الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كأس بغداد -1-
نصيرة أحمد
2012 / 10 / 31الادب والفن
................من زمن الحصار .. أسوأ زمن ٍعرفته...
الشمس تكاد تهرب ، يفترض بي ان أسرع قليلا صحتي لاتسعفني أنفاسي تتثاقل شيئا فشيئا ، ألتفت لاشيء يتحرك . شىء ما يقلني لأنجز مهمتي بشكل كامل ، لاشيء يتحرك . أحدّق في الطريق الطويل ، أتأمل الأرصفة ، لاشىء يثيرني سوى انثيال الذكريات . الشمس لاأكاد أراها ، وأشباح البيوت آخذة بالإرتفاع . عشرون سنة منذ أنهيت الصف الاول الابتدائي ، وقدمت الى هنا مع عائلتي الصغيرة . كنا نتردّد كثيرا على بيت خالي الذي احبه ، كان البيت مملوءاً بالأطفال الصغار والذين يكبرونهم قليلا ، لاتعجز عن ان تجد اللعبة التي ترضيك او تستهويك . مرّة ضمّني الى صدره بقوة ، كان يرتجف من أثر مرض ٍ فاجأه . لماذا لاتأتين لخالك الذي يحبك ؟. لماذا تبخلين علي بصوتك في الهاتف ؟ . دمعت عيني . لقد اكتشفت حبه على كبر . كنت احتفل بتخرجي من الكلية . خالي . خالي . من هذه الفتاة التي تصرخ في الصباح الباكر ؟ لقد اهتزّت لصوتها الاشجار والبيوت المسجّاة من اثر نوم طويل . لم انت الذي تموت ؟ لاغيرك . خالي . رنّ جرس الهاتف في الساعة الحادية عشرة مساءً ، كان الجو ربيعا ، ند يّا ، وانا اقضي اجازتي الربيعية . قالت اختي سأذهب انا وامي لنر ماذا حدث ، ابقي انت مع اخواتك . ابي لاندري أين هو ، نراه بين حين وحين ، رؤيته صاعقة . زعيق متواصل . كنا نراقب التلفاز . شىء ما يدور ببالي . لم تأخروا ؟ قالت ابنته انه مريض جدا . هل ...لاأدري . نمت على هواجسي . انتبهت لهاتف صباحي من اختي . اسرعي ياأختاه . لن تلحقي سيذهبون الى المقبرة . ماذا ؟ هرولت مع اختي ، هرولت ، اصوات عويل ، بكاء خافت . منهك . لقد توفي خالي . في الهاتف الاول . الساعة الحادية عشرة مساءً . لم أر وجهه ولو للمرة الاخيرة . سرت مع القافلة . بكيت طول الطريق.لم يبق شىء ، لاأقوى على حمل قدميّ ، عليّ أن أسرع لانجز مهمتي . لآتي بكأس بغداد ، عنوان ٍ من العناوين التي تكدست مؤخرا . أسماء غريبة لاشياء لاتوجد . علاوي جميلة . الكنز الذي يلعب به الاشقياء والاثرياء والمتنفذون . الاسعار خرافية . سأعبر الشارع بعض الدكاكين مقفلة . ترى هل سأجده ؟؟ يجلس الحارسُ قرب الباب في المرات السابقة . وهذه المرة ..؟ لاأدري . ماذا سنفعل ياأمي ؟ أكتم خوفاً كبيرا لاحدود له ، يضاف له الخوف من ان تكتشف أمي ذلك ، فتؤنبني وتوبخني ، انك ضعيفة وجبانة ، عليك ان تكوني رجلا لايخاف شيئاً . خمسة بنات وولد مدلل . عليّ أن أمثل الشجاعة والجرأة , أصطنعها من العدم . عمري صغيرٌ لايحتمل الموقف الجرىء . اثنتا عشرة سنة . هيّا , عليك أن تملأي الكيسين . ياالهي ، انه كبير ، أنط من فوق الباب بخفة فريدة ، وأرمي بجسدي الصغير ، على أكوام قشور الحنطة والشعير . أكوام هائلة لاحدود لها . الجو خانقٌ . أغرف بيديّ الناعمتين وأدفع في الكيس . أدفع بقوة . لماذا لاتمتلىء ؟ كلّ هذه الاكوام لاتملؤك ؟ أغرف بيدي , أزحف على بطني ، تتغلغل القشور داخل القميص الهزيل والبنطال الخشن . آه . خذي واحدا . الاخر . أسرعي ، أتعجل التسلق , أهبط فوق الكيسين . أسرعي ياأمي . متعة فريدة أن أستذكر ذلك كله لا أن أعيشه فعلا . لايحق لي أن أسأل . لم تستعملينه ياأمي . لدينا حطب كثير . ؟ علمت بعد ذلك أنه يشتعل بسرعة . السرعة مطلوبة لأصل . بدأت معالم السوق تتضح , الرائحة النتنة ، المياه الاسنة ، الاصوات القبيحة . ترى أين أجده ؟ .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -لبلبة ربنا تاب عليها واتحجبت-???? لما لبلبة مشيت في الشارع
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة