الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء تافيلات أمية وفقر ومعاناة

علي بنساعود

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


نساء تافيلالت
أمية وفقر ومعاناة

تلعب نساء تافيلالت دورا مهما في الحياة المجتمعية العامة، وبحكم أن الفلاحة هي أهم قطاع اقتصادي بالإقليم، فإن مساهمتها الهامة تتجلى بشكل أوضح فيه.
فبجانب العمل داخل البيت، والذي تتحمل عبأه وحدها، تساهم المرأة القروية بتافيلالت في الأشغال الفلاحية المختلفة والشاقة.

*مشاركة

وحسب دراسة أنجزها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بتافيلالت، حول المرأة القروية بهذه المنطقة، فإن 80% من النساء القرويات يشاركن في الأعمال الفلاحية و55% منهن لا يتعدى عمرهن 40 سنة.
نفس الدراسة أبانت أن مشاركة المرأة تهم عدة أنشطة، ويتوزع وقت عملها اليومي بين العمل المنزلي: (50%) والعمل المتعلق بتربية الماشية (19%) والعمل في الحقول (21%) والعمل في الصناعة التقليدية (%10).

ورغم أن الإقليم عبارة عن فسيفساء جغرافي إثني وثقافي، ورغم تباين أوضاع النساء بين شماله وجنوبه، فإن أهم الأعمال التي تقوم بها النساء داخل البيت هي الطبخ والغسل والعجين والتنظيف ورعاية شؤون الزوج والأبناء... كما تزاول بعض الصناعات التقليدية (الطرز والنسيج...) وتتكلف بتربية المواشي وتغذيتها وحلب البقر ومخض اللبن وتسمين العجول والحيوانات الأخرى وتنظيف الحظائر وإعداد الكسكس...

*شقاء حد الحرمان

أما عمل المرأة القروية بتافيلالت خارج البيت، فيختلف من فصل لآخر، وأهم الأعمال التي تقوم بها هي جلب الماء اللازم للمنزل من الساقية أو العين على الدواب أو على ظهرها، وغالبا ما يكون مصدر هذا الماء بعيدا بعدة كيلومترات، وغسل الملابس في النهر أو الساقية، وجمع الحطب للطهي والتدفئة. كما تساهم في الحرث وغرس الخضراوات ونزع الأعشاب الضارة وجني الثمار والخضر والفواكه وغسلها وترتيبها في أكياس لتسويقها إضافة إلى الحصاد ونقل المنتوج إلى البيادر والدراس وجمع التبن وإدخال المحصول إلى البيوت وجمع الحشائش والأعشاب لتغذية الحيوانات أو لادخارها لفصل الشتاء حين يكون المناخ جد صعب خاصة بسبب تساقط الثلوج...
يضاف إلى هذا أن نساء بعض مناطق تافيلالت يبعن ما أنتجنه من مصنوعات تقليدية للمساهمة في ميزانية البيت...
وهذه الظروف مجتمعة، هي ما يفرض على الفتاة القروية البقاء في البيت لمساعدة أمها وهو ما يعني حرمانها من الدراسة...


*تنمية معاقة

وجدير بالإشارة أن المرأة القروية في هذه الربوع تعاني من عدة مشاكل تعوق مشاركتها بشكل فعال في التنمية الفلاحية، ومنها: الأمية وانعدام التكوين الملائم أو الاطلاع على المستجدات التي تهمهن، وأغلبهن فقيرات يعانين من إكراهات الوسط البيئي (الجفاف، الجراد، الفقر) وضعف البنية التحتية.

*أمية بالألوان

وإذا توقفنا مثلا عند عينة محدودة هي الكتلة الناخبة بالإقليم، فسنجد أن الأميين (رجالا ونساء) يشكلون أزيد من ثلاثة أرباعها بحيث تناهز نسبتهم 78.90% من أصل: 267634 ناخبا. لكن اللافت للانتباه هو أن هذه الظاهرة تستفحل وسط النساء أكثر، وتكاد تكون شاملة لهن بالعديد من الجماعات.
وهكذا، فإذا كانت هذه النسبة لا تتجاوز 48.47% ببلدية الرشيدية، فهي تبلغ 99.33% بين ناخبات جماعة بوزمو و99.10% بجماعة سيدي علي و98.77% بجماعة مصيسي...!!!

*مطلقات وأرامل

أما بخصوص الحالة العائلية لهذه الكتلة، فنسجل ارتفاع نسبة الطلاق حيث تبلغ 4.06% بعموم الإقليم، متراوحة بين 8.15% بإملشيل و7.96% بأوتربات و7.79% ببوزمو وبين 1.93% بحصيا و1.77% بالخنك و1.69% بمدغرة والسفالات. ولعل الأكثر إثارة في هذه الظاهرة هو أن نسبتها ترتفع في صفوف ناخبات بوزمو وأوتربات وإملشيل حيث تبلغ على التوالي 13.42% و 12.87% و10.44%!!!
أما نسبة الأرامل وسط نفس الكتلة، فتبلغ 5.75% بمجموع الإقليم وأعلى نسبة توجد بجماعة وادي النعام وهي 5.82% أما أدناها فهي 2.49% وتوجد بجماعة النزالة، والمثير هنا أيضا هو أنها تستفحل وسط النساء بحيث تبلغ 10.3% في صفوف ناخبات جماعة كير و10.22% بين نساء جماعة وادي النعام و10.2% في صفوف نساء جماعتي أوفوس والرتب!!!

*صحة "بيدالله"

وفي مجال الصحة الإنجابية، كشفت مندوبية وزارة الصحة بالرشيدية عن أرقام إقليمية مقلقة تبتعد كثيرا عن النسب والمعدلات الوطنية. ففي بحث أنجز سنة 1997 جاء أن نسبة انخراط النساء الحوامل في برنامج الرعاية بالإقليم هي 31.4% بينما تبلغ على المستوى الوطني نسبة 42%. أما نسبة حالات الوضع المراقبة فبلغت بالإقليم نسبة 20.4% من النساء الحوامل، بينما وصلت وطنيا إلى 45%، والمقلق هو أن هذه النسب ظلت، تقريبا، كما هي، رغم توالي السنين، حيث كشف بحث أجري سنة 2001 بأن حالات الوضع المراقبة بالإقليم بالكاد وصلت في الوسط الحضري 46.62% بينما ظلت تمثل في الوسط القروي 20.43% أي أن النسبة العامة إقليميا هي: 20.61%.

*ذروة الفقر

وإذا كان الفقر قد بلغ ذروته بجهة مكناس-تافيلالت بنسبة قياسية بلغت، حسب أرقام رسمية، 28.7%، فإنه بإقليم الرشيدية يتجاوز هذا الرقم بكثير، خصوصا إذا علمنا أنه يستفحل في أوساط الأسر التي تديرها النساء عامة والنساء المسنات خاصة و"المطلقات والأرامل" وغير النشيطات على الأخص... لذلك، فلا غرابة أن تشتهر المنطقة على المستوى الوطني بكونها منبتا لخدم البيوت، وأغلبهم من الفتيات القاصرات، اللواتي يتعرضن لظروف عمل قاسية ولانتهاكات فظيعة.

*أولى الأولويات
لهذا، فإن المرأة القروية من أهم المجالات التي يجب أن تحظى بالأولوية لدى كافة القطاعات والمصالح... الرسمية والمدنية بتافيلالت بحيث ينبغي أن تتجند جميعها لتحسين دخل المرأة القروية وظروف عيشها والحد من استغلالها وعبء أشغالها المنزلية ومحو أميتها وتكوينها وتحسين مستواها المعرفي.
وفعلا، فقدأطلقت مبادرات في هذا المجال، بدأت تؤتي أكلها، إلا أنها ما تزال غير كافية تتطلب المزيد من الجهد والدعم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة