الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الوراااء دُر

عصام علاء الدين الحلاق

2012 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الإجتماعات الأخيرة للمعارضة السورية تكشف للجميع مدى عمق الأزمة السياسية التي يتخبط بها كل من الشارع ومن يدعي بتمثيله ، وحدة الإحتقان المتصاعد بين الفرقاء السياسيين وإنعكاسه سلباً على الأرض السورية الذين لايستطيعون حتى اللحظة إيجاد أرضية مشتركة يلتقون عندها ويقفون من عليها متوحدين في وجه النظام الحاكم في سوريا.
فلاشك في أن النظام الآن يتداعى بقوة وهو في طريقه إلى التلاشي إلى جانب إنهيار البنى التحتية وتحول الحياة في سوريا إلى كابوس يعيشه الناس في يقظتهم ، ومما لاشك فيه أيضاً أنه وبمرور الوقت باتت فرص التوافق الهش بين أوجه المعارضة المتعددة في الإتجاهات والمصالح تظهر مدى حجم التباين الكبير في الرؤى في حين صارت الهوية الأيديولوجية معوقاً رئيسياً للتقارب.
كل ذلك كان له أثراً على المجتمع السوري بشكل حاد أدى إلى انقسامه إلى معسكرين ليسا بمؤيد ومعارض إنما يمكن توصيفهما بـ ( القوى الدينية ) التي انحازت وبشدة إلى الحركات الإسلامية وباتت تنفذ أحكامها الخاصة على الأرض السورية و ( القوى المدنية ) التي ترفض أسلمة الدولة وسيطرة الإخوان عليها والذين يشكلون واجهة المجلس الوطني ، الذي أصبح الآن درعاً يتلقى الضربات الموجعة من كل الجهات وحتى من مما يفترض بأنهم من أصدقائه من الدول العظمى كما حدث في التصريح الأخير لوزيرة الخارجية الأمريكية.
هذا كله استدعى الدعوة المتكررة في الآونة الأخيرة لانعقاد اجتماع الدوحة الخاص بالمعارضة السورية وآلية عملها في المستقبل والذي سيضم أحزاباً وحركات إسلامية ويسارية وليبرالية و نشطاء وفنانون وإعلاميون .
عند سؤال أي مواطن سوري وأخص بالذكر السوري الثائر حول جدوى تلك المؤتمرات والمجالس تكون الإجابة مختصرة وسريعة بأنها إجتماعات عقيمة لا تنجب إلا الخيبة للشعب السوري المتألم بعد أكثر من عام ونصف العام على انطلاق ثورة الكرامة والحرية.
هذا السؤال طرحته كثيراً على العديد من الناس لأجد أن الإجابة باتت من المسلمات وحتى إجابة المتفائلين منهم أظهرت بديهية القول بأنها سلبية.
أرى أنه لتحقيق تلك الوحدة بين الفرقاء المعارضين للنظام السوري لابد لنا من البحث عن أسباب عدم توحدهم والتي تنطوي في ارتباط أطراف منها بالخارج وبالتالي تبعيتها لأجندات خارجية إضافة إلى المراهنات التي تفصل بين البعض حول أدوارهم التراتبية ومغانمهم الشخصية وجهل قطاعات من المعارضة لحقيقة الوضع وتغيبهم عنه وعدم إدراكهم للخبر العاجل المستقر على شاشات التلفاز ليلاً ونهاراً هاهنا وها هناك والذي ينبئ بأن الثورة قام بها الشعب الثائر على النظام الحاكم لإسقاطه وتحقيق الحرية والديمقراطية وصولاً للدولة المدنية وأن أي تناقض آخر يستدعي النيل من همة الشعب الثائر ، وكل ذلك لا يفيد إلا النظام ولا يضر إلا بالثورة ويضعفها ويطيل عمر الأزمة السورية دون بصيص أمل لدى المواطن السوري حول نجاح الثورة وإسقاط الطاغي ومحاسبة المجرم أياً كان .
تدمير البلاد وقتل العباد تكفل به نظام الأسد في حين أن معارضته تكفلت في قتل الناس بجلطات دماغية وسكتات قلبية والآن تعمل على إنفاق ما تبقى من صبر الشعب السوري.
هذا ليس تشاؤماً ولا نقداً إنما هو بالعامي فشة خلق لمواطن سوري لم تقتله براميل النظام إلى الآن لكنه في طريقه إلى الموت اختناقاً من الروائح والغازات السامة التي تطرحها تلك المعارضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد