الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة العاملة ومسألة السلام

ناصر الغفاري

2012 / 10 / 31
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ليست لحربائية النظام الرأسمالي حدود، الدي كلما تناقضت قيم إنسانية كالحرية مع تطوره ومصالحه إلا وداس عليها وتنكر لها وإن لا ينكف عن إلقاء دروس القديسين والوعاظ عنها، ومن دلك تجديفه ومسحه الأرض بلفظة وقيمة "السلام" أحد أهداف نضال الشعوب الرازحة تحث نير الاستغلال وإحدى مهام الطبقة العاملة المنوط بها تحقيقها ، فالرأسمالية الامبريالية لا تنقصها الوقاحة والصلف لعقد مؤتمرات "سلام" وإطلاق مبعوثي "سلامها" في كل البقاع، لا تسبقهم إليها إلا طائراتها ومدمراتها الحربية. ولا غرابة هنا امام منسوب الحربائية المرتفع هدا أن ينال جزار قانا اللبنانية شيمون بيريز جائزة نوبل "للسلام" ،وان ينال داث الجائزة بارك اوباما نظير جهود طائراته النفاثة في تدعيم بنيان السلام بقنابلها من كل طراز ولون في أفغانستان والعراق وغيرهما، ولعل فلسطين التي يراد فصل كفاح تحررها عن نضال شعوبنا الطبقي ضد الأنظمة الكولونيالية التبعية خير مثال عن التناقض الصارخ بين "السلام" والنظام الرأسمالي الامبريالي ككل، فاحدهما بالضرورة ينفي الآخر "فسلام الشجعان" حاله من حال "سلام الجبناء" فالأول وان استطاع عرفات ان يحشد له الساقطين في وهم السلطة والثاني الذي كان حبل مشنقة السادات كلاهما لم يؤديا إلا إلى نتيجة واحدة – وإن كان الاتنان في ميزان التاريخ لا يختلفان الا في درجة مقياس الجبن - : كثير ثرثرة عن "السلام" والسكين والنهب يعملان في جسد هاته الشعوب والأوطان بما يطيل أمد عيش الرأسمالية التي جعلت من "إسرائيل" قاعدة حربية لها متقدمة للسيطرة على شعوب الشرق الأوسط وقمع أي محاولة تحرر من نير سيطرتها وتبعيتها بما يضمن لها دوام نهبها لترواث تلك الشعوب .



إن المتتبع المسترجع لمجمل الحروب اللصوصية العالمية من أولاها ليومنا هدا، يجد أن مجرمي الحرب من بورجوازيات البلدان المتقدمة المتصارعة على تقسيم العالم إلى مستعمرات تابعة لها عقب كل حرب تجري فيها وديان الدماء بأيديهم يعقدون مؤتمر سلام ويتعاهدون أنها الحرب الأخيرة، لكن الأخيرة تأبى إلا أن تكون بداية ومنطلق الجديدة ضمن صراع هاته البورجوازيات على مقدارات وترواث الشعوب، و لضمان تفوق كل منها وكبح مسار نمو الاخريات. فهل يمكن ان يصنع السلام في ظل الرأسمالية الامبريالية ؟ ولنردف التساؤل هنا باخر نلج منه للاول، ما مدى حاجة الراسمالية الامبريالية للحروب ؟



ان البحث في طبيعة الراسمالية الامبريالية وطبيعة ازماتها الدورية المحتومة والسبل المنتهجة لحلها يسعفنا بالجواب، فالراسمالية الامبريالية المتعطشة للاسواق الجديدة تصرف فيها فائض منتوجاتها، ومصادر مضمونة للطاقة تحرك بها الاتها الضخمة التي تحتاج لمواد اولية ويد عاملة كلما كانت رخيصة الا ولبت شيئا من جشع الراسمالي، لا يتأتى لها كل دلك الا بدفن السلام الدي نظمت فيه القصائد وانتهاج الحرب اللصوصية سبيلا لحل ازماتها، فالحرب صنو للراسمالية الامبريالية التي لا تتورع بورجوازياتها في خضم تنافسها المحموم عن نهش بعضها البعض وجر البشرية الى حروبها اللصوصية التدميرية، فالراسمالي الاخير مستعد ان يبيعنا الحبل الدي سنشنق به الراسمالي ما قبل الاخير كما عبر لينين ببراعة يوما .



ان البورجوازيات في البلدان المتقدمة التي وصل تطور الرأسمالية فيها مرحلة الامبريالية تسعى جاهدة لاخفاء طبيعتها الاجرامية العدوة للسلام الانساني عبر طمس مسببات الحرب المادية الحقيقية ودوافعها النهبوية وكحاجة حيوية لاستمرارية الراسمالية الامبريالية مخفية دلك طورا بأقنعة نشر الديمقراطية وطورا بكون الحرب شرط اساسي للسلام ! وعامدة الى دعم ونشر قراءات مغلوطة عن الحرب والسلام ضد الفهم المادي العلمي لمسألة السلام، ومن دلك، القراءات الغائية والموغلة في الطوباوية التي ترى ان الوعض والارشاد طريق السلام، وان مسألة السلام اهون بما يكون حتى تحققها ترنيمة قس او خطبة منبروهلم شرا من التنويمات الاديولوجية، او حتى تسويات تجري بمنطق تجاري لدى جماعة البرغماتيين الدين لا ينظرون للمسألة في اطار النضال الطبقي ضد النظام الرأسمالي العائق الاساسي للسلام الانساني .



ان إخضاع كل الحروب اللصوصية لتحليل طبقي لا يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة، إن الحروب رئة تنفس الرأسمالية الامبريالية وان السلام لن يتحقق الا بثورات بروليتارية عالمية تشمل أساسا البلدان المتقدمة الامبريالية، فسلام الإنسانية رهن بتحطيم نير الرأسمالية والقضاء على الاستغلال، وإحقاق السلام من مهام الطبقة العاملة التي ستحرر الإنسانية وداك وعد التاريخ لها وبعض من رسالتها الخالدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للكاتب
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 10 / 31 - 11:19 )
السلام في العرف البرجوازي هو هو الحرب...فحروب الابادة التي شنتها وتشنها الامبريالية عبر كل تاريخها ،والتي لم تعرف البشرية نظيرا له من حيث الاجرام،تلك الحروب اللصوصية هي تحقيق لسلام طبقات لا تعمل ومع ذلك تجلس على كل ثروات المجتمع عبر سرقة ما ينتجه غيرها أي الجيش العامل، وهي تنفيس وحل لأزمات قد تعصف بمسلسل سرقة فوائض القيمة ....سلام السارقين يستلزم حربا على المسروقين ....حفاظا على تدفق المسروق أ ي فائض القيمة ،تلك جدلية الحرب والسلام في مجتمعنا المعاصر ...وقد أجاد الكاتب مشكورا في توضيحها فتحية لمجهوده

اخر الافلام

.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ


.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية




.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi