الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة للانتخابات المحلية الفلسطينية

جورج حزبون

2012 / 11 / 1
القضية الفلسطينية


مع نهاية شهر رمضان حتى عيد الاضحى ، كانت المعركة الانتخابية المحلية ، في الضفة الغربية فقط ، حيث تعذر انفاذها في قطاع غزة ، بفعل الانقسام المتواصل ، مما جعل حركة حماس تتخذ قرار مقاطعة تلك الانتخابات ، واهتمت بان تجيء نسبة الاقتراع منخفضة ، لابراز مكانتها ونفوذها ، وسحب الشرعية عن السلطة الوطنية ، واظاهرها ضعيفة لا مصداقية شعبية معها ، في حين انخرطت كافة التنظيمات السياسية في الحملة الانتخابية ، واتجهت كافة القوى نحو انجاز تحالفات مجتمعية ، بمعنى التحالف مع العشائر والعائلات الكبيرة ، مما اضعف موقف كافة الاطر السياسية واظهر مدى علاقاتها الواهية مع الجماهير لا بل حجم تلك القوى ، وهو امر لم يكن خافيا على اي متابع ، لكن الانتخابات فضحت المستور !!.
وقد اعلنت لجنة الانتخابات المركزية ان نسبة الاقتراع بلغت 54 بالمئة ، وهذا غير دقيق اذ ان اللجنة احتسبت المناطق التي تم الفوز فيها بالتزكية ، وكان الناخبين ادلاوا باصواتهم ، كما ويلاحظ ان الامتناع لم يكن فقط بسب مقاطعة حركة حماس بل ان اوساط الطبقة الوسطى لم تشارك بنشاط ، وان المسيحين جاءت نسبة تصويتهم متدنية !!والاسباب واضحة ، وهي عدم وجود ثقة بان الانتخابات ستجري فعلا بعد ان تاجلت مرات عدة ، ومنها عام 2010 ، في اللحظات الاخيرة !ولعدم القناعة بانها ستكون شفافة وديمقراطية ، فقد نافست حركة فتح نفسها بقوائم متعددة !! واستخدمت كافة الوسائل لنجاح الحركة ، وهو واقعيا لم يتم رغم اعلانات الفوز ، فقد خسرت في المدن الرئيسية وايضا في البلدات الصغيرة ، رغم الفوز في مناطق حسمت فيها الانتخابات بالتزكية ، والتنظيمات الاخرى بعضها لم يجتاز نسبة الحسم ، وظهر اليسار خائر القوى ، مساحته الجماهيرية محدودة ، ورغم هذا لم يتمكن من انجاز الوحدة المطلوبة في الانتخابات المحلية على الاقل ، ونافس بعضه البعض ، فسجل تناقضا اضعف مصداقيته ،بدل ان تكون مناسبة لبروزه بديلا في الصراع الثنائي بين حركة فتح وحركة حماس !.
ولقد غاب دور منظمة التحرير الفلسطينية في المعركة ، وان كانت الانتخابات محلية ، لكن المؤطرين في المنظمة لم ينطقوا بصوت واحد او برنامج موحد ، ناهيك عن صراعات داخل التنظيم الواحد ، كان ابرزها في مدينة نابلس كبرى المدن الفلسطينية !، ولم تسلم النتائج من تدخلات جهات امنية ،وحتى عند تنظيم القوائم ، وعند ترتيب امور المجال المنتخبة ، بالطبع لم يكن متوقعا ان تكون الامور مثالية في بلد يعيش تحت الاحتلال ، ولعلها الاكثر نزاهة من انتخابات بعض البلدان المجاورة والعربية ، الا ان وجود الاحتلا كان يفترض ان يواجه كما كان دائما بشعب موحد وقيادات وطنية نافذة ، والمغزى المستخلص من هذا ، هو مدى تراجع دور الحركة الوطنية ، التي لم تعد مقنعه للجماهير الفلسطينية ، فقد ظلت قيادات لعقود لم تحقق نصرا ،ولم تسهل حياة او امر ، وازداد الفقر ومستويات المعيشة تراجعت والهجرة تفاقمت ، والوعود امام الشعب هو السعي للحصول على دولة غير عضو بالامم المتحدة ، فعلى اهمية هذا الامر وضرورة انجازه ، لكن الاهتمام بمعيشة الناس قاعدة اساسية للنضال وليس صحيحا ان شعبنا يتحمل ، فنحن نتحدث عن بشر وعن مجتمع فلسطيني فتي ، له طموحه وتطلعاته وليس من الصواب وعده بالمزيد من القهر ، فمن حقه العيش سعيدا ومواجهت الاحتلال باعتباره عائقا امام مستقبله ، انما ان يمارس عليه الاحتلال قهره والسلطة تعسف والتنظيمات ارادتها فلن يكون ممكنا الاستناد لقاعدة كفاحية في هذا السياق .
لقد جرت الانتخابات في 93 هيئة من اصل 181 هيئة اغلبها اعلن فوزها بالتزكية وقسم بسيط سيكون له انتخابات تكميلية لسبب خلافات داخلية ومحلية وعددها 24 هيئة ، وبالنظر لفوز اعداد كبيرة بالتزكية فان قرائتها تقول ان العائلات توافقت ! وبذلك يبرز الدور العشائري متقدم على الحركة الوطنية التي اضطرت للتحالف معها ، مما يشير الى تراجع اجتماعي وثقافي تظل مسئولة عنه اطراف الحركة الوطنية ، التي اصبحت رهينة لارادة مجموعات حمائلية وعشائرية ، وهذا يشير الى مدى تراجع دور الحركة الوطنية الفلسطينية ، ويفسر حالة الاحتقان والازمات القائمة في الساحة الفلسطينية، ان عدم اليقين الشعبي ، جعل كثيرون يمتنعون عن المشاركة في الانتخابات ، ومع ظهور عدد من السلبيات في العملية الانتخابية ،جعل اعداد من المواطنين تتوجه معترضة الى القضاء ، باتهامات ليس اقلها عدم النزاهة ! .
وبالاطلاع على تلك اللوحة ، يستنتج عزوف المواطن عن الثقة باي تصريحات او بيانات ، حيث الواقع امامه يقول ان الاهتمام بمدى حصول الاطر السياسية على عدد من المقاعد سوى في النقابات او الهيئات المحلية ومجالس الطلبة او النيابية !وهي حالة تنافسية لاظهار الحضور ولو باي ثمن ، في ظل غياب تعبئة جماهيرية ، كان يجب ان تترافق مع الازمة المالية السياسية ، الهادفة اخضاع السلطة والشعب لقبول ما هو مخطط للمنطقة والمتضمنة انهاء القضية الفلسطينية كحالة نضالية ، وتقديم لوحة جديدة بقيادة خليجية ، تستخدم التيار الديني كبديل لحركات التحرر العربي ، والتي ستكون ساعة الصفر فيها انهاك سوريا وتقسيمها والغاء دورها او شعاراتها القومية !!والضمان الوحيد لاعادة تحقيق انهاض ثوري عربي لحركات التحرر العربية هو القضية الوطتية والقومية الفلسطينة ، وهي مسؤولية تاريخية تتحملها القيادة الفلسطينية بكل اطيافها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسرحية
فرج الله عبد الحق ( 2012 / 11 / 1 - 11:14 )
عزيزي جورج رغم خلافاتنا في أمور عدة إلا انني اتفق معك في تحليلك لقد كانت مسرحية هزلية و هزيلةهدفها ابعاد انظار الناس عن مشاكلها اليومية.


2 - الأنتخابات مسرحية هزيلة ؟
زرقاء العراق ( 2012 / 11 / 1 - 13:24 )
أستغرب من تسمية الأنتخابات المحلية مسرحية هزيلة في الوقت اللذي يعلم الجميع بأن ما يسمى القضية الفلسطينبة كلها هزيلة

ولا مكان للهزل في قضية انهكت كل العالم العربي ويتمت الأطفال وأهدرت الأموال وكله على الفاضي كما يقال ومبني على مبالغات و تحريف للحقائق
باع الفلسطينيون أراضيهم لليهود فيقولون لنا انها اُغتصبت, و ضرب العرب بقرار التقسيم ١٩٤٨عرض الحائط ولازاوا مع اعتراف ١٦٢ بدولة بأسرائيل
وفي أحسن الأحوال, من المتوقع ان تكون هناك دولتان فلسطينيتان, الأولي ستعيش على المعونات والمساعدات الدولية والثانية ستصدر الأسلحة والأرهاب . نعم مهزلة بكل معنى الكلمة


3 - هذا ظلم
جورج حزبون ( 2012 / 11 / 2 - 13:34 )
ان كان هناك من باع ارضه ، فلا يجوز سحب ذلك على الشعب برمته، ان اول من باع ارض في فلسطين هم عائلة سرسق البنانية وعائلة جنبلاط ، في واد الحوارث ومرج بن عامر ، ان الاقطاعين العرب هم من باع قرى بمن عليها ، واستمر الشعب يناضل منذ مائة عام ، لكننا ننتقد لاننا شعب يمارس الانفتاح والديمراطية وحرية الراي ، ولا نعيش ضمن نظام عربي قمعي ، فلا يفهم من هذا اننا شعب يعيش مهزلة ، بل اننا نعيش القمع الاحتلالي والاف الشهداء والاف المعتقلين وملاين اللاجئين ... فعيب هذا التهجم على تارخ شعب اقاد شعلة ظلام للشعوب العربية وعيا وثقافة ومناهج كفاح ÷،

اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-