الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصيات فيلية... تاريخ مبهم وحاضر ضائع

علي حسين غلام

2012 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



المكون الفيلي كباقي مكونات الشعب العراقي كان تحت نير ظلم الحكومات الدكتاتورية وعانى الكثير من الإضطهاد والتنكيل والقسوة مما جعل معاناتهم ضعف ماعاناه الأخرين، وبعد سقوط الطاغية تنفس الصعداء في المرحلة الإنتقالية وحاول لملمة شتاته الذي أنصهر جزء كبير منه بين القوميات الأخرى هرباً من التسفير والملاحقة، وكان لابد من وجود شخصيات كفوءة موضوعية تقود هذا المكون وتتصدى للعملية السياسية في سبيل الحصول على الحقوق الوطنية وأعادة الممتلكات المغتصبة، وقد أختلطت أوراق شخصيات الداخل مع التي قدمت من الخارج والتي أدعت بعضها بباعها الطويل في السياسة وألاعيبها وخفاياها نتيجة نضالٌ عمرهُ أكثر من عشرين عام إضافة الى علاقاتها الشخصية مع كثير من قادة ورموز الأحزاب الكبيرة الموجودة على الساحة وفي السلطة، وبالرغم من هذه الوشاجة والعلاقات القديمة والباع الممشوق إلا أن أغلبهم لم يستطع أن يقدم الشيء النزير لنفسه قبل أن يحقق الوعود المنشودة للفيلية التي قطعها في خضم الفوضى العارمة التي سادت العملية السياسية وضبابيتها في حينها ليختاروا الطريق الوعر المليء بالأخطاء الكثيرة ومن الصواب القليل، لقد حاول هؤلاء أختزال الفيلية بهم والتحكم بمصيرها وإيهام القوى السياسية بأنهم الممثلين الحقيقيين عن إرادتها وحاملي رايتها وأنهم قادة واقع الحال بالرغم من عدم شعبيتهم وكثرة عيوبهم ومثالبهم، وتحايلوا على تلك القوى كونهم العقول المدبرة للقرارات أو المواقف التي تتخذ أزاء الأحداث أو الأمور التي تتعلق بالوضع العام الفيلي، بالمقابل لم يعطوا الفرصة الحقيقية لشخصيات الداخل للمشاركة معهم في إدارة دفة المركب والسير حثيثاً ومعاً بخطوات ثنائية متوازية لتحقيق الطموحات المشروعة وآمال المضطهدين في الداخل بشفافية إضافة الى ما يتطلعون وما يصبون اليه بالرغم من إختلاف الثقافة والرؤى السياسية وإشكالية الوعي والإدراك بواقع المجتمع الفيلي الداخلي، لم يمنحوا للحوار الحقيقي العقلائي فرصة في سبيل إنضاج وبلورة مشروع فيلي يتناسب مع مستجدات الوضع العام بعد السقوط، وكذلك العمل على تظافر الجهود وتعاضد القدرات لإستغلال وتسخير الفرص الذهبية التي منحت للفيلية بما يتلائم وطبيعة المرحلة، فقد كانت جلساتهم مغلقة خاصة بهم يطبخون ما يشتهون ويرسمون ويخططون لمنافعهم الشخصية ويقدمون الفتات الى الأخرين ويصرون الضحك على الذقون والأستخفاف بالأخرين وإستغفالهم وأعتبار أغلبية المجتمع الفيلي ساذجين لا يفهمون ولا يعرفون في السياسة شيء، وتعمدوا النيل من الشخصيات التي تقف بالضد وتعرف ألاعيبهم ودروبهم الملتوية أو تختلف معهم في طرح الأفكار والبرامج او تتقاطع في تفسير الأحداث وتلمس المعوقات وتحديد المشكلات وأسلوب معالجتها أو الخلاف في تصنيف الأوليات والمهمات التي يجب أعتمادها ضمن أستراتيجيات العمل السياسي وخلق بيئة صالحة وناجحة للإتصال والتفاهم مع القوى السياسية الأخرى، ينالون من الأخرين بالتسقيط والشتم وهو مرضٌ يستشري في نفوسهم من أيام المعارضة التي خلت، ناهيك عن تشويه صور الأخرين وإستصغارهم وعدم الإعتراف بهم وإتهامهم بسيل من الإتهامات الباطلة إضافة الى تلفيق أقوالهم وألصاق أخرى بهم لمآرب شخصية وبأسلوب بذيء رخيص يدل لؤم وحقد يملئ قلوبهم، إن التأريخ المبهم وحده الذي ربطوا أنفسهم به لا يكفي لكي يعطي الشرعية لهذه الشخصيات في سرقة إستحقاقات وتضحيات والنضال الفيلي عموماً والداخلي خصوصاً، لقد كان هذا التاريخ سراباً ووهماً تشوبه الشكوك والريبة فضلاً عن غموض إرتباطاتهم التي عليها استفهامات كثيرة، تأريخ ليس له أثر أو تأثير في المسيرة الفيلية طيلة فترة المعارضة كما تسمى في قواميسهم النضالية، والأنكى نسمع الهوائل عن سيرهم الذاتية ومواقفهم وقصصهم ومشاوريهم المكوكية بين الأحزاب والقوى المعارضة والتي تنقصها الدقة وتحتاج التمحيص فيها كونها خالية من المصداقية والمنطق والموضوعية، جل غاياتهم الحلم بالمناصب والمكاسب الشخصية والجاه والمال من خلال جراحات الفيلية التي لم تندمل بعد وحيث لم يجدوا لهم مكان أو موقع في الأحزاب والكيانات والحركات الأخرى التي تمتلأ بالشخصيات الفيلية (واللبيب بالأشارة يَفهمُ)، بعضهم شخصيات متكبرة لا تقبل الإستشارة أو رؤى جديدة إضافية، صلدة تستأسد على بني جلدتها وحمل وديع مع الأخرين، وتقليدية متكلسة بصدأ التاريخ الجاف وقد عشعشت أفكار المعارضة في عقولها ما زالت تعيش مستنقع الماضي وترتدي عباءتها وبرؤى سطحية لا تمت الى الواقع الحاضر بصلة تختزل نفسها بذلك التأريخ والنضال ليس فيهما ومضات ولا إضاءات تستطيع أن تستنهض الهمة والعزيمة في المجتمع لتحقيق الأهداف والطموحات، ولا قدرة لإضافة روح فعالة جديدة وتنشيط الروح في الجسد الفيلي المثخن بالجراح في سبيل الوقوف بقوة في وجه الرياح العاتية والتحديات والمحن والصعاب بعد التغيير وتحمل أزر واقعه المرير المفعم بالإتكالية السياسية والنكوص المعنوي وفقدان الهوية وضعف ووهن في الذات، طفيليين تسللوا الى الواقع الفيلي الجديد عبر بوابات مختلفة وبعناوين ومسميات متنوعة، وقطعّوا أوصال هذا الجسد العليل بسكاكين المصالح الذاتية، وأصبح التشرذم والأنقسام سمة المجتمع بدلاً من التوحد ورص الصفوف، وبمعاول الهدم دمروا الصرح الفيلي وما تبقى من أواصر وعلاقات تربط أبناء المجتمع، وزادوا ألماً لألامهم وخلافاً لأختلافهم وخلقوا تصارعاً وتضاداً بينهم وأمسى المكون الفيلي خنادق عدة، وأشاعوا الفوضى السياسية حتى أضحى الشارع الفيلي دكاكين وشبابيك لمن هب ودب وهرج ومرج في سوق النخاسة السياسية كلاً يغنى على مصلحته النفعية بطريقته وأسلوبه، لتحتار القوى السياسية الأخرى مع مَنّْ تتعامل وتتفق وتتحاور، وبفعلهم هذا ضاع الخيط والعصفور.
فمن الواجب الوطني والشرعي عموماً والفيلي خصوصاً إحاطة الجماهير علماً بكل شيء من خلال قراءة موضوعية وشفافة ونقد بناء لمجريات الأحداث والأمور التي جرت وتطوراتها وتوضيح نتائجها السلبية لمعالجتها، ولا ننسى إن هناك إيجابيات قد حصلت يجب إستثمارها بالشكل الأمثل وتطويرها، وكذلك تعرية ونشر غسيل كل الذين يريدون السوء بالمجتمع الفيلي وأصبحوا وبالاً عليه، وسد الأبواب وغلقها محكماً بوجه أولئك الذين تعلو مصالحهم الفئوية والشخصية على المصالح العليا للفيلية، وتأليب الرأي العام ضدهم ومحاصرتهم والحيلولة لعدم إنتشار خداعهم وتأثيراتهم على البسطاء وطيبي القلوب وقليلي الخبرة والدراية من ابناءنا، وأن لا نضع مستقبل أجيالنا لتذبح أحلامهم بيد من يغامر ويقامر بقضيتنا ببضاعة فاسدة كاسدة أكل الزمن عليها وشرب، ولا ننسى الأمس القريب إستقتالهم وهرولتهم عند الإنتخابات وسلحفايتهم بعد أنتهاءها لتدق بعدها نواقيس النفاق وتنصب الشماعات للأخفاق المشين وتقديم المبررات للسقوط الذريع مشوباً باللغط والإسقاط السياسي والشخصي والقذف والذم، لذا يجب تنوير العقول والتنبيه الى حقيقة ذات أهمية إن التاريخ ليس شرطاً مقدساً ليميز صاحبه للأستحواذ على المكاسب والإستحقاقات الفيلية والتفرد بها على حساب أخرين وإلى ألغاءهم، وفي الوقت نفسه ندعوهم لتجاوز الماضي من منطلق حرصنا عليهم لأنهم أخوتنا وأبناء جلدتنا، ندعوهم الى العودة الحقيقية الى رشدهم وصوابهم وخلع ثوب الأنوية والنرجسية والأندماج ضمن المشروع الفيلي الهادف الى إستحصال الحقوق الوطنية والمشاركة في العملية السياسية بشكل فعّال، ومهما يكن فهم فيليون ومراجعتهم للنفس والذات من حلم الرجال وفضائل الأعمال ورشد العقول ودلالة على الوعي وأدراك الصواب الذي يعزز المسيرة الفيلية ووحدة الصف ويقوي العزيمة وتظافر الجهود من أجل النهوض بالواقع الفيلي والتقدم نحو غد مشرق تنير درب أجيالنا الفيلية القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه