الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان من الأحزاب الشيوعية والعمالية العربية

الأحزاب الشيوعية والعمالية

2001 / 12 / 9
الارهاب, الحرب والسلام



قابلت البشرية في مختلف القارات والدول باستنكار بالغ الهجمات الانتحارية في نيويورك وواشنطن. فبقدر ما أشاعت هذه الهجمات الرعب والهلع وحالة من الإحباط الشديد في أمريكا فأنها أشاعت جواً من السخط والاستنكار خارجها بسبب آلاف الأبرياء الذين سقطوا ضحية هذا العدوان.

لكن الاستنكار لا يعني عدم النظر إلى العمل الإرهابي على حقيقته، باعتباره في جانب أساسي منه ثمرة مرة للسياسة الأمريكية نفسها، وباعتباره في الجانب الآخر نتاجاً للسخط والنقمة العارمين المتصاعدين في العالم كله، على الظلم والعسف والاستغلال والاستهتار بالبشر والشعوب، وعلى الفقر والبؤس المتعاظمين على امتداد المعمورة.

أن ردة فعل الإدارة الأمريكية على الحدث وتصرفاتها التالية تشكل نوعاً من الارتباك والغطرسة والبعد عن العقلانية. فقد اعتبرته بداية حرب من نوع جديد تعلنه قوى الشر على قوى الخير، وقد تعهدت بخوض حرب صليبية طويلة الأمد حتى تحقق النصر. ودعت دول العالم للتحالف معها ضد الإرهاب وضد الدول والمراكز التي تؤوي الإرهابيين وتقدم لهم المساعدة. كل ذلك دون أن تصل إلى تحديد واضح بشأن المسؤوليات. فيصبح تصرفها اقرب إلى تصفية حسابات مع كل خصومها، وحادث التفجير وسيلة للمضي في سياساتها نفسها، أي سياسة السيطرة على العالم وإخضاعه للمصالح الأمريكية دون سواها.

أن الإدارة الأمريكية تتجاهل اذاً عن عمد العوامل الفعلية التي أدت إلى هذه الكارثة، وفي مقدمتها سياسة إفقار الشعوب ونهب ثرواتها، وتعطيل مؤسسات الشرعية الدولية ودعم الباطل الإسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني، ودعم سياسة إرهاب الدولة وغطرسة القوة ومحاولات الهيمنة والتفرد. وفي هذا مكمن الشر ومولد ردود الأفعال عليه. واكبر مثال على ذلك إعمال الابتزاز والأجرام التي تتبعها حكومة السفاح الدولي ارييل شارون متذرعة بأحداث أمريكا، مدعية أنها بما تقوم به ضد أبناء الشعب الفلسطيني إنما تساهم بقسطها في مكافحة الإرهاب.

أن هذا الوضع المعقد يتطلب من جميع الشرفاء في العالم العمل الجاد من اجل رفض هذه الأهداف الأمريكية والى دعم فكرة عقد مؤتمر دولي في إطار الامم المتحدة كانت دعت أليه سوريا وتتبناه حالياً مصر ودول أخرى اليوم. مثل هذا المؤتمر يستطيع انطلاقاً من الإحداث الأخيرة وما قبلها وضع تعريف شامل للإرهاب الدولي يميز بينه وبين أفعال المقاومة المشروعة. إذ ذاك يمكن إنشاء تحالف دولي ضد الإرهاب المتفق على تحديده وعلى قواه وادواته، وذلك بالتأكيد تحت إشراف الامم المتحدة ومسؤوليتها الحصرية.

أن مخاطر التوسع الأمريكي في التحرك بما يتخطى الرد على منفذي الهجمات، يطرح ضرورة اعتماد أقصى الحذر على المستوى العربي، دفاعاً عن المصالح العربية عموماً وعن شعب فلسطين على وجه الخصوص.

أن الولايات المتحدة ومعها العالم سيبقيان معرضين للإرهاب إذا ما بقيت قائمة السياسات الراهنة لواشنطن وما بقي قائماً الظلم والعدوان والاغتصاب، وحتى قيام نظام عالمي جديد تسوده العدالة والوئام والمساواة بين الشعوب.

20/9/2001

الحزب الشيوعي الأردني الحزب الشيوعي السوري الحزب الشيوعي العراقي

الحزب الشيوعي اللبناني الحزب الشيوعي السوداني الحزب الشيوعي المصري

حزب الشعب الفلسطيني











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع