الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستضعفات على الأرض

مردخاي كيدار

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


بمناسبة يوم المرأة العالمي يتصاعد الحديث عن احوال المرأة في المجتمعات العربية والاسلامية وضرورة رفع شأنها وتحسين حالها وتمكينها في جميع ميادين الحياة. وكل من يتكلم عن "المرأة" يضع نصب أعينه المرأة العادية المألوفة التي تميل جنسيا الى الذكر وتريد الزواج من رجل ومعاشرته حين يأتي الوقت المناسب لذلك وإنجاب أولاده وتربيتهم. وهذه هي الصورة النمطية الوحيدة التي يحملها الرجل في ذهنه وكأن جميع النساء يملن للرجال. ولكن الجميع يعلمون ويتجاهلون في آن واحد ان هناك نسبة تتراوح حول الاثنين بالمائة من الإناث اللواتي يملن جنسيا ونفسيا لمثلياتهن ونسبة مشابهة اضافية ممن يملن للإناث والذكور في آن واحد.
ولكن احد المواضيع الحساسة والمسكوت عنها في مجتمعات العالمين العربي والاسلامي هو حالة المثليات والتمثيلية الدائمة التي يجب عليهن ان يمثلنها في جميع ميادين الحياة لا سيما الزواج من رجال واقامة علاقات جسدية معهم وانجاب أولادهم كرها منهن, غصبا عنهن واغتصابا اياهن نفسيا وجسديا.
فهل هناك من يجرؤ على التعرض لهذا الموضوع البالغ الحساسية في يوم المرأة العالمي؟ هل يعلم الناس أن المثليات لم يخترن ميلهن الجنسي ومن خلقهن على هذا الميل هو الله تعالى وحده? أفهل هناك للمثليات خالق آخر؟ فلماذا يعاقبهن المجتمع على ما فعل الله بحكمته وقضائه وقدره التي يعجز الانسان عن فهمها وادراكها؟ وعند كم من الإناث تشدد الشعور برفض أية علاقة مع أي رجل بسبب ما عانينه من ضرب وتحرش واغتصاب داخل العائلة وخارجها؟
وللمقارنة فقط – فإن المجتمعات الغربية ترى بالمثليات كائنات لها كامل الحق في الوجود ولهن منظمات وهن يقمن الاجتماعات والفعاليات ولهن تمثيل في البرلمانات وهناك بعض الدول التي تحترم رغبتهن في اقامة خلية أسرية دائمة أحادية الجنس مبنية على الشراكة والمحبة والمودة - وكل هذا انطلاقا من مبدأ حرية الانسان ليدير حياته كيفما شاء وبناء على قاعدة القبول بالآخر بكل ما لديه من ميول ورغبات طالما لا يضر بالآخرين.
وهناك اليوم في العالمين العربي والاسلامي الكثير ممن يتكلم بجدية ومصداقية لا اشك فيها عن ضرورة نشر ثقافة التسامح والانفتاح واحترام الغير والقبول بالآخر وحقوق الأقليات, والى كل من هؤلاء أتوجه بالاسئلة التالية:
* هل تعترف بوجود ظاهرة النساء والفتيات اللواتي يملن جنسيا ونفسيا لبنات جنسهن؟
* هل تقر بانهن خُلقن على ميلهن هذا بأيدي الخالق الأوحد جل جلاله؟
* هل تعترف بحقهن في الشعور بهذا الميل؟
* هل تتفهم عدم رغبتهن الزواج من ذكور واقامة علاقات معهم؟
* هل توافق على اقامة جمعيات للمثليات يتمكنّ من خلالها الالتقاء ومشاركة الآلام وتبادل الآمال؟
والسؤالان الأخيران والاكثر أهمية خاصة اذا اجبتَ بالإيجاب على الأسئلة أعلاه:
* ماذا تفعل ببنتك أو بأختك لو تبين لك فقط انها مثلية؟
* وماذا تفعل بها لو انتشر الخبر عن حقيقتها في بيئتك العائلية والاجتماعية؟

الجواب البسيط لجميع هذه الاسئلة المربكة والمحرجة هو انه عندما تتحرر المجتمعات العربية والاسلامية من ثقافة العيب التي تتحكم بها بصورة مطلقة ستتحرر جميع النساء – العاديات والمثليات – من عقدة العار والعيب مما يتيح لجميعهن الفرصة لأن يكنّ كما في رغبتهن ان يكنّ, وحتى ذلك الحين تبقى المجتمعات العربية والاسلامية بما فيها من رجال ونساء أسيرة عقد ثقافة العيب التي ترى بالمرأة عارا وبالمثلية كائنا لا حق له في الحياة.
وفي حقيقة الأمر كان من الجدير بي ان اتكلم بنفس اللهجة أيضا عن الذكور اللذين يميلون لأبناء جنسهم ولكن كرستُ كلامي للإناث فقط لان العالم الذكوري خصص للمرأة يوما واحدا فقط في العام بينما تسلط على مجريات الأمور وجميع الحقوق في سائر أيام السنة...

مردخاي كيدار
قسم الدراسات العربية, جامعة بار ايلان, اسرائيل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين