الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية بين ظلم الماضي وتحديات الحاضر

حمزة الشمخي

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


مرت المرأة العراقية فيما مضى من السنين، بظروف حياتية إجتماعية وسياسية إقتصادية وثقافية، صعبة وقاسية
ومدمرة في كثير من الأحيان، في ظل سياسة الإرهاب والقتل والحروب والتهجير القسري وفرض الإنتماء السياسي للبعث بالقوة .. إضافة الى إصدار القوانين العدائية الجائرة بحق المرأة، والتي يبيح البعض منها ويحرض على قتل النساء بإسم ( غسل العار ) سيئ الصيت ، والى غيره من المفردات المتخلفة البالية ، والتى لفضتها الحياة منذ سنين طويلة وفي مناطق كثيرة جدا من العالم .
أن المرأة العراقية التي عانت وكافحت وتحدت، الكثير من الصعوبات والمواجهات والمشاكل المختلفة ، حيث حصلت من الظلم والقهر والحرمان، أضعاف ما حصل عليه الرجل، في ظل سياسة النظام الدموي المنهار المعادية للعراق وشعبه . حيث أصابت حياة المرأة حالة من الإرتباك والتشتت والعوز في زمن الحروب العدوانية الدائمة والملاحقات القمعية المستمرة، والتي إنعكست سلبا على المرأة بشكل خاص، والعائلة العراقية بشكل عام، وهذا يترافق مع إزدياد عدد الأيتام والأرامل وفقدان الأحبة والأهل نتيجة الحروب وفي الأقبية الصدامية المظلمة .
أما اليوم فأن المرأة العراقية، أمام تحديات كثيرة وكبيرة ، ولا يمكن حلها ومعالجتها وتلخيصها من خلال تعديلات تجميلية ، ومعالجات شكلية وفي حدود مستويات معينة ، حيث تتواجد المرأة في الوزارة والجمعية الوطنية وفي بعض مؤسسات الدولة .. وفق شروط ونسب محددة، لا تليق بالمرأة ودورها التاريخي المعروف ، لأن العبرة، ليست في وجودها في هذا المكان أو ذاك ، بقدر ماتكون المرأة شريكا متساويا في الحقوق والواجبات مع الرجل في كل شؤون الحياة ، وأن تكون صاحبة القرار والنفوذ والمساهمة الفعلية في كل قضايا الدولة ومفاصلها .
لأن حضور المرأة الفاعل في المجتمع، يعكس مقدار حريتها وتحررها، من كل قيود الظلم الإجتماعي وقسوة بعض العادات المتخلفة ، والتي يراد منها أن تكون عوامل عرقلة، في مسيرة حركة المرأة وتقدمها بإتجاه إنتزاع المزيد من الحقوق المشروعة، وترسيخ وتعزيز ما تحقق للمرأة من حقوق طبيعية لها .
أن حضور المرأة ووجودها في الوزارة والبرلمان لا يعني بالضرورة ، أن المرأة العراقية قد حصلت جميع حقوقها ، وأصبحت متساوية مع الرجل كما يفهمها البعض ، لأن البرلمان الإيراني وعلى سبيل المثال يعج بالنساء ... ولكن أين المرأة في إيران اليوم من كل ما جرى ويجري؟؟.
إذن على المرأة العراقية اليوم، أن تأخذ دورها الطبيعي في الحياة ، وأن تقف بقوة، بوجه كل القرارات والتشريعات والإجتهادات، التي تحاول الإنتقاص من قيمتها وأهميتها ومكانتها، مثلما وقفت وقفتها الشجاعة ضد إصدار قرار سلب حقوق المرأة وإرادتها المرقم 137 في فترة مرحلة مجلس الحكم .
وأن تقاوم وتتصدى لكل أمراض الماضي ومن يغذيها ويقف معها اليوم، وتصريحات وفتاوي الحاضر، التي تريد من المرأة أن تكون حبيست البيت فقط، لأنها خلقت هكذا كما يردد البعض!!، وأن تلبس وتأكل وتعمل وفق هذا المنظور المتخلف، وأن لا تتدخل في قضايا الحياة وشؤونها المختلفة لأنها من المحرمات عليها !! .
أن على المرأة العراقية اليوم، أن تأخذ كل حقوقها، وبمساعدة الجميع من محبي الحياة لكي تستمر وتتطور، حتى لو تطلب هذا الأمر المزيد من النضال والتضحيات ، لكي يتضمنها الدستور الجديد ويكفلها، بقدر معاناتها الكبيرة وتضحياتها الجسام ، وأن كل ماتحصل عليه اليوم هو حق مشروع وليس مكرمة من أحد .
وأن أي تنازل عن حقوقها بأية ذريعة أو حجة سياسية أو دينية وإجتماعية كانت .. سوف تلحق الضرر والأذى بالمرأة والرجل على حد سواء ، لأن حرية المجتمع لا تنفصل بين المرأة والرجل بإعتبار حرية البشر واحدة دون تمييز .
ألف تحية للمرأة في كل مكان .... وللمرأة العراقية ... بمناسبة الثامن من أذار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل ساعات من وصول هوكشتاين.. الجيش الإسرائيلي يهدد حزب الله


.. الجيش الإسرائيلي: حزب الله يدفعنا نحو التصعيد




.. الكرملين يوجه رسالة إلى زيلينسكي بعد مقترح السلام لـ بوتين|


.. فلسطيني يتحدث عن أجواء العيد في غزة




.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية