الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحطيم الدولة

عمر العوني

2012 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


حركة النهضة تتورط في مشروع تحطيم الدولة التونسية

لقد تتالت الوقائع و المجريات في تونس بشكل متسارع و متواتر تصب في خانة واحدة هي تحطيم هياكل الدولة و تقطيع اوصالها من خلال خلق هياكل موازية و بديلة عنها و مع ذلك فان الحكومة العميلة تصور لنا من خلال إعلامها المأجور أن ما يحدث اليوم إنما هي وقائع معزولة و عفوية و لا رابط بينها ؟.
إن ما حدث في تونس اليوم ويحدث هو تطبيق لمشروع دولي كبير الغاية منه تحويل الدول الفقيرة بتروليا ملاذا للإرهاب و فصلها نهائيا عن العالم .
في هذا ألإطار صرح وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده مهتمة بليبيا بالنظر إلى ثرائها الطبيعي و أن دول الجيران الفقيرة منها لا تحضى بنفس عناية فرنسا فيما صرحت وزيرة الخارجية ألأمريكية أن تونس اصبحت ملاذا للإرهابيين و انه توجب بها معسكرات للتدريب وهو أمر أكدته نقابات قوات الأمن الوطني و نفته الحكومة العميلة .

قراءة الواقع
تواصل الحكومة سياسة الإختناق الإجتماعي من خلال رفع الأسعار و تجميد الأجور و هتك القدرة الشرائية لدى المواطن و منع الإقتراض البنكي و التساهل مع الحركات السلفية الحاكمة بأمرها لترهيب المستثمر التونسي و الأجنبي و خلق جو عام موسوم بالإحباط و انغلاق الأفق وهو أمر مشجع على التعصب و التطرف و على العنف مع توفير الحماية القضائية و السياسية للمجموعات الإجرامية .
فغاية الحكومة في النهاية اضعاف الدولة و إطلاق مليشياتها على الناس لتركيع الجميع ثم زعزعت مكونات الدولة التونسية و على رأسها تحطيم المنظومة التشريعية الوضعية و فالإستعاضة عنها بمنطومة اخرى ذات قراءة اقصائية و أحادية للشريعة الإسلامية موسومة بالتشدد و المغالاة و ذلك بنية قيام دولة دينية وهابية على مقاس آل سعود .
ذلك هو خيار الحزب الديمقراطي الحاكم الان في الولايات المتحدة الأمريكية و الذي يميل إلى مقولة تصدير الإرهاب إلى ارض الإسلام و غلق الطريق عن النفاذ إلى أراضيها لذلك يقاتل المرتزقة من المتأسلمين في سوريا و لا يقاتلون في فلسطين و يقتلون و يقتتلون في تونس و ربما ليبيا و مصر بينما
لم يقاتلوا يوما من أجل تحرير الجولان .
و مهما يكن من آمر فالدعم المالي الذي أعطته امريكا للحركات الدينية حتى تصعد للحكم جعل الرئيس الأمريكي محل مسائلة امام الكنقرس الأمريكي
و ليس غريبا اليوم أن ترفض حركة النهضة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور كما ليس غريبا صعودها للحكم
يبدو واضحا إذن أن الحكومة الحالية ليست سوى عون تنفيذ لمشروع أمريكي كبير سيحول منطقة المغرب العربي لمنطقة صراع إسلامي إسلامي و تحويل منطقة التوتر من المشرق العربي إلى مغربه
إذن هي حرب مسعورة وقودها "الجهل المقدس " الذي سيأتي راسا على كل بناء عقلاني شيده الشعب التونسي عبر ثلاثة آلاف غام من الحضارة و الدولة في النهاية إن هي إلا بناء عقلي سميك شيدته أجيال متعاقبة من النساء و الرجال على السواء
لم يكن شعار الشعب التونسي الثائر إلا إسقاط النظام و لم يدع ابدا من خلال شعاراته إلى إسقاط الدولة ؟
هكذا إذن تم الإلتفاف على إنتفاضة الشعب التونسي و تحويل مجرى نظاله من التحرر الوطني و الإنعتاق الإحنماعي إلى تهميش الدولة و تجويع الشعب و ترهيبه و قيام حكومة العصابات
المطروح اليوم
الإلتفاف حول المؤسسة العسكرية التي لم تتورط بعد في المشروع الصهيوني و مؤازرة قوات الأمن الوطني في الحرب التي أعلنت ضدها من طرف الجماعات الإجرامية و على الأحزاب السياسية الخلاص من النقاشات السياسوية المهترئة و أن تعلن صراحة حقيقة الصراع الدائر اليوم و أن تؤلف قوة تواجه على الميدان محاولات صوملة تونس
إن الديكور المؤلف اليوم من مجلس تاسيسي و رئاسة للجمهورية شركاء بل لعلهم مورطون جميعا عن إدراك أو عن جهل لما يحاك لتونس في السر و العلن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب