الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخليد الذكرى الأولى لإستشهاد كمال الحساني : قراءة في الحيثيات و الوقائع

خميس بتكمنت

2012 / 10 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مقدمة
مع حلول 27 أكتوبر 2012 ، كان الريفيون على موعد مع تخليد الذكرى الأولى لإستشهاد كمال الحساني المغتال بواسطة الأيادي المخزنية كما وصفت من طرف كافة الفعاليات السياسية الريفية المناضلة ببني بوعياش ، و لا يخفى عن أحد أن الشهيد كمال الحساني قد استشهد في وقت كان الريف يعرف حراكا شعبيا عبارة عن احتجاجات عارمة تنادي برفع الظلم و الحيف و الحكرة عن المنطقة ، و كما نعرف جميعا ان كمال الحساني كان عنصرا بارزا و نشيطا في خضم عذه الإحتجاجات سواءا من داخل جمعية المعطلين الحاملين للشهادات أو من خلال حركة 20 فبراير ببني بوعياش و لذلك فاستشهاده لم يكن نتيجة صدفة حتمية أو شكلا من أشكال العبث بل جاء كمحاولة لتكميم الأفواه و إخماد الإحتجاجات بأية طريفة من جانب من لهم مصلحة في إبقاء الأمور كما هي ، و الأمر لم ينجح فيه المخزن بتاتا فقد تزايدت وتيرة الإحتجاجات و أججت النضالات بعد استشهاد كمال الحساني بل و قد تم رفع شعارات قوية في وجه النظام السياسي و لعل خير مثال على ذلك هو زخم الإحتجاجات بعد 8 مارس
وصف لأجواء التخليد
بعد مرور عام كامل على استشهاد كمال الحساني إرتأت الفعاليات المناضلة بآيت بوعياش تخليد ذكرته استحضارا لروحه الطاهرة و فد إبتدأ الشكل النضالي بتنظيم وقفة رمزية للفرع الإقليمي للمعطلين الحاملين للشهادات بالحسيمة في مكان استشهاد الحساني على أساس الإنضمام للشكل الرسمي الذي دعت إليه حركة 20 فبراير بآيت بوعياش قبالة الجماعة الحضرية الذي عرف حضورا مكثفا لساكنة المنطقة و المناطق المجاورة مدعومين بالفعاليات الجمعوية و الحقوقية و السياسية بالريف ، و بعد انطلاق الشكل تم رفع شعارات منددة بالسياسات المخزنية المتعاقبة التي تستهدف الريف في وحدته و اقتصاده و مجتاه الجيوسياسي بالنظر إلى الأحوال المزرية التي يعيشها الريفيون و شعارات اخرى تؤكد عدم الزيغ عن درب الشعيد وقطع الوعد على السير في دربه حتى تحقيف كل المكتسبات التي خرجت المسيرات الشعبية بالريف تطالب بها منذ أكثر من سنة ، و كذا تعالت أصوات المحتجين المطالبة بالكشف عن الحقيقة الكاملة بكل حيثياتها ذات صلة باستشهاد الحساني و كذا المطالبة برفع الأيادي الراغبة في إخضاع الريف و جعله ورقة مصلحية لبلوغ أهداف سياسية ضيقة و قد نددت الجماهير الشعبية بسياسة الكيل بمكيالين الرامية إلى الترامي على الريف و استنزاف خيراته بتكريس المزيد من الأوضاع البئيسة المعاشة و بعد إلقاء كلمة موجزة لأحد النشطاء دعا فيها الجماهير إلى مزيد من الإلتفاف حول حركة 20 فبراير و أدان الجريمة الجريمة المخزنية التي راح ضحيتها الشهيد ، إرتأى المحتجون إلى تنظيم مسيرة شعبية إلى المقبرة حيث رفاة الحساني .
_ نقطة الإنعطاف يوم تخليد ذكرى استشهاد الحساني .
لابد من الإشارة انه منذ ابتداء الشكل النضالي لوحظ تواجد عدد كبير من القوات المساعدة و التدخل السريع تطوق مكان الشكل النضالي ، لكن بعد بدء الجماهير في التحرك بالمسيرة تدخلت هذه القوات بقوة لا تصور و يصعب وصفها لمن لم يقف على مدى شراستها شخصيا ، ففد تمت مصادرات اللافتات و تمزيق صور الشهيد و استخدام عنف قاسي لم يسلم منه حتى الصحافيون و نعت المحتجون بأقدح الأوصاف التي لا يليق المقام هنا بذكرها فقد تم تسجيل العديد من الإصابات نقل على إثرها أصحابها لتلقي العلاجات كما اعتقل ثلاثة أشخاص من بينهم رجل إعلامي نزيه و يخص الأمر السيد " أصريحي " لتحرر محاضر في حق المعتقلين ليس لسبب إلا لأنهم أبوا إلا أن لا يتنكروا لدماء الشهيد الغالية علينا و ليتم إطلاق سراحهم في نفس اليوم و في وقت متأخر من الليل .
_ قراءة لأبعاد الحدث .
أمام كل ماسبق ذكره ، لابد لنا من الوقوف وقفة تأني لطرح مجموعة من الأسئلة التي تبادر إلى الذهن من قبيل : لماذا التدخل الوحشي في حق متظاهرين أبوا إلا التذكير بارتباطهم بدماء الشهيد ؟ ما خلفيات تدخل المخزن في قمع و نسف ذكرى استشهاد الحساني ؟ و أسءلة أخرى تطرح أكثر من علامة استفهام في زمن الشعارات مثل " دولة الحق و القانون " و " حق التظاهر السلمي " و " حرية التعبير " أي حق ؟ و أي قانون ؟ و أين تتجلى الحرية من كل هذا ؟
إن التدخل الوحشي و الهمجي على حد وصف احد المتتبعين من طرف فوات الأمن و لتدخل السريع المخزنيان ، ليعتبر محاولة مكشوفة و صريحة من طرف الدولة لإسكات الصوت الريفي الحر المناضل الذي ضاث ذرعا من سياسات مخزنية تهدف على العمل الجاد من أجل تغيير كل شيء بالريف لكي لا يتغير شيء و تحول إلى التقهقر بالريف و يحويل وضعه من سيء إلى أسوأ، ففي الوقت الذي يجب أن يتبوأ الريف مكانة خاصة بالنظر إلى ثرواته الطبيعية الكبيرة المتجلية في مناطق شاسعة صالحة للزراعة لكن بقيت هذه المناطق قاحلة بسبب غياب سياسة واضحة للنهوض بالمجال الفلاحي ليس لسبب إلا ليذوق الريفيون الأمرين قصد إرغامهم لركوب قوارب الموت للبحث عن دولة تعترف بهم كأناس قبل كل شيء و للبحث عن طموحاتهم التي أراد المخزن ان تكون رمادا و هذه السياسة ليست بالجديدة إزاء الريف بل هي قديمة أصلها من 1956 عبر نهج سياسة التهجير القسري للريفيين ليكونوا أداة لجلب العملة الصعبة الهائلة التي تقدر بملايير الأورو و التي يستفاد منها في مناطق أخرى محصورة بين فاس و الرباط والدار البيضاء ، في الوقت التي يكون الريف أولى بها نظرا لأنها من عرق جبين أولاده و بالنظر أيضا إلى الشريط البحري الممتد على سواخل الريف و يطل عليه و الذي يخزن ثروات سمكية هائلة جدا تجعل الكثير من الدول تتسابق للظفر بها و تدفع مبالغ كبيرة لضمان حصص متفاوتة من الثروة السمكية الريفية دون أن يستفيد الريف من ذلك كله و لو بحصة صغيرة فوق الصفر بالمائة ناهيك عن المبالغ السنوية المحولة من الجالية الريفية التي لا يستقيد منها إلا المركز ، و لهذه الأسباب كلها يتضح أن النظام السياسي المخزني يريد من الريف ان يكون ورقة رابحة في الإنتخابات و ليستخدم مطية سياسية للحصول على الأصوات من لدن الدكاكين السياسية طبعا بتواطئ مع أشخاص ريفيين باعوا ذممهم من أجل دراهم معدودة أو من اجل تحقيق غرض سياسي في نفس يعقوب و المخزن لا ينظر إلا الريف إلا كرقم مهم في موازنة الميزانية العامة و كحائط منيع ضد ازمات مالية تنخر هياكله لتفشي الفساد و المركز لا يرى في الريف إلا جوكير يستخدمه لمجابهة الازمات .
و لكل هذه الدواعي نرى النظام المخزني يتدخل بقوة لا نظير لها من أجل تفريق أي شكل احتجاجي بالريف و السبب واضح و هو تذويق الريفيون الكثير من القمع والحكرة و الإضطهاد لدفعهم على الرحيل و الهجرة ، و لأن المخزن يدرك بالفعل أن كل ريفي لم يتناسى يوما انه كان ينتمي لدولة ريفية ذات سيادة كاملة و هذا ما يؤرق النظام السياسي و يجعله يعيش كابوسا مرعبا إن تم توحيد الصفوف الريفية و يدرك أن الحل الوحيد لإبقاء الأمور على ما هي عليه هو تسليط القهر والنذليل و القوة المفرطة لزرع الرعب طبعا بتطبيق المقولة الليوطية " فرق تسد " بكل خذافيرها .
و إن استخدام القمع المفرط في حق المخلدين للذكرى الأولى للإستشهاد كمال الحساني يوم 27 أكتوبر محاولة مخزنية هادفة إلى طمس إسم الشهيد و تغييبه لكي لا يكون رمزا خالدا للأجيال القادمة و هذا بمثابة اغتيال ثاني لروح الحساني ، و تنضاف وقائع 27 أكتوبر إلى الماضي الأسود للمخزن بالريف و لكن ما يمكن تأكيده هو أن إسم كمال الحساني سيبقى جالدا و درسا في الشجاعة و البطولات و قد تم حفظه كبطل ريفي في الذاكرة الريفية ما دام هناك ريفيون أحرار يستحضرون إسمه في كل حين و يطالبون بكشف الحقيقة الكاملة عن حيثيات استشهاده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم