الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!
شوقية عروق منصور
2012 / 11 / 5مواضيع وابحاث سياسية
من الحكمة أن لا يكسر الأعرج عصاه على رأس عدوه.. هكذا قالوا، ولكن من يضمن لنا ضبط النفس والروح وفوران الدم؟! من يضبط الشماتة وهي خارجة تتسكع ضاحكة على إيقاع الصور والصراخ والمياه التي غمرت الأخضر واليابس، وقامت بتخريب كل شيء أمامها؟! لا أحد يضبط التشفي، لأن عدم الاستماع إلى صهيل الوجع في الذاكرة والجروح المفتوحة معناه أننا لا نحس، وجلودنا قد بعناها بثمن بخس إلى الحمير.. عذراً منها!
إعصار "كاترين" والآن إعصار "ساندي".. أسماء أنثوية تملك الدلال وتنبض بالغنج والسقوط في فخ التفاصيل الجسدية. لكن "كاترين" و"ساندي" توأم الغضب الساطع دفعتا الولايات المتحدة إلى فتح أبواب الذعر والخوف والهروب.
ها هي أمريكا، التي تحمل الكرباج للعالم وخاصة للشعوب الفقيرة والشعوب النامية والشعوب التي ابتلت بأنظمة سياسية وتثقفت على الانحناء والإمساك بالثوب الأمريكي كأطفال تائهين في سوق شعبي، ها هي أمريكا تذوق لعنة الطبيعة وتنكسر تحت ضرباتها وتغرق في مياهها..!
صور الإعصار "ساندي"، التي نقلتها الفضائيات ووسائل الأعلام الباكية، بيّنت اللحم الأمريكي المكشوف على الكوارث وحين تكون البغتة واللحظة الحاسمة. لقد ظهر العظم الطري- كما ظهر العظم الإسرائيلي إبان حريق الكرمل، وكيف انه من الممكن أن تتحول هذه الدولة الأمريكية، "القبضاي" الذي يغلق الشوارع والحارات والطرقات بعضلاته وسطوته، كيف تحولت بقدرة قادر إلى دولة كسيحة، مشلولة، تعاني من مرض الفاغر فاه، مرض الدهشة.
أمريكا تبكي وتصرخ وتتوجع.. أنا بصراحة زغردت ورقصت، وكانت الشماتة تنط من مسامات اهتمامي وهي تتابع العواصف والأعاصير والأمواج العالية وغرق البيوت وانقطاع التيار الكهربائي، وإغلاق مطاراتها وبورصتها ومتاجرها ومصانعها الخ، وترك المواطنين الأميركيين بدون كهرباء.. يا حرام!
لعل الشماتة في مثل هذه المواقف الحزينة بشرياً فيها نوع من البشاعة والحقد غير المشروع، ولكن عندما نضع استخفاف أمريكا بالشعوب العربية والتمادي في القهر والكبت والتعالي المعجون بالفوقية الكلينتونية والبوشوية والاوبامية، والتعامل مع المواطن العربي كأنه من طين الذل والخنوع، عليه أن يكون راضياً محتضناً الإدارة الأمريكية، ومنفذاً جميع طلباتها، ماسحاً كرامته وتاريخه.
أمريكا تصرخ، وصراخها يفطر القلوب الصديقة للولايات المتحدة والذين يدورون في فلك مخططاتها الرامية إلى الدوس على رقاب البشر. ولكن حين نصرخ نحن ونبكي وطناً ودماراً، نتقطع أشلاء من سلاحهم وتآمرهم، ويتشاطرون علينا يومياً بالقرارات والأوامر ونسف الأحلام، لا أحد يبكي علينا.
الإعصار "ساندي" يتراجع، مخلفاً الأضرار والقتلى، لكن العبرة في الحيّز الذي فقد الصواب نتيجة غضب الطبيعة. أمريكا القوية، التي تُصدر الأعاصير السياسية للبشر، ها هي تنحني وتنكسر وتشرف على مناظر دمار لم تتوقعها، وعن رحيل ولجوء من مكان إلى مكان.. فليشربوا من كأس اللجوء..!
السؤال كم من إعصار صدّرت هذه الدولة العنجهية إلى الدول العربية ، دولة دولة؟! ألم تعصر العراق وتقطع أوصاله وتشرف على عملية نزع القلب وترك الجسد تحت رحمة الغربان؟! وكذلك ليبيا والصومال واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين. أما دول الخليج ومصر فهي في الجيوب ولا حاجة لأعاصير.
الضعيف يمسك بقشة ويتخيلها سيفا لكي يحارب ظالمه، وأنا اعترف أن التشفي والشماتة مجموعة من القش الذي "يفش الغل" فقط. فنحن لم نجد إلا المرأة "ساندي" والمرأة "كاترين" كي تنتقمان لنا. لم نجد إلا لعنات الطبيعة لتنضم إلينا. نحن لسنا هكذا، نتمتع بعذاب الآخرين. نحن لسنا ساديين أو شياطين!! هم أجبرونا على نسف مشاعرنا الإنسانية، لأنهم لم يتركوا للإنسانية مكاناً لنا..!
المجد لـ"كترينا"..! المجد لـ"ساندي"..! المجد للنسوان، لكن عندما أحضن توأم الغضب "كاترينا" و"ساندي" ، اللتين أغضبتا الشعب الأمريكي الذي لا يغضب ويبكي عندما يقهر الآخرين، أتذكر المرأة هيلاري كلينتون التي ستحمل أوامرها وتعود لنسج الأحذية التي ستدوس بها رقاب الشعوب العربية.. انه امرأة تؤدب الأنظمة بحضورها، لكن نحن نضع ثقتنا بالمرأة الثالثة، أو الإعصار القادم الذي سيطلق عليه أيضاً أسم أنثوي، لعله يستطيع تدمير البيت الأبيض.. آمين!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - برافو
هانى شاكر
(
2012 / 11 / 5 - 21:11
)
برافو
____
حل مش بطال برضو
وبعد دمار ألبيت ألأبيض وزوال أمريكا من ألخريطة .. ستزول كل همومنا وتتحل كل مشاكلنا ... وستكون أسماء ألنسوان فى ألأخبار .. عيشة وخديجة .. بدلاً من كاترينا وساندى .. وكيف أختطفهم مولانا ألسلطان من تخوم مملكته ألمومنة وأغتصبهم وضمهم إلى جيش سباياه .. وستموت ألأمة من ألغلاء وألطاعون .. ألخ .. تماماً كما حدث فى تخومنا ألسعيدة من 500 سنة ... وقبل أكتشاف أمريكا ..
برافو ، برافو ... وعفارم
....
2 - لا باس ياست شوقية
مجدى زكريا
(
2012 / 11 / 6 - 07:49
)
تقول لك امريكا : لا تشمتى بى ياعدوتى
فانا عندما اسقط اقوم وانفض الغبار واشرع فى العمل
اما انت وقبيلتك عندما تسقطين تنتهين
وسأهب انا لانقاذك
ولن التفت الى كونك شامتة حقيرة
.. الدبلوماسية الأمريكية: أي أمل لغزة ولبنان؟ • فرانس 24
.. هاريس - ترامب: أيهما أفضل للعالم العربي والمنطقة؟
.. تونس: ماذا وراء حبس -صنّاع محتوى- بتهم أخلاقية؟ • فرانس 24 /
.. ما أسباب توقيف طالب فرنسي في تونس بقرار من القضاء العسكري؟
.. تونس: السجن أربع سنوات ونصفا لناشطة تونسية على إنستغرام بتهم