الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالون الأغلبية

ساطع راجي

2012 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


مقترح جديد يطفو هذه الايام في مستنقع التصريحات السياسية لينضم الى ما سبقه من مقترحات سريعة التلف والمخصصة للتداول الاعلامي، المقترح هو تشكيل حكومة أغلبية للخروج من الازمة السياسية، ويبدو هذا المقترح أولا وكأنه تذكير بحق تم التفريط به سابقا وحان وقت استعادته، كما يبدو ثانيا وكأنه الحل السريع والفعال لكل ما تعيشه البلاد من أزمات، وثالثا يساق مقترح حكومة الاغلبية وكأنه عصا تهديد توجه للفرقاء السياسيين ممن يبدون معارضة لبعض توجهات رئاسة الوزراء، لكن الواضح إن المقترح لايزيد عن بالون آخر، لايعلو في السماء بل يطفو على مستنقع سياسي الى جوار بالونات/مقترحات كثيرة سابقة.
دستوريا، لاشائبة على تشكيل حكومة أغلبية، ونظريا يمكن القول ان الامر ممكن بل ويستطيع دعاة حكومة الاغلبية اشراك راغبين بالوزارات من جميع المكونات العراقية لتجاوز تهم التهميش والاقصاء، لكن عمليا يبدو الامر شبه مستحيل، فدعاة الاغلبية هم انفسهم من حاولوا تمرير الموازنة التكميلية لكنهم لم ينجحوا وحاولوا مؤخرا تمرير مشروع قانون الدفع الاجل (البنى التحتية) ولم ينجحوا أيضا وبين المحاولتين فشل اكثر من مشروع في الحصول على الاغلبية، والنتيجة الواضحة لكل ذلك ان الاغلبية لم تتوفر لتمرير شؤون جزئية فكيف يمكن توفيرها لاعادة تشكيل الحكومة؟!.
مقترح حكومة الاغلبية ليس جديدا تماما وهو مثل بقية المقترحات والافكار الراكدة يغيب عن الاضواء لفترة ثم يعاد تسليط الضوء عليه وكأنه فتح سياسي واختراع جديد وسرعان ما يهرع نحوه الخطباء والمصرحون ويستمرون في عزفهم النشاز للحنه مثلما يفعلون مع كل الافكار والمقترحات الراكدة حتى تمل الناس سماعه ويفقد قدرته على الاثارة فيهرع الساسة الى بديل جديد قديم، مثل سحب الثقة، حل البرلمان، الانسحاب من الحكومة، ....
لمقترح حكومة الاغلبية وظائف كثيرة لكنه في سياق المقترحات هو أداة أخرى في عملية قتل الزمن العراقي المتواصلة، إذ وبعد سنتين من اعلان تشكيل الحكومة لم يكتمل بنيان هذه الحكومة العتيدة حتى الان ونسمع من وقت لآخر بمقترحات "ثورية" هدفها تضليل الرأي العام والهاء المواطنين بصخب الساسة وابعاد الانظار عن جبال الوعود التي لم تنفذ ولا يوجد بصيص أمل بتنفيذها.
سيختفي مؤقتا مقترح حكومة الاغلبية وتبقى ما تسمى بالازمة السياسية نهبا لتصريحات ومقترحات فاشلة بينما يتم التغاظي عن المسار الرئيس لحل مشاكل الكتل وخلافاتها أي مسار الحوار السياسي الحقيقي الصريح وسيفعل صناع الازمة ومنتجو المشاكل كل شيء لتجنب هذا المسار حتى عندما يعلنون قناعتهم به ودفاعهم عنه، فالازمة هي الشماعة التي يعلقون عليها الفشل وهي أيضا الدجاجة التي تبيض اصوات الناخبين الذين يعيشون تحت خيمة التضليل والتهديد.
سيختفي مؤقتا مقترح حكومة الاغلبية، لأنه يعني اولا استقالة الحكومة الحالية في ظل غياب اي ضمان بتوفر اغلبية برلمانية تمرر الحكومة البديلة، وهي مجازفة مستبعدة، لكن النهضة الكبرى لشعار "حكومة الاغلبية هي الحل" ستكون في الانتخابات النيابية المقبلة حيث ستتهم ما سميت بـ(حكومة الشراكة) بالمسؤولية عن كل الفشل، كما ان فكرة "الاغلبية" مازالت مائعة في اذهان المواطنين فرغم ما يقال عن انها توصيف "سياسي" إلا إن الاذهان تراها توصيف "طائفي" وهذه الميوعة ستجلب الاصوات لكل الاطراف سواء من دعاة حكومة الاغلبية أم من خصومهم، والارجح إن هؤلاء جميعا سيشتركون في الحكومة القادمة، فكما لايتحمل أحد الجلوس في مقاعد المعارضة بعيدا عن مغانم السلطة فإن أحدا لايرغب بوجود "سكينة خاصرة" في العملية السياسية حتى ولو تحت مسمى معارضة دستورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص