الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


10 استراتيجيات للتحكم فى الشعوب

حسام الحداد

2012 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


1- استراتيجية الالهاء
هذه الاستراتيجية عنصر اساسى فى التحكم بالمجتمعات ، وهى تتمثل فى تحويل انتباه الرأى العام عن المشكلات الهامة والتغيرات التى تقررها النخب السياسية الاقتصادية ، ويتم ذلك عبر وابل متواصل من الالهاءات والمعلومات التافهة ، وهى استراتيجية ضرورية ايضا لمنع العامة من الاهتمام بالمعارف الضرورية فى ميادين مثل العلوم ، الاقتصاد، علم النفس ، علم الحواسيب ... الخ
حافظ على تشتت اهتمامات العامة ، بعيدا عن المشكلات الاجتماعية الحقيقية ، واجعل هذه الاهتمامات نحو مواضيع ليست ذات اهمية حقيقية ، اجعل الشعب منشغلا ، دون ان يكون له اى وقت للتفكير ، حتى يعود للضيعة مع بقية القطيع " انابيب الغاز ،البنزين ، التحرش الجنسى ....الخ المشكلات التى تصنعها النخبة الحاكمة "

2- ابتكر المشكلات .. ثم قدم الحلول
هذه طريقة تسمى ايضا " المشكل – ردَة الفعل – الحل " فى الاول نبتكر المشكلة أو " موقف متوقعا لنثير ردة فعل معينة من قبل الشعب " وحتى يطالب الشعب بالاجراءات التى نريده ان يقبل بها ، مثلا " ترك العنف الحضرى يتنامى (نشر البلطجة وحالات الاختطاف)، او تنظيم تفجيرات دامية ( كنيسة القديسين فى عهد مبارك ، احداث سيناء فى عهد مرسى ) ، حتى يطالب الشعب بقوانين امنية على حساب حريته ، أو ابتكار أزمة مالية حتى يتم تقبل التراجع على مستوى الحقوق الاجتماعية وتردى الخدمات العمومية كشر لابد منه ..

3- استراتيجية التدرج
لكى يتم قبول اجراء غير مقبول ، يكفى ان يتم تطبيقه بصيغة تدريجية ، مثل اطياف اللون الواحد( من الفاتح الى الغامق ) على فترة تدوم 10 سنوات ، وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصادية الجديدة بين الثمانينيات والتسعينيات من القرن السابق : بطالة شاملة ، هشاشة ، مرونة ، تعاقد خارجى ورواتب لا تضمن العيش الكريم ، وهى تغيرات كانت ستؤدى الى ثورة لو تم تطبيقها دفعة واحدة

4- استراتيجية المؤجل
وهى طريقة اخرى يتم الالتجاء اليها من اجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتى يتم تقديمها كدواء " مؤلم ولكنه ضرورى " ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب فى الحاضر على تطبيق شيئ فى المستقبل ، وقبول تضحية مستقبلية يكون دائما اسهل من قبول تضحية حينية
اولا : لان المجهود لن يتم بذله فى الحين
ثانيا : لان الشعب دائما له ميل لان يامل ان " كل شيئ سيكون افضل فى الغد " وانه سيكون بامكانه تفادى التضحية المطلوبة فى المستقبل واخيرا ، يترك كل هذا الوقت للشعب حتى يتعود على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين اوانها

5- مخاطبة الشعب كمجموعة اطفال صغار
تستعمل غالبية الاعلانات الموجهة لعامة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولى ( اعلانات الوعى بالدستور على اون تى فى وغيرها ، وقبلها الاعلانات الارشادية للاستفتاء الدستورى وانتخابات البرلمان بغرفتيه ) وكثيرا ما تقترب من مسوى التخلف الذهنى ، وكأن المشاهد طفل صغير او معوق ذهنيا ، كلما حاولنا مغالطة المشاهد ، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة ....لماذا ؟
اذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا فى سن الثانية عشر ، ستكون لدى هذا الشخص اجابة أو ردة فعل مجردة من الحس النقدى بنفس الدرجة التى ستكون عليها ردة الفعل او اجابة الطفل فى نفس هذه السن

6- استثارة العاطفة بدلا من الفكر
استثارة العاطفة هى تقنية كلاسيكية تستعمل لتعطيل التحليل المنطقى ، وبالتالى الحس النقدى للاشخاص . كما ان استعمال المفردات العاطفية يسمح بالمرور للاوعى حتى يتم زرعه بافكار ، رغبات ، مخاوف ، نزعات ، سلوكيات . وهذه الاستراتيجية يمارسها ويعتمد عليها التيار المتأسلم بشكل كبير جدا فى السيطرة على الشارع

7- ابقاء الشعب فى حالة جهل وحماقة
العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيا والطرق المستعملة للتحكم به واستعبادة.
يجب ان تكون نوعية التعليم المقدم للطبقات السفلى هى النوعية الافقر ، بطريقة تبقى اثرها الهوة المعرفية التى تعزل الطبقات السفلى عن العليا غير مفهوم من قبل الطبقات السفلى (المناهج وطرق التعليم الحكومية والمناهج وطرق التعليم الخاصة والاجنبية )

8- تشجيع الشعب على استحسان الرداءة
وهذا من خلال نشر السلوكيات الرديئة فى الافلام والمسلسلات والاغانى وغيرها من طرق الاتصال الجماهيرى

9- تعويض التمرد بالاحساس بالذنب
جعل الفرد يظن انه المسؤل الوحيد عن تعاسته وان سبب مسؤليته تلك هو نقص فى ذكائه وقدراته أو مجهوداته ، وهكذا ،بدلا من ان يثور على النظام القتصادى ، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب وهو ما يولد دولة اكتئابية يكون احد اثارها الانغلاق وتعطيل التحرك ، ودون تحرك لا وجود لثورة

10- معرفة الافراد اكثر مما يعرفون انفسهم
خلال الخمسين سنة الماضية حفرت التطورات العلمية المذهلة هوة لا تزال تتسع بين المعارف العامة وتلك التى تحتكرها وتستعملها النخب الحاكمة . فبفضل علوم الاحياء ، بيولوجيا الاعصاب ، وعلم النفس التطبيقى ، توصل " النظام " الى معرفة متقدمة للكائن البشرى ، على الصعيدين الفزيائى والنفسى ، واصبح النظام قادرا على معرفة الفرد المتوسط اكثر مما يعرف نفسه ، وهذا يعنى ان النظام فى اغلب الحالات يملك سلطة على الافراد اكثر من تلك التى يملكونها على انفسهم ( المقصود بالنظام هنا هو النظام الرأسمالى وليس نظام الحكم فى دولة ما )

حسام الحداد
النقاط الاساسية من كتاب نعوم تشومسكى " اسلحة صامتة لحروب هادئة "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلم هو الحل
صلاح ( 2012 / 11 / 10 - 14:28 )
طرح رائع يا استاذ حسام وأود أن أضيف أن ثقافة الشعوب هي التى تحول بينها وبين كل مخططات الذين يودون السيطرة عليهم
تمنياتي بمزيد من التألق

اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |