الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام أحمق وأبله

محمد مشكور

2012 / 11 / 3
الصحافة والاعلام


إعلام أحمق وأبله
في بلد يعاني من حساسيات وجماعات متطرفة ومسلحة، ومعرض لهجمات إرهابية بين الحين والآخر، يأتي الإعلام العراقي ليزيد من حجم هذه الكارثة وليحرض على العنف والإرهاب.
بالأمس قامت قناة السومرية ببث برنامج "الهوا إلك" وقد كان موضوع حلقته "الشاذين جنسياً"، وبكل حماقة بثت القناة من خلال برنامجها في وسط الشاشة أسلفلها بخط كبير رسائل ال"sms" وكانت تتضمن عبارات تحرض على العنف والإرهاب، جاءت فيها كلمات من قبيل "حرق، رجم، قتل" وكلها كانت تطالب بحرق وقتل ورجم الشاذين جنسياً، حتى أنّ أحدهم طالب ب"سمطهم بتيزاب"، وبدلاً من دعم القانون والاحتكام له بات الإعلام العراقي يرعى عدم احترام القانون، فإظهار مثل هكذا رسائل تدعم وتعزز غياب القانون، بل وعدم اعتراض المقدم على متصلة قالت بأنها "لو تظفر بهم لسوف تقطعهم تقطيعاً"، وشكرها على مشاعرها التي وصفها بالنبيلة بدلاً عن الاعتراض كان كارثة حقيقية.
الآن باستطاعة أي أحد أن يقتل شاباً بدعوى أنه شاذ في ظل توتر أمني واضح، وبالتأكيد ستندد هذه القناة على أي حالة من حالات القتل (كما حصل مع الإيمو) وستسميه إرهاباً كانت هي أول من حرض عليه!.
لقد خالفت السومرية المادة (1-1) من لائحة قواعد ونظم البث الإعلامي لهيئة الإعلام والاتصالات والتي تنص على الآت: "(1-1) منع التحريض على العنف والكراهية:
تلتزم محطات البث والإرسال باحترام التنوع الاثني والثقافي والديني في العراق.
يمتنع أصحاب محطات البث عن بث أية مادة تنطوي بمضمونها أو نبرتها على:
أ) تهديد واضح بالتحريض على العنف وعلى الكراهية الاثنية أو الدينية، أو على الإخلال بالنظام المدني أو إثارة الشغب بين مواطني العراق أو الدعوة إلى الإرهاب أو الجريمة أو ممارسة نشاطات إجرامية، أو تهديد النظام الديموقراطي والسلم الأهلي والعملية الانتخابية، مع إبداء أقصى درجات الحرص في حال البرامج التي تبث وجهات نظر أشخاص أو منظمات يستخدمون الإرهاب أو يدعون إليه أو يستخدمون العنف أو غيره من النشاطات الإجرامية في العراق.
ب) تهديد واضح بإلحاق أذى عام مثل القتل أو الإصابة أو الإضرار بالممتلكات أو غير ذلك من أشكال العنف، وتعطيل قوات الشرطة أو الخدمات الطبية وغيرها من أجهزة النظام العام عن ممارسة واجباتها الاعتيادية."
واعتقد أن هذه القاعدة أو المادة أو اللائحة واضحة في عدم بث مواد تحرض على العنف وتهدد السلم الأهلي وتعطل عمل القانون وتحتكم لمفردات العشيرة (كما أوضح المقدم بأننا مجتمع عشائري)، وكما تم بث عبارات واتصالات من قبيل "هذولة ينرجمون، هذولة يستاهلون حرق، اسمطهم بتيزاب، لو الكفهم اكطعهم تكطع".
من جانب آخر أظهر البرنامج مطالبته على لسان المقدم الغارق في البلاهة بضرورة ايجاد شرطة آداب، ولعل المثير للسخرية أن البرنامج ما أن انتهى حتى ظهرت مشاهد مخلة بالآداب (أقول ذلك حسب مقاييس الآداب وشرطة الآداب)، وهي مشاهد للفنانة "رولا" ترقص في إحدى المسلسلات السورية التي بثت السومرية جزء من عملية تصويره أو ما يسمى ب"خلف الكواليس"، أيضاً من المثير للشفقة أن يطالب المقدم بشرطة الآداب في قناة إذا أردنا قياسها بمقاييس الآداب فهي بالتأكيد تصنف من القنوات "قليلة الأدب"، ولعل أبسط الأشياء وبما أن المقدم يطالب باحترام المجتمع العراقي (وكأنه مجتمع واحد غير متنوع) واحترام تقاليده ودينه، لعل أبسط الأشياء هو مقدمات السومرية في لباسهن وشعورهن، لماذا لا يدعو لحجابهن أو نقابهن وتتحول القناة إلى قناة للمنقبات كما حصل بمصر التي احترم منشئوا تلك القناة حسب زعمهم المجتمع المصري وتقاليده، على الأقل فليتحجبن، أليس هذا من الآداب التي يدعو إليها المقدم ويدعو لتفعيل شرطة لملاحقة "قليلي الأدب"، بالطبع أنا أقول ذلك حسب مقاييس الآداب التي يريد مقدم البرنامج وشرطته فرضها على الناس.
بالنتيجة المسألة تتعدى مناقشة حقيقية لمثل هكذا مواضيع كما تفعل المؤسسات الكبرى كالبي بي سي وغيرها، وتتجه باتجاه التهريج والبعثرة والغباء والبلاهة والحماقة.....
بالنتيجة نحن أمام إعلام يدين نفسه بنفسه بكل "تفاهة"، ويصنع من المواضيع المهمة والجوهرية "سفاهة"، ويرى في نفسه إعلاماً يستحق "الوجاهة"، هو إعلامنا العراقي "العاهة". محمد مشكور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و