الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسان المعدل فكرياً

محمود حامان

2012 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



كثير من العلماء والمفكرين تحدثوا عن الأغذية المعدلة وراثياً وعن ايجابياتها ومخاطرها على صحة بني البشر ولكن لم يتحدث أحد لا في الشرق ولا في الغرب عن الإنسان المعدل فكرياً وعن آثاره ومخاطره على بني البشر وعلى بلده واقتصاده .
نحن نعلم عندما يركب قلب صناعي أو كلية صناعية أو أحد الأطراف الصناعية لشخص ما لا يتحول الإنسان إلى إنسان آلي والسبب الذي يميز الإنسان عن الإنسان الآلي هو الدماغ لأن الدماغ هو مركز الذاكرة والوعي واتخاذ القرار .
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي أدوات صنع الوعي وصياغة الذاكرة على مستوى كل شعب من الشعوب لأن من يتحكم بهذه الأدوات يتحكم بالشعوب.
إن من أهم أدوات صنع الوعي وصياغة الذاكرة هي الإعلام المرئي والمكتوب والالكتروني والتعليم ومراكز الأبحاث وغيرها إذن من يا ترى يتحكم بالإعلام المرئي والالكتروني ومراكز الأبحاث في العالم. فعلى سبيل المثال ناتج دخل الولايات المتحدة الأمريكية من الدعاية والإعلان حوالي 425 مليار دولار هذه المبالغ لا تصرف فقط من أجل ترويج البضائع والخدمات بل أيضاً لتغير نمط سلوك المستهلكين وتفكيرهم وحتى إرادتهم أحياناً طبعاً لصالح الشركات الكبرى والمؤسسات والمنظمات مما سبق نستنتج أن الإنسان يتم تغييره بشكل تدريجي فكرياً وسلوكياً ليتحول إلى إنسان آلي استهلاكي تابع دون أن يشعر بذلك .
فمثلاً عندما تريد شركة ما خلق طلب فعال على سلعة ما تقوم من خلال طبيب أو عالم مأجور أو مركز بحث بإظهار فوائد تلك السلعة ونشرها على الانترنت مما يؤدي إلى زيادة الطلب عليها وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع سعرها أو بل العكس عندما تريد شركة ما إلى محاربة سلعة ما تقوم بنفس الآلية بإظهار مخاطر تلك السلعة و للأسف لا تنظر الشركات إلى الإنسان في الشرق إلا من منظور كائن استهلاكي .
إذن بدلاً من إن نطور الإنسان الآلي ليقوم بدور الإنسان الحقيقي ليخفف عنه العمل والتعب نقوم بتحويل الإنسان الحقيقي إلى إنسان آلي مبرمج وفق مصالح وأهداف تلك الشركات والمنظمات وبالتالي المستفيد الأكبر هو الشركات والدول الكبرى والخاسر الأكبر هو الإنسان والدول الفقيرة
فحتى عسكرياً سبب تفوق الولايات المتحدة الأمريكية في الحروب الحديثة هو ليس إرادة وقوة المقاتل الأمريكي على أرض المعركة كما يروجون في الأفلام الأمريكية بل نتيجة قيام الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الإعلام والمنظمات بالتغيير الممنهج للدولة المستهدفة من خلال إضعاف الروح الوطنية وإقناع الرأي العام والشعوب بأنها تحارب من اجل الديمقراطية والتخلص من الدكتاتور ومن جهة أخرى تقوم بتشجيع الدكتاتور بارتكاب الأخطاء والمجازر لجذب المواطن إلى صفها وبالتالي خلق بيئة مناسبة وسهلة لقبولها وهذا ما حدث في كل من العراق وأفغانستان فكان كل من الشعب العراقي و الأفغاني ينظر إلى العسكري الأمريكي بأنه المخلص له وليس العدو فبدلاً من مواجهته ومحاربته قاموا بحمايته وشكره إذا بغياب هذه الإستراتيجية لا تستطيع الولايات المتحدة أن تحارب أية دولة كانت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن