الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟

تميم منصور

2012 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



كنت قد قطعت على نفسي بأن لا أتطرق في كتاباتي إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، من باب أن هذه السلطة لم تعد صالحة للاستعمال، لأنها اختارت العودة إلى الأساليب البالية التي استعملتها القيادات الفلسطينية السابقة التقليدية التي سلمت ذقون الفلسطينيين إلى الأنظمة العربية المتؤامرة على شعوبها وعلى الشعب الفلسطيني.
كما أن هذه السلطة وقيادتها اختارت الاصطفاف والوقوف في دوائر القوى العالمية والعربية المعادية للمقاومة، والمناوئة للخط العروبي القومي الذي تتبناه سورية وإيران والمقاومة اللبنانية.
لكن غيرتي على قضايا هذا الشعب المرابط وإيماني في مقولة (الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس) جعلني أعيد النظر بما قطعته منذ أشهر عديدة، فعندما رأيت المقابلة التي أجراها الإعلامي الصهيوني أوري سيغل لفضائية القناة الثانية الإسرائيلية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تذكرت مثل هذه المواقف التي كانت تتم مع خالد الذكر ياسر عرفات، حبذا لو قامت قناة واحدة من القنوات الفلسطينية المستقلة بالمقارنة بين أجوبة وردود عرفات وعباس أمام وسائل الإعلام كما فعلت بعض القنوات المصرية عندنا قارنت بين عبد الناصر ومرسي .
كان عرفات لا يعاني من عقدة نقص اسمها عقدة الخواجة خاصةً إذا كان الصحفي أجنبياً كما هو الأمر بالنسبة للرئيس الحالي محمود عباس الذي يعاني من هذه العقدة، وكل من يراقبه أو يصغي إليه يشعر بأنه يعاني من النقص والدونية فهو يختار أسلوب المدافع المتوسل الضعيف المهزوم، هذا ليس محمود عباس الثائر، من استمع إلى اللقاء الذي تم في نهاية الأسبوع الماضي بين أوري سيغل وبين محمود عباس لم يصدق بأن الأخير قد تخرج من مدارس النضال الثوري الفلسطيني، الثورة منه براء والشعب منه براء.
أثناء حديثه اختار تمثيل الوجه الفلسطيني المتصالح الذي لا يملك خيارات أو عناصر القوة والصمود، بالتأكيد أن هذا الموقف لا يمثل غالبية الشعب الفلسطيني الذي يعيش في حالة احتقان، هذا الموقف لا يمثل سوى عباس وفريق الفساد من الأمراء الذين التفوا حوله أمثال فياض وعبدو وغيرهم، همهم الوحيد اليوم المحافظة على مكاسبهم واستمرارهم بالاستوزار في سلطة وحكومة بدون سيادة.
هل ما قاله عباس لهذا الصحفي من القناة الثانية ملخص لثورة تقف في مقدمة الثورات التي يشهد لها التاريخ ببطولات قيادتها ورجالها، قدمت مئات الألوف من الضحايا على مذبح استقلال كلمة هذا الشعب وعلى مذبح نضاله من أجل التحرير؟؟ هل عباس وأمراء سلطته هم جني هذا النضال، تباً لهذه الثورة إذا اختارت الوقوف أمام هذه الشواطئ الضحلة.
عبر عباس عن مواقفه أمام الصحفي الإسرائيلي بروح الفشل والعجز والبؤس، كان يظهر أثناء حديثه في حالة دفاع المذنب المعتدي و إسرائيل المحتلة هي الضحية، الكل يعرف بأنه كان يحاول أن يوصل رسالة إلى حكومة القتلة في تل أبيب واوباما بأنه وسلطته أسراب من حمائم السلام لا مخالب لهم، مناقيرهم لا تلتقط سوى حبوب التفاوض مهما طال الزمن، هذا هو خيارهم الوحيد وحتى يثلج صدور حكومة الاحتلال والبيت الأبيض شدد وهو يلوح بيده بأنه سوف يمنع ويقمع أية محاولة للقيام بانتفاضة أو أية حراك شعبي لأنه لا يريد المزيد من الإرهاب، لأنه أصبح يعتبر كفاح ومقاومة الشعب الفلسطيني إرهاباً حتى لو قامت إسرائيل باقتحام المدن الفلسطينية وإباحتها أمام جنودها والمستوطنين يومياً.
قال بشكلٍ قاطع بأنه ما دام يجلس على هذا العرش فلم تقوم لأية انتفاضة قائمة وما على إسرائيل وأمريكا سوى الاطمئنان، نعرف أنه يقول ذلك من دافع القوة والإيمان القاطع بطريق التسول والاستعطاف من إسرائيل وأمريكا، ونعرف بأنه يضرب بسيف جنود الجنرال دايتون الأمريكي الذي أعدهم ودربهم في الأردن لمهمة واحدة وهي قمع الشعب الفلسطيني داخل الضفة الغربية وقتل ما تبقى من الحراك الشعبي والروح الثورية عند هذا الشعب.
ماذا تريد إسرائيل الحكومة والاستيطان أكثر من ذلك، هذا الموقف المتخاذل، من يلوم إسرائيل بعد سماعها هذا الموقف على أي عدوان عسكري أو استيطاني تقوم به، لم يجرؤ عباس في هذه المقابلة على ذكر حق العودة، بل تنازل عن هذا الحق بشكل ضمني عندما قال: أنا من مدينة صفد ولا أطالب بالعودة إليها، إذا أعطيت لي الفرصة سأزورها كــ سائح، كما أنه شدد على أن حدود دولة فلسطين التي ينتظرها هي حدود سنة 1967، من وَكّل سيادته بأن يتنازل عن باقي فلسطين باسم ملايين الفلسطينيين داخل المخيمات وفي الشتات؟ إذا استغنى سيادته عن حق العودة لأنه يمتلك القصور الفارهة إلا أن بقية الشعب الفلسطيني لا زالوا يحملون مشاعل العودة ومفاتيح بيوتهم لأنه لا يوجد لهم سوى وطن واحد وفلسطين واحدة.ألشعب الفلسطيني براء من كل كلمة قالها عباس في هذه المقابلة التي أكدت بأنه ابن عصره ،عصر الأنحطات الفلسطيني الذي ساهم في صنعه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : ما جدوى الهدنة في جنوب القطاع؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حتى يتخلص من ضغط بن غفير وسموترتش.. نتنياهو يحل مجلس الحرب |




.. كابوس نتنياهو.. أعمدة البيت الإسرائيلي تتداعى! | #التاسعة


.. أم نائل الكحلوت سيدة نازحة وأم شهيد.. تعرف على قصتها




.. السياحة الإسرائيلية تزدهر في جورجيا