الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن جريح بين نادية حافظ وياسر على

هانى جرجس عياد

2012 / 11 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ما الذى يجمع بين سيدة ثرية كان بوسعها أن تفتح سلسة محلات كشرى، أو تستأجر محلا فى وكالة البلح لاستثمار أموالها، لكنها –لسبب ما- قررت أن تفتح مدرسة، وبين عضو جماعة الإخوان المسلمين الذى وجد نفسه –فجأة- فى القصر الرئاسى متحدثا رسميا باسم رئاسة الجمهورية؟
إنه الوطن الجريح يجمع بين الاثنين، ويضم معهما مُدرسة تقص شعر طفلات غير محجبات، وضباط داخلية يتصرفون بهمجية وبلطجة مع المواطنين (د. تقادم الخطيب نموذجا)، والمتسترين على «طرف ثالث» يحاول بلا كلل اغتيال أبناء أنبل جيل أنجبه.
نادية هانم حافظ تمارس تعذيبا ممنهجا على أطفال فى عمر الورد، وتهدد أولياء أمورهم، وضابط شرطة قسم السلام يتبرم من كثرة الشكاوى المحررة ضدها دون جدى لأنها «مسنودة» وأنها كانت تتصل مباشرة بأحمد نظيف وأحمد عز. (راجع ما كتبته السيدة نهى حماد- البديل أول نوفمبر).
نادية هانم حافظ تتصرف باعتبار أن «البلد بتاعتنا ومفيش لا داخلية ولا قانون»، دون أن توضح ما إذا كانت تتكلم عن نفسها بصيغة الجمع أم أنها تقصد آخرين معها؟ ومن هم هؤلاء الذين يشاركونها ملكية البلد ويشاركونها أيضا تحدى القانون وانتهاكه بجرأة قل نظيرها؟. لكن سواء كانت الهانم تملك البلد وحدها أو بالشراكة مع آخرين، فأقوالها مهداة إلى السيد وزير الداخلية وإلى الرئيس محمد مرسى، وإن كنت أشك أن بوسعهما معا أن يقولا للهانم «تلت التلاتة كام»، فالأول (وزير الداخلية) يتستر على ضباطه الذين ينتهكون أدمية البشر ويلفقون تهمة مخدرات لأستاذ جامعى، والثانى (الرئيس) يتستر على جماعة خارجة على القانون، ويقال (والعهدة على الراوى) أنه يتلقى تعليمات من مكتب إرشادها. فهل تبدو نادية هانم نشازا وسطهما؟ وبإمارة أيه يمكن لأحدهما أو كليهما معا أن يقولا لها «عيب»؟!
أريد أن أتجرأ على المقام الرفيع للسيدة نادية هانم حافظ وأسألها «مين سيادتك»؟ ومين ساندك فى بلد يحكمه خيرت الشاطر ومحمد بديع؟ من يسند ظهرك الآن بعدما أصبح الأحمدين (نظيف وعز) من نزلاء سجن طره؟.
أما الأستاذ ياسر على ووظيفته الرسمية الناطق الرسمى باسم الرئاسة بينما وظيفته الفعلية المُكذِب (النافى) الرسمى باسم الرئاسة، فقد بدأ مسيرته المهنية بتكذيب بعض ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية على لسان الرئيس محمد مرسى، نافيا أن يكون الرئيس قد أدلى بأى حديث للوكالة المذكورة، مؤكدا أن الرئاسة قد اتخذت الإجراءات القانونية لمقاضاة الوكالة الإيرانية، وبينما ردت الوكالة بنشر التسجيل الصوتى لحديثها مع الرئيس، التزم السيد على الصمت المطبق (أيه أخبار القضية يا أستاذ ياسر؟). ثم وصل أخيرا إلى نفى أن تكون المقاتلات الإسرائيلية قد اخترقت المجال الجوى المصرى فى طريقها إلى قصف مصنع اليرموك فى الخرطوم، وأضاف لا فض فوه «أن هناك خطأ فى ترجمة مقال الصنداى تايمز البريطانية»، وكأن الناطق الرئاسى ليس لديه أية معلومات، من أية مصادر مصرية (تنفى أو تؤكد)، هو يعتمد فقط على تقرير صحيفة بريطانية، دون حتى أن يكون لديه من الوقت ما يكفى لقراءة كل التقرير الذى نشرته الصحيفة. وبين وكالة الأنباء الإيرانية واختراق الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوى المصرى، لم يدخر الأستاذ ياسر على وسعا فى ممارسة فضيلة النفى والتكذيب.
وأنا من جانبى ألتمس العذر للسيد ياسر على، فإما أن الرجل يضطر إلى نفى ما يدعو إلى الخجل، (مثل حكاية توديع ابن الرئيس للدكتور راشد الغنوشى فى مطار القاهرة وتسليمه قلادة خاصة من والده)، أو أنه ليس لديه ما يكفى من الوقت للمتابعة والتدقيق وتحرى حقيقة ما ينفيه دائما على عجل، بعدما أصبح ضيفا دائما على صفحات جريدة الأهرام (سبقه إلى ذلك احمد عز لكن الثورة لم تمنحه فرصة أن يكون ضيفا دائما)، الأهرام التى احتضنت نجيب محفوظ ويوسف إدريس ولويس عوض وتوفيق الحكيم، يبدو أنها أصبحت الآن مضافة لأحمد عز وياسر على. (من مفارقات هذا الزمن أن يدخل ياسر على الأهرام ويخرج منها أحمد عبد المعطى حجازى).
لكن لماذا تقف نادية هانم حافظ فى مواجهة القانون وتتحداه بكل هذا الصلف وتلك العنجهية؟ ولماذا لا يكل الأستاذ ياسر على من مهمة التكذيب والنفى؟ تساؤلات تبدو منطقية ومفهومة فى أى بلد محترم فى العالم، والأصح أنك لا يمكن أن تجدها فى أى بلد محترم فى العالم، لكنها تبدو غريبة وشاذة فى وطن يتستر رئيسه على جماعة تتحدى القانون وتنتهك الدستور، ويواصل فى الوقت ذاته، وهو الرئيس المنتخب، خوض المعارك الهادفة إلى كسر هيبة القضاء وتكريس انتهاك القانون (من قرار إعادة مجلس الشعب وحتى قرار إقالة النائب العام)، بينما يغض البصر عن انتهاك القانون والدستور فى دهشور ورفح، ومدارس نفرتارى لصاحبتها نادية هانم حافظ، فلا أحد يعرف ماذا جرى فى دهشور ومن الجانى ومن الضحية، ولا أحد يعرف من قتل جنودنا فى رفح ولا من هدد عائلات مسيحية هناك وأجبرها على الرحيل، ولا أحد يستطيع أن يكبح جماح هذه السيدة التى تقول إنها أقوى من القانون وإن البلد بلدها، أو بلدهم، ببساطة لأن القانون غائب والرئيس (ولا هنا).
من المفارقات أن الرئيس محمد مرسى هو الرئيس الوحيد فى العالم وعلى مر التاريخ الذى أقسم اليمين الدستورية (متضمنة احترام الدستور والقانون) ثلاث مرات!!.
فهل من الطبيعى فى هذا الوطن الجريح أن نسأل لماذا تتحدى نادية حافظ القانون؟ ولماذا لا يكف ياسر على عن التكذيب، ولماذا يجد تقادم الخطيب نفسه متهما بتعاطى المخدرات أو الاتجار بها، أو الاثنين معا؟
ويا أيها الوطن الجريح، لقد حاول طغاة بدرجة إسماعيل صدقى وحسنى مبارك وحبيب العادلى أن يغتالوك، لكنهم سقطوا جميعا فى مزبلة التاريخ وبقيت أنت شامخا بأبنائك، وأعتقد بيقين أن الصغار لن يفلحوا فيما فشل فيه «عمالقة» الطغاة، غاية ما يستطيعون أن يصيبوك بجرح، سرعان ما سوف تشفى منه بعزيمة وإصرار «شباب بيحرر مصر».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال