الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حجاب المرأة بين ستر المفاتن وإخفاء القذارات

أيوب المزين

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


أولاً, أرى أن التفرغ لدراسة مثل هذه القضايا أمر ثانوي جداً لأن الأمة اليوم تعاني من مشاكل كبرى تقتضي التطرق لأمور جوهرية وتحليلها بطرق متناهية الدقة. وما كلامي هنا سوى رأي عابر

إن الباحث في عوالم الشريعة الإسلامية المتنوعة سيستنتج أن الحجاب يندرج في ركن ما ترك بابه مفتوحاً: فالحرام حرام والحلال حلال, وما دونهما ترك رحمة بالعالمين, فلماذا نعسر ديننا يا حماة العقيدة؟.
بسم الله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً.
الآيات المتعلقة بالحجاب ثلاث: آيتان في سورة النور وواحدة في سورة الأحزاب, خلت كلها من أي حكم أو قصاص في حق من تتخلى عن ارتداء قطعة القماش تلك, والتي اعتبرت إلى حد الآن ميزان تدين, وما أخله من ميزان تقاس به الأخلاق.
ولدحض وتفنيد ادعاءات اعتبار الحجاب فرضاً و ما إلى ذلك من التأكيدات الفارغة نستدل بالواقعة التالية:
يذكر أن سلمه بن قيس أرسل رجلاً إلى عمر ابن الخطاب ليخبره بواقعة "حربية", فلما وصل استأذن ثم دخل بيت عمر فوجده جالساً فجلس. ثم نادى عمر زوجته أم كلثوم لتأتيهم بالطعام, فقدمت به وقد كان خبزة بزيت. سأل عمر قرينته أن تشاركهما الطعام لكنها رفضت بدعوى أن هناك شخصاً غريباً وهي لا تتوفر على حائك تستر به نفسها. فكان رد الحكيم عمر: " وما يكفيك أن يقال: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وامرأة أمير المؤمنين؟؟؟". ومن هنا فصورة المرأة حسبها الطيب وأخلاقها العالية.
قد يقول قائل أو تقول قائلة أن الخطاب الموجه لنساء النبي (ص) موجه إلى كل نساء المؤمنين لكن هذا ليس صحيحاً بإجماع علماء الفقه وكتب التفسير, فنساء النبي ليسن كباقي النساء طبقاً لقوله تعالى: " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ".
إذن فنساء النبي هن المطالبات بعدم الاختلاط والتبرج والتكلم من وراء حجاب " حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض ".
وقد جاء في حديث نبوي عن عائشة رضي الله عنها أن سلمى بنت أبي بكر الصديق دخلت على رسول الله بثياب رقاق فقال لها: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا, وأشار إلى وجهه وكفيه.
إن ما نسميه اليوم "نقاباً" لا يظهر غير العينين أو مكوث الزوجة في البيت بزعم الخوف من الفتنة, إنما هو تقييد للحرية وحرمان واضح من أسمى الحقوق. بل قد نجد المحتجبة أقل تأدية لواجباتها الدينية من تلك المعتدلة, التي تلبس لباساً عادياً.
وقد ظهر في الآونة الأخيرة سوء استعمال هذا الرمز الديني كوضعه لإخفاء القرع أو تهريب مخدرات وممنوعات بين ثناياه. فما الفرق بين امرأة تلبس جلبابها ولا تضع حجاباً وأخرى تضع الاثنين؟
سأقول: أن كلاهما لن يتعرض لمضايقات ومناوشات الشبان الواقفين عند أبواب الدروب والمتسكعين بين الشوارع. الخطير, إذن, هو لباس الخلاعة والعري وكل ما يثير الانتباه.
فيا نساء المسلمين لو كان أمر الحجاب يهمكن فلتعقدن مؤتمراً إسلامياً عالمياً للقطع في هذه القضية, فإما نساء مسلمات بالحجاب أو بلا حجاب. حتى لا تقول المحتجبة: "أنا أتقى من الأخرى" ولا العكس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية