقدم يتحقق عندما يتمكن المجتمع المعني من توفير رأس مال بشري راقي النوعية " التنمية البشرية عن طريق الإستثمار فى البشر " وامتلاك التكنولوجيا المتطورة فإنه لا يمكن القول بحتمية هزيمة العرب أمام إسرائيل في هذا المضمار، فهناك إنجازات للعرب في التاريخ الحديث تقوم علي حسن استغلال البشر والتكنولوجيا ومنها حرب أكتوبر 1973 ونجاح العراق في تطوير قدرات تكنولوجيا متطورة في المجال العسكري، غير أنه يعيب هذه النجاحات أنها تتحقق في صورة هبات غير متواصلة مما يعني قلة التراكم عبر الزمن، هذا قبل إحتلال العراق، والآن ليس هناك من سبيل أمام العرب لصيانة أمنهم القومي المشترك إلا التعاون معا سواء في مؤسسات عربية فوق قطرية أو من خلال تبادل المعلومات والخبرات لتوفير المقومات الأساسية لتحقيق تقدم ملموس في المجال الاقتصادي والعمل في نفس الوقت من أجل تحقيق تقدم ملموس في نظم التعليم والبحث العلمي والعمل المشترك من أجل امتلاك التكنولوجيا الراقية.
أن التعاون العربي في مجال البحث العلمي والاستفادة من إنجازات الثورة العلمية والتكنولوجية المعاصرة يتطلب توافر الإرادة السياسية لدي النظم العربية الحاكمة الآن والتى حكمت منذ القريب والتى سوف تحكم قريباً والتي يتعين أن يتبلور ويتجسد في استراتيجية عربيه متكاملة لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي حاليا وفي مقدمتها تحدي التقدم العلمي والعسكري الإسرائيلي وهناك الكثير مما يمكن عمله في إطار هذه الاستراتيجية مثل:
صياغة إطار سياسي ملزم لكل الدول العربية للتعاون الاقتصادي والعلمي والعسكر يقوم علي تشخيص سليم للمخاطر والتحديات التي تتهدد الأمن القومي العربي وضرورة العمل المشترك في مواجهتها.علماً بأن اقتصادات الدول العربية تعاني من نقص فادح في المستوى التكنولوجي وفي معدل نمو هذا المستوى، وحسب دراسة للبنك الدولي فإن التأثير التراكمي لنقل التكنولوجيا ولنموها في الوطن العربي (بين سنة 1960 وسنة 1992) قد أنتج معدل نمو سالب أي أن زيادة الإنتاجية العربية سالبة، أو بتعبير آخر أن الزيادة في الاستثمار والزيادة في عدد العاملين يؤديان إلى زيادة أقل مما يجب في الناتج الإجمالي المحلي. ولذا فإن موضوع نقل التكنولوجيا إلى الدول العربية موضوع على درجة عالية من الأهمية حالياً.
- تطوير أشكال التعاون الاقتصادي وتنفيذ مشروعات مشتركة بالاستفادة من الثروات المادية والبشرية العربية المتنوعة في إطار عملية طويلة الأمد للتنمية التكاملية العربية.
- التخطيط لمشروعات عربية مشتركة ذات طابع استراتيجي في مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي. والبدء بمشروعات علي مستوي صغير تكون بمثابة (حضانات) لتفريخ جماعات من العلماء والمهندسين المتخصصين وذلك في مجالات حيوية مثل محطات الطاقة من المصادر المتجددة بصفة خاصة الشمس والرياح ومفاعلات البحوث النووية، الأقمار الصناعية ووسائل إطلاقها، التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية.
- التفاعل بجدية مع ثورة المعلومات والاتصالات وما يتطلبه ذلك من تغيير جوهري في فلسفة التعليم بالوطن العربي لاعداد الإنسان العربي لاكتساب ملكات القدرة علي الابتكار والإبداع والاختراع وليس التقليد والحفظ، ومنح شهادة الجودة التى يتحدثون عنها الآن فى مجال التعليم والتى تعبر عن نظام ورقى مخطط ومدروس بدقة وذلك للإستفادة منها بأشياء أخرى لا يعلمها إلا الله ومن خطط لها ولم يتم الحديث بجدية عن تعديل أو تغيير أوتطوير للمناهج الدراسية بما يتناسب مع متطلبات السوق والتغير فى بيئة النظام الدولى.
- وضع مخطط عربي للنهوض بصناعة الإلكترونيات والحاسبات الالكترونية وتطبيقاتها المدنية والعسكرية بدلا من تجميع الأجزاء المستوردة ويكتب عليها صنع فى ؟؟؟.
- تطوير الصناعات العسكرية العربية فى كل قطر وفى إطار مؤسسات عربية مشتركة علي غرار الهيئة العربية للتصنيع بحيث تصبح الدول العربية منتجة لأنظمة التسليح الحديثة ووسائل حرب المعلومات وليست مستوردة لها فقط لكي تتمكن من الاشتراك في المعلومات الأمنية المبكرة، والقدرة علي امتلاك وإنتاج وتطوير قدرات أنظمة التسليح المهيأة لمواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل.
- الاستفادة من هذا كله في تطوير منظومة معاهدة الدفاع العربي المشترك بحيث تتوفر لها وسائل الإنذار المبكر والاستطلاع المبكر كالأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والقدرة على إدارة الأزمات والكوارث المفاجئة.
- الحرص علي إتقان فنون الحرب الإلكترونية بالاستفادة من زيادة إنكشاف المجتمعات المعتمدة علي التكنولوجيا الحديثة وما يترتب علي ذلك من إنشاء شبكات لإدارة قطاعات من المجتمع تترابط فيما بينها وتأمينها حتى لايمكن شلها فى إسرائيل بتخريب النظم الالكترونية التي تديرها مثال ذلك قطاعات الكهرباء والاتصالات والمعلومات ونظم التسليح المتطورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة