الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والانتخابات المحلية في قطاع غزة

دنيا الأمل إسماعيل

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


حتى عام 1967، لم يكن في قطاع غزة، سوى بلديتين، في كل من مدينتي غزة؛ وخان يونس. وظل قانون البلديات لعام 1934، الذي أصدرته حكومة الانتداب البريطاني، سارياً طوال فترة الوصاية المصرية، ما أبقى البلديات بعيدة عن الممارسة السياسية الفاعلة مع إبقاء الطابع التقليدي للقوى السياسية شبه الإقطاعية، مسيطرة على العمل السياسي والاجتماعي في تلك الفترة، دون الاهتمام بالمتغيرات السياسية والاجتماعية العميقة التي أعقبت نكبة العام 1948.
ومنذ الانتداب البريطاني، ومروراً بالوصاية المصرية، ثم بالاحتلال العسكري الإسرائيلي، وحتى دخول السلطة الوطنية، انتهاءً بالعام 2004، لم يتم إجراء أية انتخابات بلدية في القطاع.
وعلى الرغم من أن النظام العسكري الإسرائيلي، "سمح" في العام 1974، بحق التصويت للمرأة الفلسطينية، لكن هذا لم يعطها حق خوض انتخابات المجالس البلدية، لأسباب كثيرة، منها: عد إعطاء شرعية للاحتلال وقراراته، وعدم إدراج هذه القضية على أجندة العمل النسوية، التي كانت مشغولة في ذلك الوقت بالهم السياسي التحرري، ثم النظرة التقليدية للمرأة، وحصرها في إطار الدور المنزلي وما يشابه، باستثناء الموقف من المشاركة في العمل النضالي.

بعد دخول السلطة الوطنية الأراضي الفلسطينية، لم يتغير الأمر كثيراً، فالإرث التاريخي نحو المرأة، ظل مسيطراً بطريقة أو بأخرى، مع حدوث تغيرات طفيفة، تطلبت تضحيات الكثير من النساء. وربما يعود عدم اهتمام السلطة الوطنية الفلسطينية بموضوع انتخابات البلديات، كونها ذات طبيعة خدمية بالدرجة الأولى، تحتاج إلى جملة من السياسات التنموية لم تكن السلطة جاهزة لها بعد، عوضاً عن غلبة الطابع السياسي على أعمال وتوجهات السلطة ووزارتها وهيئاتها الأخرى وهي تعيش مرحلة التأسيس الأولى على أرضها وبين شعبها.
مع نهاية العام 2004، كانت الاستعداد تجري على قدم وساق، للتحضير للانتخابات البلدية في مرحلتها الأولى، إلى أن أجريت في 27/1/2005، في عشرة دوائر انتخابية، بلغ عدد سكانها195, 267 مواطناً ومواطنة، أي حوالي 14% من إجمالي عدد سكان قطاع غزة، وكان عدد من يحق لهم الانتخاب فيها 89, 998 فيما بلغ عدد مقاعد المجالس المحلية للدوائر العشرة 118 مقعداً، تنافس عليها 414 مرشحاً بينهم 68 سيدة، وقد شارك في الانتخابات ما نسبته 67% من يحق لهم الانتخاب، وكانت أعلى نسبة للمشاركة في قرية المصدر( 95,97%)، بينما كانت أدنى مشاركة في دير البلح حيث بلغت النسبة (54, 35%) .
وقد أفرزت نتائج الانتخابات عن فوز 20امرأة، بوقع سيدتين في كل دائرة، وفق التوزيع، الذي أقر في نظام الكوتا النسوية، وبلغت نسبة من فزن 17% من إجمالي الفائزين، فيما استفاد من نظام الكوتا 8 نساء، أي بنسبة 40% من الناجحات، بينما تمكنت 12 امرأة من الفوز دون نظام الكوتا، وهو مؤشر إيجابي، غير أنه تجدر الإشارة هنا إلى أنّ نسبة من نجحن في انتخابات البلديات لم تتجاوز النسبة التي أعطاها نظام الكوتا، أي 17%، لكنه يعد في النهاية انجازاً كبيراً، قياساً بالوضع السابق، ويمثل خطوة مهمة على طريق تحقيق المساواة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو