الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفعاليات الامازيغية متخوفة من ان تكون الحكومة غير جادة في تسريع التنزيل الدستوري للطابع الرسمي للامازيغية وبالتالي ان تتباطأ في تنزيل القانون التنظيمي لدواعي ايديولوجية صرفة

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2012 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


كيف تنظرون إلى سيرورة التطور الذي قطعه مطلب ترسيم الأمازيغية؟

راكمت الحركة الثقافية الامازيغية منذ بروزها تجربة نضالية محترمة استطاعت بها ان تدخل ضمن النسيج النضالي المغربي و بفضل تراكماتها النضالية وتضحيات الديمقراطيين ببلادنا أصبح نقاش التعدد الثقافي واللغوي ببلادنا ضمن النقاشات الكبرى في الوقت الذي كان من المستحيل في الماضي القريب الحديث عن حقوق لغوية وثقافية امازيغية والتي كانت توصف بالرجعية او تعتبر مناضليها ضمن المؤخرين والمميعين للصراع الطبقي فتساوى عداء الطبقة المثقفة المغربية المشبع بالقومية العربية والفكر الأحادي بنظرة مخزنية ترى في كل نقاش للتعدد الثقافي والفكري واللغوي تهديد للوحدة الوطنية ومسا بأركان الشرعية السياسية . الحركة الامازيغية بنضالها الحقوقي المشبع بثقافة حقوق الانسان بشمولياتها الكونية مستفيدة من التغييرات السياسية الوطنية والدولية الكبيرة التي حدثت استطاعت ان تفرض بعدا آخر في النقاش الوطني المغربي والمغاربي و تكون نسيج امازيغي نشيط في ظل الحصار وقلة الامكانيات لكنه لاقى تفهما من قبل الحركات الديموقراطية في الغرب فكان ميثاق اكادير الموقع بين الجمعيات الثقافية الامازيغية الست في 5 غشت 1991 ، وهو ميثاق طالب بدسترة الامازيغية وطالب باحداث معاهد للدراسات الامازيغية والاعتناء بالثقافة الامازيغية ومراجعة تاريخ المغرب وقراءته قراءة علمية تزيل عنه الاكاذيب والاساطير المؤسسة للفكر التاريخي المغربي. وبعد الميثاق التاريخي المعروف بميثاق اكادير تلاه ميثاق آخر جديد سمي بميثاق محمد شفيق وهو ميثاق دعا الى الاعتراف الرسمي بالطابع الامازيغي للمغرب ، وقد توجت الحركة النضالية الامازيغية باعتراف ملكي بضرورة اعادة الاعتبار للامازيغية وكان ذلك في خطاب اجدير التاريخي في اكتوبر 2001 الذي اسس لمنظور جديد في التعاطي مع الاختلاف اللغوي والثقافي ببلادنا مما سيتيح للحركة الامازيغية , التحرر من الاقصاء الحزبي والسياسي بالمغرب وتصبح كل القوى السياسية ملزمة بتغيير خطابها اقتناعا او انتهازية , لكن الحركة الامازيغية اعتبرت هذا المكسب التاريخي بالاعتراف الملكي في جوهره وطبيعته محدودا في غياب الاعتراف بالطابع الامازيغي للدولة المغربية بمقتضى دستور المملكة والتنصيص على الامازيغية لغة رسمية وتتبع ذلك قوانين اخرى تدمج الامازيغية في كل مناحي الحياة العامة ، هذه المطالب الامازيغية تحققت بشكل كبير في دستور فاتح يوليوز 2011 والذي كان انتقالا نوعيا في التاريخ السياسي المغربي بقطعه مع اساليب الاقصاء والتبعية للشرق والغرب واصبح المغاربة يكتشفون من جديد ثقافتهم ولغتهم وتاريخهم الحقيقي ولكن هذه المكاسب الدستورية لابد لها من مترجم حقيقي على الأرض وارضية قانونية تطبيقية تلاءم هذه المكتسبات لذلك فنحن جميعا نتطلع الى قانون تنظيمي ينصف الامازيغية وينزل الدستور الحالي تنزيلا سليما ذلك ما نأمله ونترجاه

2- ما هي انتظارات الحراك الأمازيغي إزاء القوانين التنظيمية لترسيم الأمازيغية؟

الحركة الامازيغية حركة مدنية ديموقراطية تؤمن بالعمل المؤسساتي وبتكامل الادوار بين السياسي والمدني وتؤمن كذلك بان معركة التنزيل السليم والديموقراطي للدستور وشقه المتعلق باللغة والثقافة الامازيغيتين عملية صراعية تحكمها قوانين الصراع السياسي المسنودة بموازين القوى ، معنى هذا الكلام ان الحركة الامازيغية مطالبة بالضغط السياسي والمدني والبحث عن شركاء ديمقراطيين في الحقلين السياسي والمدني من اجل ضمان تنزيل ديموقراطي وسليم لهذه القوانين ، فكما استطاعت الحركة الامازيغية ان تزحزح الفكر القومي الشمولي من مواقعه بالمغرب بنضالات كبيرة ومشهودة ستستطيع حماية مكسب رسمية الامازيغية وستقوم بمعارك نضالية غير مسبوقة اذا كانت هناك قوى تتربص بالامازيغية وتريد الالتفاف على المطالب الحقيقية للامازيغ ومنها حقهم الطبيعي في المشاركة في صياغة هذه القوانين التنظيمية وفي تطبيقها ، واعتقد ان هناك ارادة ملكية حقيقية لزعزعة المقدسات التراثية الاسطورية التي انبنى عليها الخطاب المغربي المستلب من الشرق والغرب وارادة امازيغية راسخة بأن الملكية هي الضامن الرئيسي للتنزيل السليم للدستور التقاء الارادتين على ان الامازيغية اساسية وجوهرية في البناء الثقافي والسياسي المغربي هي ما يجعل بلادنا استثناء ديموقراطي في مجال ديكتاتوري مقنع ليس بعيد عنا .

3- ما هو تصوركم لهذه القوانين المنظمة؟

تصورنا لهذه القوانين التنظيمية ينبني على قراءة شمولية للوضع المؤسساتي بالمغرب بمعنى ان الامازيغية تخترق جميع المجالات ويجب ان يشمل القانون التنظيمي جميعها ، ففي الاعلام نطالب المناصفة والمساواة ، في التعليم الامازيغية يجب ان تكون اجبارية وعامة في القطاعين الخاص والعام وفي مجال الادارة و التحرير الاداري, الامازيغية يجب ان تكون معتمدة هي الاخرى اسوة باللغات الاخرى المستعملة في بطائق التعريف الوطنية والجوازات ودفاتر الحالة المدنية والسجلات الصحية ، الامازيغية يجب ان تكون لكل المغاربة ان تعمم وان تكون لغة رسمية بمعنى الكلمة وليس استئناسا ، هذه التدابير التي تظهر وكأنها سهلة المنال وتقنية هي في جوهرها سياسية وتتطلب ارادة حكومية صادقة وتفاعلا مجتمعيا متقبلا لضرورتها وهذه هي الخطوات العملية التي أرى شخصيا بان تنفيذها سيكون مدخلا لمصالحة المغاربة مع تاريخهم وهويتهم وتفاعلهم الحضاري مع ثقافات البحر الابيض المتوسط ومع الثقافات العالمية الاخرى التي علينا الالتفات اليها لتجاوز الفوات الحضاري الذي نعاني منه.

4- ما هي تخوفات الفعاليات الأمازيغية من هذه القوانين المنتظرة؟

الفعاليات الامازيغية متخوفة من ان تكون الحكومة غير جادة في تسريع التنزيل الدستوري للطابع الرسمي للامازيغية وبالتالي ان تتباطأ في تنزيل القانون التنظيمي لدواعي ايديولوجية صرفة ، كما ان الفعاليات الامازيغية متخوفة من اقصائها في كل مراحل اعداد هذا القانون التنظيمي و تنظيمه لان موازين القوى داخل المؤسسة التشريعية اليوم لصالح القوى التي تكن عداءا للثقافة بصفة عامة وللثقافة الامازيغية بصفة خاصة ، ولو لا التحكيم الملكي ويقظة الحركة الامازيغية لتم اعدام الامازيغية منذ معركة الحرف والذي انتصروا فيه جميعا لحرف تيفيناغ العريق، لكن املنا كبير ان يكون حزب العدالة والتنمية صادقا مع المغاربة وان يحترم اردة ناخبيه الامازيغ وان يخرج قانون تنظيمي مشرف وديموقراطي ويحفظ له التاريخ المعاصر بالمغرب انحيازه للامازيغية في ظرف دقيق وحاسم في التاريخ السياسي المغربي المعاصر

5-هل تظنون أن معركة ترسيم الأمازيغية ستنتهي بإخراج هذه القوانين إلى حيز الوجود؟

ترسيم الامازيغية قضية مجتمعية تهم جميع المغاربة وقضية لا تقبل المساومة والانتظار ، فكما ان الحركة الامازيغية قاومت عندما كان الوعي القومي العروبي هو السائد والمسيطر وبتحالفه الموالي مع الحركة الاسلامية بكل تنوعاتها فإن الفعل الامازيغي صامد ومستعد للمقاومة من جديد ولكن هذه المرة مسلحا بترسانة دستورية وقانونية نحو دمقرطة فعلية للدولة والمجتمع ، الحركة الامازيغية حركة ديموقراطية تبتغي نشر افكار النسبية والاختلاف وترغب في مجتمع عادل ومتكافئ وبالتالي فالنضال الامازيغي ليس ثقافويا ولا محصورا بمطالب ظرفية بل هو سيرورة نضال المغاربة من اجل توزيع عادل للثروات من جل كرامة النساء والرجال أي أن الحركة الامازيغية لن تتوقف باقرار القوانين التنظيمية وستواصل كفاحها التاريخي ولكل مرحلة مطالبها واستراتيجياتها وتحالفاتها.

استجواب الاستاذ انغير بوبكر مع جريدة الجنوبية المغربية عدد نونبر 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال