الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين -بن بلعيد- و -إريك فروم-

محمد البدري

2012 / 10 / 31
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


قدم اريك فروم الانسان في مؤلفاته من حيث كونه الكائن الوحيد الواعي لمعني الحرية والمتجادل مع بيئته لتحقيقها. فالبيئة كلها قيود بدءا من الجاذبية الارضية الي عدم وفائها بمتطلبات حياه الكائن الحي الا ببذل الجهد لاستخلاصها منها، لكنها في ذات الوقت تمنح فرصا لمن يقدر علي الحياة فيها. ولان الحديث في علم الاجتماع والسياسة فلن نتطرق الي البيولوجيا والفسيولوجي الا بقدر ما يخدم البناء الاعلي الاجتماعي والفكري وبالتالي السياسي منه. وهو ما سيجعل من السيكولوجيا الاجتماعية ارضا خصبة لتحليل مازق الاستاذ "سامي بن بلعيد" في مقاله بعنوان: "الالحاد الذي يخدم الاسلام السياسي" ضمن محور مواضيع وابحاث سياسية.


كان حرص "فروم" الممسك بديناميكات العملية الاجتماعية علي الالتزام بالتحليل النفسي والفعاليات السيكلوجية فرديا أو جماعيا في تحقيق تطلعات البشر الي مجتمع افضل بعد ان كان للقوة العضلية والتكيفية الوظيفية فضل البقاء داروينيا في سحيق الازمنة. "إريك فروم" وبجدلية، يحسد عليها، يقر ان الانسان الحديث الذي جعلته الفردية متحررا من قيود الجماعية المجتمعية فان الفضل يعود اليه في صراعه ضد العقل الجمعي والي المجتمع الذي اعطاه الامان في خروجه علي اعرافه وتقاليده بعد ان ادرك مدي تخلفه عندما كان في المرحلة القطيعية من التطور الحضاري مرورا بكل المراحل حتي زمننا الحالي. وبقدر ما جلبت له الحرية من استقلال فان العقلانية التي هي سلاحه الاساسي في الحرب علي التخلف عزلته وجعلته قلقا دائما.

ولعل هذه الفقرة من المقدمة الاولي لكتابه Escape form Freedom تحيلنا الي تناقض جدلي آخر في سياق استشهاده بأستاذه "سيجموند فرويد" بما اسماه الاخير التسامي علي واقع القمع الحضاري ، بانه كلما كانت درجات الكبت عالية وتفوق قدرة الفرد علي التحرر كلما انحرف الفرد واصبح ممن يصنفون عصابيين (بضم العين). وتبقي المشكلة الكلية حيه وفاعلة بين التناسب العكسي الحاصل بين اشباع الدوافع الفردية للانسان بشكل مستقل عن واقعه وبين المكون الحضاري الذي هو في حاجة دائمة للكبت توفيرا للطاقة لاقامة الكيان الحضاري الجماعي واستدامته. فكلما إزداد الكبت زادت الحضارة ارتفاعا (وليس شرطا سموا) وازدادت معها ايضا الحالات العصابية والاضطرابات النفسية. فالفرد يبقي قائما عمليا ككيان فسيولوجي تفخر به الحضارة وتتملق نفسها به لكنه علي المستوي العقلي التناغمي معها فهو ليس سوي حزام ناسف أو فار صغير يعمل بداب شديد ثقبا ولو صغيرا في جدار تلك الحضارة العظيمة التي اصبحت سدا يحجز طاقة هادرة تريد ان تشكل شيئا آخر يسمو فيه الفرد والجميع متجاوزين حضارة القمع والكبت. هذا الجدل في صيرورته هو المعول الاول وربما الوحيد في سياق هدم الحضارة وإعادة بنائها.

ولن نطيل في الحديث عن عالم الاجتماع والنفس الفرويدي والماركسي في آن واحد الا لأن مقالة الفاضل المحترم الاستاذ "سامي بن بلعيد" تحمل فكرا توافقيا به من الخوف من الحرية وعلي ما في المجتمع باكثر مما يامله الحاملين لفكر يسعي لتغيير المجتمع. خوف الكاتب علي مجتمع المسلمين التقليدي وحسب التحليل النفسي والاجتماعي مشروع طالما النخب لم تصل في خطابها للتماس مع المكبوت في العقل الجمعي للمجتمع الاسلامي. فالظلم وحده ليس كافيا للثورة بفعل التفرد والفردانية لكن الوعي به هو ضمان خلق افرادا لهم استقلالية للتسامي علي العقلية القطيعية لاهل الحضارة التي هي في حالتنا اسلامية الطابع.

لكن أغرب ما في المقال الذي لم اشأ بالمشاركة فيه بقدر ما اهتممت بالكتابة عنه أن يغفل السيد "بلعيد" ظهور السلفية الاصولية بممارساتها للاجرام الحضاري إضافة لممارستها القتل والتخريب من عباءة هذا المجتمع، وليست من خارجه، واعتبر ان الالحاد يخدم الاصولية الاسلامية رغم انه نقيض الاثنين. لكنه افتري وقال ان البيئة الالحادية تخرج اصوليين حسب ادعائه ونسي انها مهمومة بتحرير العقل من سطوة اي فكر وخاصة لو انه مفرخة للارهاب. فما مقدار الصدق في هذا الطرح؟ إنه سؤال مطروح للاجابة عليه.

لو اتبعنا اسهل وابسط الطرق في التفكير فان الاصولية ستتخذ من الملحدين تكأه لاثبات صدق ادعائها. لكنها لم تدخل اطلاقا في حوار مع اهل الالحاد خوفا من هزيمتهم الماحقة، لكنهم فضلوا محاورة علمانيين معتدلين كالدكتور فرج فودة ولم يفوتهم قتله بعدها. ولم يفوتهم تكفير د. نصر حامد ابو زيد، المؤكد اسلامه، واغتياله معنويا لاحقا. فكم سمعنا عن اتهامات باطلة بان العلمانيين الموصوفين بالالحاد كذبا يسعون لنشر الرزيلة وتبادل الزوجات وممارسة كل انواع الاباحية التي يعافها البشر. لكننا لو تعمقنا قليلا لاكتشفنا ان رغم جهل البسطاء والعامة وجمهور المتدنين، الذي هو كاف للضحك علي عقولهم، الا أن الاصولية اضطرت للكذب والخداع والتزييف والتضليل لتمرير إدعاءاتها الكاذبة. الكارثة ان من يريد لهم السيد الكاتب البقاء انطلي عليهم ذلك الكذب وصدقوا واصبحوا من جماهير الاصولية تنتخبهم وتاتي بهم الي السلطة ومجالس التشريع هروبا من الحرية التي أشار اليها عالم النفس والاجتماع باول المقال.


لم يشعر السيد "بلعيد" باي قلق من جراء التدين البسيط الذي يريد الحفاظ عليه بقدر اهتمامه بما ليس عند الملحدين من برهان علي الحادهم. عدم الشعور بالمسؤولية إزاء النقص الاخلاقي لدي الاصولية جعله هرما منها وكان من المفترض ان يكون شبابا يافعا ضمن من اعتبرهم "فروم" أصحاب العقل المتمرد علي كوابت الحضارة والمحملين بالقلق لما بها من عوار. وهنا نسأل بدورنا نفس اسئلة الاستاذ "بلعيد" أين العقل والمنطق ؟ واين المجتمع الذي يفترض ان يعيش فيه الجميع بسلام ؟ واين حقوق الانسان ؟

كلها اسئلة لها اجابات حاسمة في ماضي الامة التي يراد منا ان نحافظ علي بقائها بكل ما بها من اجرام وجريمة يمارسها الحكام كما نري حاليا او السلفيين الان وفي المستقبل لو قدر لهم البقاء. فلم يكن بها يوما ما عقل أو منطق ولم يكن بها حقوق حتي للمسلمين المعتدلين ولم تعرف حقوق الانسان اطلاقا الا بعد ان اخترعتها المجتمعات الراسمالية التي يخاف منها السيد "بلعيد".

وينتهي المقال برجفة شديد، اشد من خوف أعتي اليساريين يسارية، فمن وجهة نظره الشخصية يقترح لجمهور الملحدين بثورة تغيير فكرية قيمية إنسانية خاصة بهم, لانهم في نظره بحاجة الى التغيير والوقوف أمام الذات وإعادة النظر في قراءة التاريخ ومتغيراته والا يكونوا ممن يخدم الرأسمالية وقوى الاسلام السياسي دون علم. وما عدا ذلك سيصبحون خارج إطار التاريخ وسيكونوا أول ضحايا الذئاب الرأسمالية المسعورة التي تخطط لابتلاع كل شي.

نسي الاستاذ الفاضل "بلعيد" ان الراسمالية متوحشة او غير متوحشة ليست سوي قطة صغيرة واليفة بجانب النسق الاقتصادي الاسلامي الاصولي الذي يعرف الربح باسم "الرزق" وعوائد الدولة من الضرائب جباية لما في كلاهما من دلالات تخلو تماما من الحرية الفردية أو قواعد السوق. تحت اي قواعد وباي قوانين إذن، تحددت قيمة الرزق وقيمة الجباية، والفقر يضرب كل بلاد المسلمين رغم ان الحسنة بعشر امثالها. فالحرية، التي نهرب منها، كلما تماست معنا، ظلت تراكم قيما ومدركات طوال التاريخ من نزوع للاستقلال فان العقلانية التي هي سلاح الفرد المتمرد الاساسي في الحرب علي التخلف هي التي اكتشفت زيف الالفاظ ومدي تضليلها للوعي الجمعي، بعكس من خرج بالحاد او بعلمانية ليرشد الناس الي حقائق الواقع. وربما لهذا السبب وخوفا منه في آن واحد جاء الرئيس الاسبق "كارتر" كمندوب عن القطة الاليفة (المخترعة لحقوق الانسان) لزيارة مقر اللجنة التاسيسية لصياغة الدستور في مصر داعيا اياهم لسرعة انهاء كتابة الدستور ومباركته لاعمال اللجنة التي يشكل السلفيين الاصوليين الذي هرمنا جميعا منهم اكثر من 70% من اعضائها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ محمد
جان نصار ( 2012 / 11 / 1 - 16:33 )
قرئت مقال السيد بلعيد وعلقت عليه ومن هنا اثني على مقالك الجميل واعتقد ان الاسلام السياسي له اجنده محدده وشماعة الملحدين لن تغير من نواياهم.السيد بلعيد يجتهد وهذه رؤيته. اشكرك وتحياتي


2 - التحية والاحترام للسيد محمد البدري
سامي بن بلعيد ( 2012 / 11 / 2 - 02:04 )
في البداية أشكرك على طرح هذا الموضوع
ونحن هنا نقدم إجتهاداتنا مسترشدين بأعمال وأفكار جمهور المفكرين والباحثين في مختلف المجالات
إريك فورم وكتاباته الانسانية والفكرية الواسعة كان يركز على الاجتماعي والفكري وإن تحدّث عن السياسي أو الاقتصادي فذلك مجرّد رديف للإجتماعي والفكري أي انه ركز على بناء الانسان بشكل منهجي علمي وقرأءاته في تفكيك القديم لم تكن بالطرق النرجسية الهامشية التي يتعصب فيها الافراد لقوميتهم أو لذواتهم لان ذلك فيه تمزيق وتشتيت وهكذا قال فورم

وصفت مجموعة النرجسية في كتاب عام 1973 من قبل الطبيب النفسي إريك فروم.
النرجسية الخبيثة

النرجسية الخبيثة ، في كتاب إريك فروم في عام 1964 ، متلازمة تتألف من سلالة التعصب لاسباب اضطراب في الشخصية النرجسية القومية ، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ، فضلا عن الصفات بجنون العظمة. نرجسي الخبيثة يختلف من اضطراب في الشخصية النرجسية في أن نرجسي الخبيثة يستمد مستويات أعلى من الإشباع النفسي من الإنجازات على مر الزمن (وبالتالي تفاقم الفوضى). لأن نرجسي الخبيثة يصبح أكثر انخراطا في هذا الإشباع النفسي ، وهو عرضة لتطوير المعادي للمجتمع ،
يتبع


3 - يتبع
سامي بن بلعيد ( 2012 / 11 / 2 - 03:53 )
فالصحة النفسية التي تترجم الفكر والسلوك لها أهميتها عند فروم وغيابها لا يخدم الحقيقية الانسانية العامة
فالاسلام السياسي يمثل السلوك المضطرب والمتعصّب للقوميةوالتراث ويقابله السلوك الالحادي الذي يعمل لصالح الاعداء وكلاهما معولي هدم يعملان على تثبيط الجهود وتشتيتها ودفع الشعوب الى النواحي العكسية من حركة التطور
وفروم وغيره من المفكرين يرون إن ضرورة تفكيك مفاهيم التراث بشقيها الايجابي والسلبي تقابلها ضرورة اخرى توازيها في الاهمية وتزيد وهي إعادة البناء , فلا بد من قلب طاولة المفاهيم التراثية وتفكيكها بشكل منهجي علمي وإزالة كل الشوائب وتنقيتها وتصفيتها ثم تقطيرها وبطريقة متزامنة يعاد البناء بشكل منهجي علمي يربط كل جديد متطور مع ما تقطّر وتنقى من التراث لنحصل على هيكل صحي ومتماسك يستطيع الانسان أن يتحرّك في إطاره ويتقدم نحو الافضل , أما حكاية من يريد ان يسجن البشر بين جدران التأريخ التليد كالاسلام السياسي أو من يريد تفكيك الاشياء بطريقة عشوائية تدفع الناس نحو العراء والانحلال فهذا وذاك مثل الزيت والنار


4 - يتبع
سامي بن بلعيد ( 2012 / 11 / 2 - 05:02 )
أما فيما يخص العقل الجمعي أو الذاكرة المجتمعية ( الثقافة ) ففيها يكمن الداء والدواء ويستحيل لاي اي امة فقدة عقلها الجمعي أن تبني نفسها أو ان تعيد بناء نفسها , فالعقل الجمعي هو جهاز المناعة الذي يحمي الامم والشعوب من الامراض إن كان قويا وإن كان هشاً أصبح الجسد مريضاً تتسرّب اليه كل الامراض السارية فيه والوافدة من الغير
ومن يفكّر في محاربة العقل الجمعي للشعوب فقد أخطئ خطئاً فادحاً بغض النظر إن يكون بعلم الانسان أو بغير علمه
فبناء الحياة يرتكز على بناء عقل الانسان وأدبياته وليست هروب الى الماضي ولا ركض نحو المستقبل بدون إستراتيجية منهجية علمية , وتقنية بناء العقول والمشاعر تسبق تقنية بناء المادة الذي أصبح الاسلام السياسي بقياداته الريعية وكذلك الملحدين من ذوي الظاهرة الصوتية المزعجة يدينون بها دون أعتبار لقيمة الانسان وحريته في الاختيار


5 - يتبع
سامي بن بلعيد ( 2012 / 11 / 2 - 06:51 )
أختلف مع الكاتب الذي أعتبر إن الرأسمالية عبارة عن قطة اليفة في حال مقارنتها بالاسلام السياسي الاصولي , فالرأسمالية هي من يحرك الاسلام السياسي الاصولي وذلك ليس حباً فيه كما إن الرأسمالية صنّعت لها قوى تتحدث بإسم الملحدين بطريقة متعصبه تلحق الضرر بالفكر العلماني الحقيقي وهي بنفس الوقت تستفيد من المتعصبين الالحاديين وتصارع بهم قوى الاسلام السياسي الاصولي وتضرب عصفورين بحجر وتحقق لها الارباح في نهاية المطاف
وبالنسبة لدين البسطاء البعيد عن السياسة فهذا ليس منه أي ضرر ولا زال يمارس نشاطه في كل بلدان العالم المتحضر الذي عقلن القيم الدينية وأدرجها في منظومة قانونية متكامله تخدم الجميع وهذا بعد إن تمكنوا من بناء الانسان القادر على التعاطي مع كل الاشياء من حوله لانهم أوصلوه الى حالة إستقرار وسلام مع نفسه بعكس عمل النخب العربية التي أدخلت الانسان في إضطرابات لا مجال لحصرها
أي إن الغالبية يتحركون عاطفياً وليس بطريقة عقلية


6 - إضافه
سامي بن بلعيد ( 2012 / 11 / 2 - 13:45 )
بالنسبة لقيود البيئة بشقيها الطبيعي والانساني هي موجودة منذ فجر التأريخ ولن تأتي طيعة للإنسان ولكن الانسان هو من يتدخل ويستطيع أن يسخّر الطبيعية والظروف لصالحه متى ما أستخدم العقل أو يكون أسيراً في حال تعامله بالعاطفة
وعلى العموم الظواهر البشرية هي أكثر تعقيد من الظواهر الطبيعية , فالانسان ذلك الغريب من الصعب أن تصاغ قوانين محدده لتوجيهه أو إكتشاف ماهيته المتقلبة كثيراً ولذلك يجب أن لا ينتظر البعض بأن تأتي قوانين غربية أو شرقية معينة تقوم بإصلاح حال الانسان العربي , والحكاية ليست رحلة فضائية تقطع بمسافة محددة من الارض الى القمر أو من الارض الى زحل أو خطوط طول ودوائر عرض معروفة تطلع عليها الشمس بقارق أربع دقائق بين كل خط وخط , بالعربي الانسان ليس أرقام تجمع وتطرح ومعادلات حسابية تطبق في وول ستريت في منهاتن وتجدها نفسها في فرانك فورت أو بكين , الانسان حكاية مغايرة تماماً والتغيير لا بد أن يكون بذاته هو , والانسان العربي مصاب بخلل في كينونته فأصبح عاطفياً وجامد العقل وإن حصل على معلومات فهي مكتسبة وليست من صناعة ذاكرته فذاكرته أصبحت مثل الطبق الذي يحمل المعلومات بالتقل والتقليد فقط
يتب


7 - يتبع
سامي بن بلعيد ( 2012 / 11 / 2 - 14:01 )
ومع كل ذلك أنا أتفق معاك في الكثير مما طرحت هنا وهو
وتبقي المشكلة الكلية حيه وفاعلة بين التناسب العكسي الحاصل بين اشباع الدوافع الفردية للانسان بشكل مستقل عن واقعه وبين المكون الحضاري الذي هو في حاجة دائمة للكبت توفيرا للطاقة لاقامة الكيان الحضاري الجماعي واستدامته وأتفق معك أيضاً على أن الظلم وحده ليس كافياُ للثورة لكن الوعي به هو ضمان خلق أفراد لهم إستقلالية للتسامي على العقلية القطيعية لاهل الحضارات كلها وليست الاسلامية وحدها , وللتسامي عيوبه القاتلة ايضاً إن لم يكن الجانب الانساني هو ميزانه العام وأضرار السامية الهتلرية والشعب الآري وتسامي ستالين وايمانه بنظرية التطور الداروينية التي جعلته يقتل الملايين من باب الايمان بان البقاء للافضل وذلك السلوك يمارسة الرأسماليين ممن يؤمن بنفس المفاهيم ويقتل الشعوب تحت حجة الديمقراطية وحقوق الانسان كما إننا نرى ذلك السلوك تمارسه العصابات الارهابية الوهابية
فإن لم يأخذ التغيير منحى إنساني بحت , تغيير يبني الانسان ويتحرّك من خلاله ومعه , تغيير يجعله يفكر بعقله وليس بعقول الآخرين ستظل الامور تدور في حلقة وهمية يضن أهلها بأنها الحركة الحقيقية إن


8 - خروج عن الموضوعية نوعاً ما
سامي بن بلعيد ( 2012 / 11 / 2 - 14:11 )
وبالذات في هذه الفقرة التي قلت فيها

لكن أغرب ما في المقال الذي لم اشأ بالمشاركة فيه بقدر ما اهتممت بالكتابة عنه أن يغفل السيد -بلعيد- ظهور السلفية الاصولية بممارساتها للاجرام الحضاري إضافة لممارستها القتل والتخريب من عباءة هذا المجتمع، وليست من خارجه، واعتبر ان الالحاد يخدم الاصولية الاسلامية رغم انه نقيض الاثنين. لكنه افتري وقال ان البيئة الالحادية تخرج اصوليين حسب ادعائه ونسي انها مهمومة بتحرير العقل من سطوة اي فكر وخاصة لو انه مفرخة للارهاب. فما مقدار الصدق في هذا الطرح؟ إنه سؤال مطروح للاجابة عليه.
هنا فيه تعتيم وتحريف وتشطير وإنتقائية واضحة لا تمت الى الموضوعية بصله
وأنا موقفي واضح ولم أقل ان البيئة الالحادية تخرج إلحاديين ولن أشرح ذلك بل سأترك الفرصة للقارى الكريم ليكون الحكم على ما أكتب
أخيراً تحيتي أستاذ محمد وللجميع


9 - ختاما للمقال
محمد البدري ( 2012 / 11 / 2 - 22:53 )
شكرا للاستاذ بلعيد لاسهابة المفرط في الرد علي قضية الحرية االتي لخصتها من اعمال إريك فروم الذي لم يأت مثيل له في عالم المسلمين ولن ياتي طالما قيود الحرية ممسكة بخناق العامة البسطاء بايمانهم المعتدل وبات السلفيين حراسا علي زنازينهم بقيود اكثر الما واقل كرامة.

فإذا كان مناط التغيير هو العقل فالالحاد منجز عقلي، يجوز اخذه في الاعتبار حسبما جاء في التعليق 7 -تغيير يبني الانسان ويتحرّك من خلاله ومعه , تغيير يجعله يفكر بعقله وليس بعقول الآخرين ستظل الامور تدور في حلقة وهمية يضن أهلها بأنها الحركة الحقيقية- اليس اتباع السلف هو التفكير بعقول الاخرين مع الغاء للعقول الحديثة التي يملكها اهل العصر الحديث بتراكمها التاريخ بكل ثرائه المعرفي مقارنة بمحتوي اهل السلف. وهو ما جعل مجتمعاتنا تدور بالفعل في حلقات مفرغة بعد ان ملأتها الثورة بتغيرات كثيرة بها ما لم تره عين ولا سمعت به أذن. تحياتي والي لقاء في مقالات اخري.

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ