الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راخوي وببغاء الأزمة !!

محمد المراكشي

2012 / 11 / 3
كتابات ساخرة


دخل الاسباني المقهور بأزمة راخوي ،التي تجتاح البلاد منذ توليه الحكم و إغراقه اسبانيا في وحل تدبير تقشفي للأزمة المالية الخانقة ،على زوجته على غير عادته حاملا الخيبة و قلة ذات اليد سائلا غياها إن "اخترعت" للأولاد ما يشبه قدر الحكايات القديمة..تفاجأت بالسؤال مخبرة إياه أن الكوميدور خال من اي شيء !! حتى و إن كان من بقايا طعام قابلة لصنع طورون كاذب !!
هذا و أكثر هو حال إخوتنا الاسبان الذين يعيشون أسوأ أيامهم في ظل اسوإ أزمة و بتدبير اسوإ حكومة في تاريخهم الحديث ! يبدو أن السيد راخوي شعر أخيرا بالخازوق الذي أقعده عليه الرائع ثاباثيرو !
لم يعد امام راخوي سوى التوسل في خطاباته الانتخابية الأخيرة للأقاليم لأن لا يتحول خسرانه الاقتصادي إلى خسارات سياسية ! و إن كان المقام الذي قال فيه ذلك يوحي بالهمز و اللمز لدعاة الانفصال في الباسك و كاتالونيا ،فإنه حقيقة الأمر غير ذلك ..إنه لايريد خسارة انتخابية فحسب !
قد يفهم متأخرا أن الزمن الذي كانت فيه روح الوطنية تحصد أصوات الناس و تبدل طريقها من خانات إلى أخرى في أوراق التصويت قد ولى منذ طرد الإسبان رئيسه السابق أثنار لمجرد أنه كذب على إيتا في تفجيرات مدريد ! لذلك ، ربما يمكنه أن يجرب طريقا آخر أسهل للتصديق.فالمشاعر في زمن الأزمة لامعنى لها إذا لم تأت بالعمل للذين أخرجتهم خطط راخوي إلى الشارع دون امل في ايجاد تكافل وتضامن من الدولة قبل المجتمع !
الناس في بلاد لوركا لم تعد تهتم بملاحق الثقافة أو اخبار الصحف ،فهوت مبيعاتها و سرح صحافيوها الذين كانوا إلى عهد قريب يحللون الأزمة فصاروا من ضحاياها ! و محبو الماطادور الاسباني فضلوا ان يبقوا في بيوتهم بدل اقتناء تذاكر لقاء منتخبهم أمام فرنسا ،في حين فضلت القنوات عدم شراء حقوق البث الخيالية للقائهم ببيلاروسيا ! فضل الناس و تلفزاتهم برامج الرسوم المتحركة و السلسلات على مالم يعد بإمكانهم التضحية من أجله !!
مالم يفطن راخوي له لحد الآن على مايبدو أنه غير من أمزجة الاسبان حتى كادت الأرقام المخيفة لمعدلات البطالة المتزايدة و التي جعلت إسبانيا في المقدمة مع نظيرتها اليونان تذهب بعقولهم..أزمة طالت و لاتريد أن تنتهي ! و الرخاء و القدرة على تدبير أحسن للأزمة الذي كان يعد به حين كان يزبد في انتخاباته السابقة أمام الاشتراكيين لم يكن سوى كلام انتخابات ! فصار اليوم مثل المجروب الذي يحاول أقرب حلفائه في انتخابات الأقاليم الابتعاد عنه و عن أحاديثه ما أمكن و إن كانوا ذوي قرباه السياسية كما وقع مع رئيس غاليسيا !
لم أكن أدري إلى حد قريب أن السياسيين الاسبان يمكنهم أن يتأثروا بانتخاباتنا ، فيقولون ما لن يفعلوا ،أو ما لن يستطيعوا فعله ! إلى ان جاء السيد راخوي محمولا على النعش الذي رتبه له ساباثيرو بعناية و دهاء !
أظن أن السيد راخوي ليس بكل هذا السوء في علاقته بنبض الشارع الاسباني،فهو على الأقل سمع بالنكتة الاسبانية التي تؤرخ للأزمة ! وسمع بالأكيد عن ذاك الزوج الذي طلب من زوجته قليلة الحيلة أن تطهو الببغاء الذي رافقهم زمنا ! فاجأته مرة أخرى أن لا أرز في البيت،ولا فرن كهرباء يعمل،ولا غاز في المنزل..ولا إمكانية مطلقا في المطبخ لتحويل الببغاء إلى وجبة غذاء !!
أمام اندهاش الإسباني وزوجته ،صاح الببغاء -الذي تابع حديثهما هلعا خائفا- في ما يشبه الزهو من الفرج: بـيـبـا راخوي !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت


.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال




.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب