الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرجوحته

رائف أمير اسماعيل

2012 / 11 / 5
الادب والفن


إصبعه المرتجف فوق الزناد .. وفوهة المسدس تلامس صدغ رأسه.
أما أن يضغط .. فينتهي كل شي .. او يتراجع .. فيبقى كل شيء ..
أما ان يضغط .. فيبدأ كل شيء.. أو يتراجع .. فينتهي كل شيء..
معادلة .. حلها أصعب من كل المعادلات
مازالت معادلة لحد هذه اللحظة .. الطرفان متساويان
ألم.. يدفعها بإتجاه اليسار وخوف من ألم.. يدفعها بإتجاه اليمين
جانب من القلق والشك والمجهول يدفع بإتجاه ان يضغط كي يدخل الى عالم جديد
وجانب من الإطمئنان والمعلوم يسحب بإتجاه أن لا يضغط كي لا يخرج من عالمه القديم
ثوب الحياة كان مبقع بالورود وعطرها بوجوه النساء وسحرها .. ببراءة الاطفال وخيالها
بعرق الكد اللذيذ .. بالجديد
ومبقع أيضا .. بالدماء ونتنها .. بغدر المرأة ومتاهاتها .. بالإخفاق والملل .. بالدوران حول محور .. يدور حول محور ..
أما ان يضغط فيرى .. او لا يضغط فيبقى في العتمة
أما ان يضغط فلا يرى .. او ان لا يضغط فيبقى بين الالوان
تسائل مع نفسه .. كيف تهيئت له الفرصة فوجد هذا المسدس أمامه بينما أخفاه عنه الكل
و تسائل .. لماذا يختار المنتحرون منطقة الصدغ من الرأس ليفرغوا بها كل آلامهم المحشوة في رصاصة واحدة.. هل قصدوا منطقة السمع وذاكرتها وضجيجها.. أم انهم قصدوا ما خلفها.. منطقة العواطف واضطراباتها ..
سرح بباله قليلا في الماضي ثم انتبه للحاضر .. مازال الاصبع يرتجف .. وعليه ان يقرر مسار المستقبل .. هل سيكون هناك مستقبل؟
ضغط ...........
جسمه توتر بأقصى درجة.. ثم بدأ يتراخى وينحل ويتفكك
شعر بوجود ثقبين في جانبي رأسه بينهما نفق صغير
لأول مرة استنشقت احشاء دماغه الهواء النقي
لأول مرة تنفست بشكل مباشر فتأكسدت كل الذكريات
تأكسد كل الكلام وبدأ يخرج من ذلكي الثقبين .. وتطاير مع الهواء
كل الأصوات المختبئة في أحشاء دماغه تطايرت ومعها مليارات الصور
عالم جديد .. جميل .. غير جميل
الاحاسيس والمشاعر مضطربة
حس.. إنه ذرات تنتشر في الفضاء
لكن الزمان لم يبدو زمان .. ولا المكان
وهو.. لم يبدو هو .. ولا.. الهو الآخر
... لم يحس بعدها بشيء
...................................................
أيقظته ابنته.. وهو على سريره في المستشفى
رآها قد تبسمت بوجهه ، ابتهاجا لعودة وعيه
.. بقربها كانت طفلتها تلعب بنفس المسدس .. لعبة أطفال أصرت ان تصطحبها معها أينما حلت ..
فهم مبدئيا ماحدث
التقارير الطبية التي اوردتها ابنته اليه .. انه أصيب بأنهيار عصبي بعد ان ضغط على المسدس ..
30/10/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??


.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي




.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط