الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة لمنهجية السياسة الدينية التمييزية

هيثم كيرياى

2012 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ارتبط الفكر الاسلاموى السياسى فى الدولة السودانية بمدرسة الاخوان المسلمين حين النشأة الاولى فى اربعينيات القرن الماضى فيما عرف حينها بجبهة الميثاق الاسلامى , التى تكونت وقتها كمشروع سياسى لصد التمدد الماركسى وقوى اليسار داخل الحراك النخبوى السودانى اى ان المشروع المنهجى الفلسفى كان ابعد مايكون عن احقية الفكرة الاسلاموى التى تحتاج لمنهج دعوى تصالحى بعيدا عن فكرة المصادمة والصراع مع مشاريع فكرية متسقة على نسق انسانى يعالج قضايا مجتمعات وشعوب متباينة عقائديا لصناعة منتوج انسنة يقفذ فوق ارتباطات الدين الى مشرع الانسان والحياة , تلى تلك المرحلة فك الارتباط بين الاخوانجية وجبهة الميثاق والتحول نحو الجبهة الاسلامية القومية كحزب سياسى اسلامى يمارس سلوك الاقصاء والتمييز بمرجعية دينية ضد الاخر المتحرر من قيود الدين فى الحراك السياسى , من يتابع قشورية الفكرة الاستهلاكية التى تمارس باسم الدين كمطية مرحلية تخدم اجندة خاصة تتضح من خلال شكل التطور او التحور الفكرى من تيار اسلامى يدعوا كما ادعوا الى تنقية المجتمع وتطهيره وبعث المشروع الحضارى الى تيار راسمالى حقيقى كشف عن وجه السافر الذى كان يخفيه خلف عباءة الامام عندما صادق السلطة بزى الجنرالات بانقلاب عسكرى فى عام 1989 تلك اللحظة الفاصلة والتاريخ الحرج الذى بين للاخر ان المشروع الدينى كفعل سياسى ومنهج للحكم يتمظهرفقط حين المرحلة والاحتياج للاخر (الناخب) ,
طلت السلطة المطلقة للاسلامين عبر انقلاب عسكرى على الشرعية الديمقراطية الموجودة مما استصحب استحقاقا للاخر ان يتبين فشل المشروع الدينى فى اقناع الناخب بمشروعه الحضارى وسقوطه امام التجربة الديمقراطية السلمية للتداول السلطوى وفق منهجية هشة اتسمت بصناعة فرز مجتمعى على نسق الانتماء الدينى وليس انتماء المواطنة والحقوق ثم تلت تلك الهشاشة اذمة اخرى انتجتها مفرزة الاخوانجية على النسيج المجتمعى السودانى داخل المنظومة الحزبية الحاكمة باسم الدين بنشوء تيارات جهوية وعرقية استصحب حالة محاصصة واقصاء حاد للاخر الجهوى المنتمى للفكرة والمرتبط بالممارسة التاريخية للحزب الاسلاموى ولكنه مختلف عرقيا عنهم فسقط جدار الدين امام مدرسة العرق المسيطر على دولاب الاسلاميين وتحوله الى صراع عرقى ومفاضلة النوع على المنهج ,
بداية التمظهر التمييزى للحركة الاسلامية فى السودان بداة عندما اعتلت سدة الحكم بتحويلها الحرب الاهلية فى جنوب السودان الى حرب جهادية مقدسة تدافع اليها الاف المتشديين باسم الجهاد ضد مواطنيين ثاروا على المركز وقتها رافعيين شعارات مطلبية عادلة مرتبطة بالتنمية المتوازنة واستحقاقهم بمساحة لحكم مناطقى(اقليمى) فتحولوا الى سلم يرتقى به المتشددين الى جنات الفردوس خالقين بذلك حرب دينية ضد المواطنيين الجنوبيين مما ولد استحقاق المفاصلة وذهاب الجنوب من جغرافيا الوطن السودانى صانعا دولته المستقلة كمكسب للنحبة الاسلاموى التمييزية الحاكمة فى المركز ,ثم تحور اخر استصحب الفكرة الدينية بخلق اوار حرب اهلية اخرى داخل النسيج المجتمعى السودانى(دارفور) التى تعتبر منطقة جغرافية يرتبط جميع سكانها بالمذهب السنى الاسلامى اى لاتوجد مساحة هنا لصراع دينى جهادى لكن مايتضح ان شكل التطور البنيوى للفكر الاخوانى يمارس فرازاته الطبيعية هنا بمنتوج العرق والنقاء مارس خلاله تصفية عرقية حادة باسم النوع ,
خلاصة الفكرة ان مايسمى بمشروع اسلاموى لايعبر الا عن فكرة تمييذية بدأت اولا بتمييز دينى استقطع نصف الجغرافيا ثم تحول الى مشوع تمييزي عرقى ينسج الان خيوطه فى منطقة مايسمى بالحزام الافريقى الذى ربما يسجل هو الاخر حالة انفصالية مكونا دولته التى سوف تليها دول اخرى طالما المنتوج الفلسفى لمايسمى بدولة الاخوان مسيطرا على دفة الحكم فى السودان ,
الاذمة الحقيقية هنا ان نستصحب مشروع دينى الى منطقة حساسة تسمى السياسة وعبرها توجد حالة تنفيذية تسمى السلطة لان المستخلص من التجارب يوضح بجلاء ان ماقام على فكرة سيطرة عقائدية لن يفرخ الا حالة متاذمة من التمييز الدينى ثم يتطور الى تمييز نوعى ثم ينغلق على زاته مكونا دوائر مصلحية ضيقة مسيطرة على شكل الدولة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا