الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيرةِ داوود سلمان

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2012 / 11 / 3
الادب والفن


مِنْ سيرةِ داوود سلمان*
عبد الستار نورعلي

أقفرَتِ الأيامُ،
وجهُ مدينتِنا يغرقُ
في الأصداءْ:
هذا تاريخٌ يطوي الصفحةَ
منْ نجمٍ،
كانَ يضيءُ الأرجاءْ،

ريحٌ صفراءُ اجتاحَتْ رِحلتَنا
في ديوانِ الغرباءْ،

الموتُ نداءٌ دقُّ البابَ، افتحْ،
يا ذا النهرُ الدافقُ منْ أيامِ أزقتنا،
ضُمَّ بريقَ النجمةِ في أحضانكَ،
قد حانَ الساعةُ،
صارَ النجمُ غياباً
في واديكَ،
فضُمَّ القلبَ الخِصْبَ، انثرْهُ
في صحراءِ الكونِ،
ستزهو خضراءْ،

أمسى الدفءُ غِياباً،
فارفعْ
عطرَ الزمنِ الفاتَ كؤوساً،
واشربْ
نخبَ الآتي اليكَ جذوراً
تمتدُّ الى الغورِ
لتثمرَ أضواءْ،

جبلاً منْ جلمودٍ كانَ،
رقيقاً كانَ،
هبوبَ النسمةِ في البيداءْ،

عشقُ الأرضِ حقولٌ تُعشِبُ
في عينيهِ،
ولسانُ الصدقِ رحيقُ الخضرةِ
منْ شفتيهِ،
معينُ رِواءْ،

فارفقْ بالقلبِ الشاجي
برحيلِ الحادي الباهي،
يا زمنَ الأنواءْ!

أسدلَتِ الأيامُ اليومَ ستائرَها
فوق رؤوس الطيرِ،
فهامتْ...
تاهَتْ...
عنْ دربِ القنديلِ البارقِ
بينَ فضاءِ الباسقِ
ورصيدِ زمانِ بهاءْ،

أرخيْتُ القلبَ زهوراً
فوقَ التربةِ
تُنشدُ للقلبِ الغابَ
وللوجهِ الغابَ
وللصوتِ الغابَ
وأقامَ هديلاً
في الأهدابْ

ماغابْ
مَنْ يزرعُ حقلَ الأيامِ زهوراً،
وبذوراً،
وحبوراً،
ورواسيَ منْ صُلبِ القلبِ،
وجذوراً كالصخرةِ
في وادي الأحلامْ،

الأشجارُ مصابيحٌ،
وأهازيجٌ،
وأراجيحٌ،
وثمارٌ منْ غَرْسِ النهرِ،
وضوعِ العطرِ،
وصُبحِ الفكرِ،
وصلابةِ تلكَ الأيامْ

* داوود سلمان (داوي): هو المرحوم المُعلّم الفاضل، والكابتن السابق للمنتخب الوطني العراقي لكرة السلة، الذي انتقل الى رحمة الله في الرابع من شباط 2011، مُخلِّفاً وراءَهُ إرثاً ابداعياً رياضياً خالداً، وسيرةً طيبةً مشرقةً، وتاريخاً نضالياً كبيراً.

عبد الستار نورعلي
الأربعاء 31 تشرين الأول/أكتوبر 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم