الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون كردستان الحرة المستقلة منارة للحرية ؟

جاسم محمد كاظم

2012 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


" كردستان.... بلاد السحر والجمال تستلهم النفوس فتلهمها الشعر والخيال وتزيل مناظرها السأم والملل من أعين العراقيين الذي أتعبهم رؤى السهول والصحاري فيما بين النهرين "
هكذا يصف الصحفي الهولندي "ماليبارد" شعب كردستان في مذكراته الصادرة" نواعير الفرات " الصادرة في عام 1955 .
بدا نضال كردستان بعد الحرب العالمية الأولى من اجل نيل الاستقلال وبلغ تعداد الوفد الكردي إلى مؤتمر فرساي أكثر من تمثيل الوفد العربي الذي مثله فيصل بن الشريف حسين .
لكن تغير شكل المنطقة وظهور قوى جديدة بعد الحرب الكونية الأولى وظهور النفط بكميات كبيرة وانهيار الدولة العثمانية وتفكك أملاكها دفع "ونستون تشرشل" والاستعمار الحديث إلى خلق مناطق نفوذ جديدة بنظرية تمزيق المنطقة وسلخ أجزاء من مناطق معينة وضمها إلى مناطق جديدة فكان العراق كما يعبر عنة " اريك لوران" في كتابة " أسرار حرب الخليج " ص24
" أن الكيان العراقي شي مصطنع ظهر إلى الوجود بعد اتفاقيات "سايكس بيكو" بعد تشكيلة من قبل ثلاثة ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة"
حتى يصل بالقول "
وتعتبر الفكرة التالية أجمل تعبير عن الواقع العراقي "العراق حصيلة نوبة جنون أصابت تشرشل الذي أراد الجمع بين حقلين للنفط لا يوجد بينهما أي قاسم مشترك :كركوك والموصل .ولهذا السبب جمع ثلاثة من الشعوب التي لا يجمع بينهما جامع :الأكراد .السنة والشيعة "
رفض الأكراد هذه الفكرة كما يقول الكتب التاريخية ويصف ماليبارد نقلا عن لسان احد الشيوخ ممن قاتلوا من اجل نيل الاستقلال كما يقول في الصفحة 230 :
" رفض الأكراد فكرة الاتحاد مع العراق الجنوبي وقاتلت النسوة الكرديات مع أزواجهن وعشيرتهن وكان العراق في تلك الفترة يسعى إلى الاتحاد مع الأكراد ويسعى ضد انفصالهم عنة لكن هؤلاء الأكراد سرعان ما وضعوا أيديهم على خناجرهم المنحنية "
ويضيف ماليبارد "
" كان الشيخ محمود بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها أن بلادة ستحكمها بغداد عقد النية بان ي يقاوم كل قوة تخضع بلادة لهذا الحكم وأنة سوف يحارب ضد كل من ينازعه أمر استقلال الأكراد وإذا دعت الضرورة فأنة سيقاتل الانكليز أنفسهم "
وهكذا بدأت مأساة كردستان تستقبل القنابل بدءا من المحتل الانكليزي الذي تقول فيه كتب التاريخ :
" إن طائرات القوة الجوية البريطانية هي أول من قصفت ثوار الأكراد في السليمانية "
لكن التاريخ يضيف بالقول :
" أن الأكراد كانوا أسياد الموقف في المناوشات القريبة لأنة يتعذر على العدو الوصول إلى منعرجاتهم الجبلية لأنهم يمطرونه بوابل رصاصهم ويطاردونهم كما تطارد الكلاب الأرانب في مواسم الصيد "
واستمر النضال الكردي عصيا على كل الحكومات المتعاقبة بدءا بما يسمى بالعراق الوطني الانكليزي ولم تستطع كل الحكومات المتعاقبة من ثني عزيمته هذا وكسر شوكته وتسلحت اغلب هذه الحكومات العسكرية بسلاح موسكو المكفول بدفق النفط وضربت صواريخ "الميك" وقذائف الهيلي كوبتر ربى كردستان وسارت سرف الدبابات من "التي 55 "حتى "التي 72 " عبر القرى الوديان ودفع الأكراد دماء نقية تفوق دفق خزانات دوكان و دربندخان ولم يسجل التاريخ ويتحدث أبدا عن معارضة حقيقية لكل الأنظمة العسكرية المتعاقبة الحاكمة مثل ما سجل للشعب الكردي حتى أصبح الجبل رمزا للمقاومة ومن منا لا يتذكر تلك الكلمة المشهورة التي أطلقتها السلطات الحاكمة للنيل من هذا النضال " العصاة" التي أصبحت رمزا ولازمت النضال الكردي في كل مراحله .
ولم تدخل أسماء في الموسوعات السياسية لقادة حقيقيين مثل ما سجل لقادة المعارضة من الأكراد بدئا بالملا مصطفى البارزاني الذي تصفه الموسوعة البريطانية الصادرة في عام 1974بالقول :
"أنة يتصف بالهدوء وقلة الكلام لكنة يتمتع بالذكاء والمناورة واستطاع بحنكته من لم كافة أطياف القوى الكردية المعارضة حوله من اجل الاستقلال "
كردستان بثوارها قاتلت من اجل الاستقلال في زمن كانت فيه الدولة الدكتاتورية تتسلح بكامل عدتها ووضع دولي متشنج لا يسمح لها بإيجاد الذات لكن زمن اليوم قد تغير كثيرا بانهيار الدولة شكلا ومضمونا بكل جوانبها المحيطة بنظام عالمي جديد سمح لكل القوميات المختفية في الظل بالظهور إلى الواجهة وعاد الزمن إلى ما قبل ظهور الدولة في أرجاء المنطقة بدئا بميزوبوتاميا التي عادت إلى حكم العشيرة وحكم الطوائف المتصارعة الذي سيغلف قريبا كل المنطقة .
كردستان بجنسها الآري المحب للحرية وإنسانية الإنسان المختلف بالشكل واللون عن كل شعوب الأعراب المحيطة وعقيدة واقع عملي لا تتلاقى أبدا مع فتاوي الفقيه وأدران الدين ربما ستكون منارة للحرية تسمع من أرضها التي روتها الدماء أنغام الحرية لتوفر عنا عناء رحلات اللجوء لدول الجليد لنسمع من رباها مارسيليز آخر بكلمات تشابه تلك المنقوشة على أقدام نصب الحرية بنداء يقول :-
" يا من لفظتهم شواطئ الحرمان .
يا من اكتووا بظل القضبان .
يا من أرهقهم سوط السجان.
تعالوا فقط أليَ..
تعالوا فقط أليَ "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خرافة الجنس الآري
حميد كشكولي ( 2012 / 11 / 4 - 19:22 )
أن تكون كًردستان منارة الحرية أم لا فتلك مسألة أي الطبقات تقود النضال - التحرري- ، تشكلت جمهورية مهاباد لأقل من عام ، وكانت تمثل مصالح الااغوات والتجار الذين كانوا يشكلون الطبقة المستغِلة ، وابعد ما تكون عن مصالح الأكثرية المسحوقة أي طيقة الفبلاحين والكادحين. و منذ حرب الخليج الثانية اصبح زمام الحكم بيد الأحزاب القومية الكردية في كردستان العراق. فطوال هذه الفترة كفيل بالاجابة على سؤالك بالنفي حين نشهد مقتل صحفيين ، وانتحار نساء بشكل غير عادي و احتكار الحكم - بانتخابات ديمقراطية - و - نزيهة- . و ان عبارة - كردستان بجنسها الآري- غير سليمة و عنصرية فبعد مئات السنين من التعايش و الاختلاط والامتزاج بين الأقوام المختلفة لا يمكن الادعاء بأن شعبا ما يتمي الى عرق معين. و ان الكرد أنفسهم أيضا اقوام مختلفة ، الحركات القومية عاجزة بل غير مؤهلة لايجاد أرضية مشتركة بينها ليسقطوا عليها سلطتها. القوى الاشتراكية والتقدمية هي وحدها من يمكنها من خلق أسس التفاهم والاتحاد على أسس إنسانية.

تحياتي -

اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها