الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساندي الذي ننتظره !!

محمد المراكشي

2012 / 10 / 31
كتابات ساخرة


ونحن نشاهد عبر القنوات التلفزية آثار الدمار التي تركتها "ساندي" على أرض الولايات المتحدة ، نترك كعادتنا كل إمكانية للتفكير في أن الذي يقع هناك قد يقع هنا ،و ان الذي يكتوي به الآخرون قد نكتوي به نحن !
هي عادتنا التي ورثناها في جينات التخلف العظيمة التي تسكننا ، فتجعلنا نتخيل أننا بعيدين عن الألم الذي ينخر الآخرين ! فنحن بعيدون فعلا أن نكون تحت نيران اسرائيل في غزة ،أو تحت همجية الأسد في الشام،أو حتى شدة الاعصار ساندي !!
ربما يلزمنا الكثير من الزمن لترميم الذوات في اتجاه الاحساس بالآخر الذي قد يصبح فجأة نحن،سلطة أو مجتمعا أو أفرادا ! فمن كان من ديكتاتوريينا يتوقع ما وقع له؟ ومن من الناس الطيبين البسطاء كان يظن أنه سيصبح يوما فارا إلى اللجوء ! ومن كان يظن أن من بنيويورك وواشنطن قد يعيش الهلع !؟
إنما ، نحن في حاجة الى ساندي كثيرا في بلاداتنا العربية ! ساندي آخر يجعل اللعبة كلها تعاد من المهد ، ليدمر الفساد الجاثم على بلادنا من أقصاها إلى أقصاها ! ساندي قوي يأخذ بالجد مالم تستطع حكومات الثوار و أشباه الثوار و المتمسحين في الشارع أن تمسسه فتعايشت معه !!
ساندي الذي نحتاج ،يحمل رياح التغيير بدل الرماد الذي ذر في عيوننا ،ليمنحنا الحرية و الديمقراطية التي لا يمنحها عاقل عندنا !! ولا الاكثرية مستعدة للموت من أجلها !! يتحول ساندي عندنا إلى ما يشبه القديس ،أو القديسة ساندي !!
لا ادري لم نحن في بلاداتنا العربية بعيدة عن الأعاصير ، فحتى الطبيعي منها يعيد الأرض إلى البناء الأول فيعاد ،ربما ،كل شيء !
لكن ، حتى في عز الحلم ذاك ،يخرج فينا من يؤكد بعده البعيد عنا ! فمديرية الأرصاد عندنا سبقت كل الحديث لتبشرنا بالخبر أن المغرب بعيد كل البعد عن مسار ساندي !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب