الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية والصراع الطائفي(2) حرب المحاور

الاء حامد

2012 / 11 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الثورة السورية والصراع الطائفي(2) حرب المحاور

لقد قلنا في الجزء السابق إن السعودية قد نجحت إلى حد ما ، على تصوير الصراع السوري بأنه صراع مذهبي بين السنة والشيعة ، لتبرر تدخلها في الأزمة السورية كونها حامية السنة وكذلك لإحراج النظام الإيراني إمام الرأي العام ، كي يكف عن دعمه عن النظام السوري. ما رفضته لإيران إباحته لنفسها بأسم الطائفية ذاتها ، مما تسببت في فقدان روحية الثورة وهالتها لاتخاذها منحا طائفيا في مسارها ، فأفقدتها الكثير من الدعم الدولي بأعتبار ان ما يجري في سوريا ليست ثورة ، وإنما صراع طائفي ومذهبي.

لذلك نعتبر إن الدور السعودي رغم نجاحه بالتدخل الا انه فشل في اكتساب الشرعية الكافية إزاء الجمهور السوري الذي بقيت له تحفظاته واعتراضاتها على هذه المعادلة الطائفية الغريبة عليه ، على الرغم من المحاولات التي بذلتها السعودية في توريط إيران وحزب الله بالصراع لتحقيق هذا الهدف ، لاتخاذ صفة جماعية او غير فئوية على الأقل لكسب المزيد من الأنصار ولاستقطاب المجاهدين السنة في القتال مع الجيش السوري الحر.

لإيران وحزب الله مبرراتهم بالتدخل نتيجة العلاقة القوية بين هذه الإطراف والنظام السوري في تشكيل بما يعرف بجبهة الممانعة . لكن الذي لا نفهمه هو، دخول العراق كجبهة ممانعة للثورة السورية ذاتها ، وقد بدأ الموقف العراقي أكثر تعقيدا في الأداء وصعوبة في الفهم ، لان جبهة العراق تستند من جهة الى توجيهات المرجعية النجفية الشيعية ، وتستثمر شعبيتها منها كما تستقوي بالظهير الإيراني بقصد او بدونه ، ومن جهة أخرى إن العراق مضطر للتعامل مع الثورة السورية بأعتبارها امرأ واقعا أولا ، ولضرورة العمل على درء مفاسدها ثانيا،كون العراق عانى ولا زال يعاني من التطرف والإرهابيين ..إلا إن الموقف العراقي هذا اصطدم بسوء الفهم الحاد من قبل المحيط العربي سواء كان موضوعيا او بسوء نية كما قلنا بأعتبار هذا الموقف يميل إلى المحور الأول المتمثل بإيران وحزب الله وكلاهما شيعة .والعراق بأغلبية شيعية . فأصطف هذا المحور وتسجد هذا الموقف واستثمرته السعودية كمبرر لتدخلها فيما بعد ولكن من الخطأ ان نتصور نحن كمتابعين إن السعودية قد نجحت في تغيير موازين القوة في الداخل السوري والدليل على تماسك الجيش النظامي ذو الأغلبية السنية وهذا كان عاملا أساسيا في فشل الثورة السورية بعد تحويل مسارها من ثورة ضد نظام دكتاتور الى ثورة طائفيه .

الغريب في الثورة السورية هو ترجح الموقف السياسي للولايات المتحدة الأمريكية بين الرفض لتسليح المعارضة والسكوت عن جرائم النظام السوري ، وبين دعم المعارضة لوجستيا و السماح للسعودية بإرسال السلاح الى قوات المعارضة .وفي ضوء هذا الواقع ضلت المعارضة السورية تتوقع الخروج من هذه الدائرة الضيقة للموقف الأمريكي ، بعد الانتخابات الرئاسية لتجد فيها فرصة للعودة إلى ريادة الموقف الأمريكي في دعم هكذا ثورات ، الا أنها أصدمت بتصريحات كلينتون الأخيرة التي عبرت فيها عن خيبة أمل الولايات المتحدة الأميركية بالمعارضة السورية بسبب جنوح ثورتها إلى التطرف.

في الجزء الثالث حكاية الدور القطري المضحكة وما لهذه الإمارة من طموحات وتوجهات .. يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف