الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة

نصيف الناصري

2012 / 10 / 30
الادب والفن



الروح

شروط مُجْحفة يطلقها من وقعوا في الأسر . القبول بها
يُغفل كلّ ما هو انساني في اخوتنا لهم . ندافعُ عن الغرقى
والمنتحرين بعقيق شخصي ، يبعد الخزي عن القناديل
الزرق للأفق ، ولا نطلب إعانة الملائكة . يخذل الانسان
موته في الكراهية المريعة للأسقام ، ولا يصارعه باقتناع .
لماذا يرأف الانسان بموته ؟ أعماق بهيمية تسرح فيها نجوم
الغوغاء المُكدّرة ، تستلب منّا النوع القويّ والجميل بلا مبالاة ،
وتترك الوضيع والمتزمّت في خبله ،
ونحنُ نتحرّق في الأفياء الرحبة للنهار
على من غاصوا بلا كينونة ، ونأسف للروح وهي تقول :
{ حظيتُ باللهفة المتريّثة للتثاؤب } . تقمّص في العوالم
المحظورة للسناء الهائل للعذوبة الشعرية ، لا يقيّض لنا
أن نحتفظ بكرامة معيّنة . : { سُلبت منّا الكرامة } نقول الى
الروح بعدل لا يقبل الغفران . أشجع غريق ينقذنا من الدنس ،
هو العصيان .






الندى على المصباح





في صراعنا مع ما يدمّر نفسه ، مصير مشترك .
رهبة نستعيد فيها ما أثمنا به من أجل تقليل خسائرنا ،
والحياة لا تفنى في جرمها المنسدل على الهاوية .
أعراق متعدّدة من البشر والحشرات ، تلمع تحت الوميض
المعشوق للطبيعة ، تستعجل موتها بخفّة عظيمة ،
والزمن يتنفس في مرآته على الحجارة الصافية .
أكثر أشياء العالم ضلالة ، هو إيماننا بالصرامة
المُخجلة للعبادات . كُن يقظاً ، يا مَن كَستك الطبيعة
بالتعاسة . مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة ،
لؤلؤ وانفجارات . ما هو جدير بالتقوى . طاعة اللذة
والالتئام مع النملة التي لا تحتضر في أصداء النائمين .
طرق الحركة منخفضة وتدور بالغوّاصين ، والنجوم
المكافحة بين الدعامات المتصدّعة للمحيطات . نحنُ
الذين نوثق الانحطاط المتنامي في ما نعتاد عليه ،
ونخمده في شكران طويل للتضوعات المؤبدة للتاريخ .
لا هباء إلاّ في الهباء . الحجر الحادّ . جدائل الزهرة
في الأغطية التي نواجه فيها الغيلان . الندى على
المصباح عاشق الفحم . كلها ، نعمومة جروح الانسان
في كراهيته للمحطات العليلة للصقيع .






كلّ طائر على الشاطىء




ما نحرص على حيازته في الأريج المتضوّع للألم ،
مخفي في النسيم الراشد الذي مضى بالموتى .
نستوعبُ في عبور الشهب لهُيامنا بالسأم ، كلّ
الأصداء التي تخلّفها قرابيننا . صخور محظوظة
نتأبطها في مسيرتنا الى حديقة الجلاّدين ، للترفيه
عن جروحنا المضاعفة ، وأملنا محبط في العوالم
التي نضبت فيها الآبار . كلّ طائر على الشاطىء
الخالي من الوثبات ، يقرفص في نسيم ضيّق .
لا هدف ، ولا إشارة نسعى في الوصول اليها
في انفصالنا عن المرآة المحطّمة للنهار . جيّف
موغلة في خزيها وعفونتها ، مطروحة في طرقنا ،
تُقيلنا من الطمأنينة المريضة ، ونعود نبتهل في
الاخفاق الطويل لبحثنا عن الغائبين . كلّ ما في
الآفاق الملوّثة للوجود ، لا يمكن الثقة به ، أو
تلمّس مواساته . تأجيل دونما حلم لتأدية الشعائر
العفيفة للحظة المحتشمة التي نغادر فيها الى العدم .





30 / 10 / 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب