الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس عنف المليشيات السلفية جزء من استراتيجية تواصل الانقلاب على الحركة الثورية

بشير الحامدي

2012 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تونس ـ عنف المليشيات السلفية جزء من استراتيجية تواصل الانقلاب على الحركة الثورية

في واقع الصراع الدائر اليوم في تونس أصبح عنف المليشيات السلفية جزء من الإستراتيجية السياسية لقوى الإنقلاب على الحركة الثورية لبث حالة من الرعب والخوف في صفوف الجماهير ولقتل كل نفس مقاوم وخنق كل إرادة للمواجهة وردع جميع الفئات الشعبية وثنيها عن كل نضال ومقاومة.
عنف هذه المليشيات ومهما كان شكله واتساعه و أدواته ليس في الأخير إلا أحد أشكال عنف الدولة .
المتحكمون في أجهزة الدولة هم المخططون له و المستفيدون منه أولا وأخيرا.
هؤلاء هم الذين من مصلحتهم اليوم تعميم حالة عنف المليشيات الحزبية و توظيفها و التهديد بها.
هؤلاء هم من يدير هذا الصراع عبر كل واجهاته.
هؤلاء هم المستثمرون في عنف المليشيات.
مراكز القوى المالية والعسكرية والإستخبارتية والإعلامية المسيطرة هي من يخطط وينفذ كل هذا.
المنقلبون على الحركة الثورية هم الوحيدون الذين يعملون على أن يأخذ الصراع طابع صراع المليشيات ليتواصل بذلك نفودهم. وتلك هي استراتيجيتهم للجم الحركة الشعبية ووأد كل مقاومة على قاعدة إجتماعية.
بإشاعة عنف المليشيات وتوظيفه أوالتهديد به أو حتى التلويح به تكون دولة الإنقلاب قد نزعت عنها وعن أجهزتها كل الأوهام بأنها فوق الصراع أو يمكن أن تكون حكما فيه. إنها بذلك تؤكد أنها المؤسسة التي تنتج هذا العنف وتخطط له وتنفذه و ترعاه وتوظفه بشكل مباشر أوغير مباشر.
لئن وظفت سلطة الديكتاتور بن على بشكل مباشر جهازي البوليس والجيش كجاهزين أساسيين في قمع الجماهير منذ سقوط أول شهيد ليسقط الشهداء بالمئات فيما بعد لأن ذلك كان آخر قلاعه فإن القوى المنقلبة على الحركة الثورية ـ مراكز القوى المالية والعسكرية والاستخباراتية والإعلامية المسيطرة وعبر الفئة البيروقراطية السياسية التي ترعى مصالح هذه المراكز في الحكومة و أجهزة الدولة الإدارية وفي الأحزاب ليست في حاجة إلى حد الآن لتوظيف هذين الجهازين بالشكل المباشر السافر نفسه إلا في بعض المحطات من الصراع بما أنه بيدها أجهزة أخرى يمكن أن تؤدي نفس المهمة وتحقق نفس الهدف.
الهدف اليوم هو التهديد بعنف المليشيات.
الهدف اليوم هو الدفع نحو التقاتل وليكن حتى بين بعض المليشيات وجهاز البوليس أو حتى بين بعض أجنحة ومراكز النفوذ من داخل المؤسسة القمعية نفسها.
المهمّ الفوضى.
المهم نشر الرعب.
المهم نشر الخوف.
المهمّ أن ترتفع الأصوات من هنا وهناك تنادي بتطبيق القانون و تجرم العنف مهما كان مأتاه.
المهمّ أن نصل إلى مطالبة الدولة بتطبيق القانون. وأي قانون؟ إنه القانون الذي بموجبه سيكون القمع قمع الدولة شرعيا في نظر الجماهير.
المهم القضاء على كل إمكانية للمقاومة والرفض.
إستراتيجية إشاعة عنف المليشيات ليس لها من هدف في الأخير بالنسبة لمراكز النفوذ المالي و العسكري لنظام الإستبداد و الإنقلاب القائم غير تعبيد الطريق للعودة لطغيان القمع السافر من جديد.
في استراتيجيتهم عنف المليشيات السياسية هو الذي سيسهل وسيبرر المرور إلى وضع القمع السافر.
إننا في إطار نفس السياسة التي أرسى دعائمها العجوز البورقيبي المجرم الباجي قايد السبسي حتى قبل وصول النهضة للحكم عبر الإنقلاب الإنتخابي يوم 23 أكتوبر2011: مقايضة أمن الجماهير بالرضوخ للإستغلال والقمع والإستبداد وفرض ذلك بكل الطرق تمهيدا لموعد الصندوق القادم.
لا يمكن أن نقف ضد عنف و إرهاب المليشيات و نسكت عن قمع الجيش وعن محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي إرتكبها هذا الجهاز في حق الجماهير منذ 17 ديسمبر و إلى اليوم.
لا يمكن أن ندين عنف و إرهاب المليشيات و نسكت عن قمع ومحاسبة جهاز البوليس عن الجرائم التي قام بها في حق الجماهير قبل 17 ديسمبر وبعده.
الأدهى أن البعض يؤسس موقفه كله من عنف المليشيات على ضرورة أن يمارس جهاز القمع البوليسي دوره الموكول له: أي استبدال عنف بعنف وقمع بقمع. إنه في الأخير موقف يلتقي موضوعيا مع إستراتيجية المخططين والمستفيدين من هذا العنف المبرمج: قوى الإنقلاب على الحركة الثورية.
إنه في الأخير إلتقاء مع الإستراتيجية المناهضة لكل مقاومة.
إنه إلتقاء مع استراتيجية تعميم القمع باسم الدولة.
فهل القمع باسم الدولة ليس قمعا؟
و هل أجهزتها التي ستقمع ليست أجهزة ملوثة بالجريمة السياسية ومطلوب حلها فورا ومحاكمة العصابات المتنفذة فيها على الجرائم التي ارتكبتها؟
إن المطالبة اليوم بإيقاف عنف المليشيات يتطلب المطالبة بإيقاف كل قمع وكل إستبداد تحت أي مسمى كان. ومحاسبة كل المجرمين السياسين.
إن ذلك يتطلب محاسبة جهازي البوليس والجيش وإن المعركة بهذا المعنى تصبح معركة ضد الإستبداد بكل أشكاله ومحتواياته. إن ذلك يتطلب إستراتيجية وموقفا مضادا للإستبداد أي للدولة و النظام برمته.
إن ذلك يتطلب الحسم مع كل الحلول الوفاقية التوافقية مع قوى الإنقلاب على الحركة الثورية.
إن ذلك يتطلب منا العودة إلى ضحايا العنف ضحايا الإستبداد.
إن ذلك يعيدنا إلى الجماهير إلى الحركة الجماهيرية فهي وحدها القادرة على تحقيق أمنها و الإطاحة بإستراتيجة قوى الإنقلاب وبكل مخططاتها ولن يكون ذلك ممكنا إلا بالعودة بالوضع والصراع إلى طابعه الطبقي .
العدو ليس فقط المليشيات السلفية العدو هو قوى الإنقلاب على الحركة الثورية بكل مكوناتها ومراكزها المالية والعسكرية والسياسية والمخابراتية بما فيها المليشيات السلفية.
العدو هو قوى الإنقلاب الدولة والنظام: دولة الإستبداد ونظام رأس المال.
العدو هو كل هؤلاء الذين يدفعون في إتجاه توطيد سلطة الإنقلاب الثالث على الحركة الثورية.
ــــــــــــــــ
بشير الحامدي
03 ـ 11 ـ 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف