الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختطاف ثورة الشعب السوري السلمية!

رزاق عبود

2012 / 11 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


اختطاف ثورة الشعب السوري السلمية!
قبل 19 شهرا بدات ثورة الشعب السوري، بعد ان وصلتها رياح الربيع "العربي". بدأت بمظاهرات بطولية للشباب الاكراد الذين يعانون الحرمان، والتمييز، وسلبهم حق المواطنة. بعدها تطورت الانتفاضة، وامتدت الى مدن، وقرى كثيرة طالبت الجماهير بالاصلاح، والديمقراطية، والحريات، والتعددية السياسية، والغاء حكم الحزب الواحد. لقد حظيت ثورة الشعب السوري بتاييد واسع خاصة من قبل جماهير الدول التي سبقتها في ربيع المنطقة، رغم ما انتهت اليه الانتخابات من سرقة نضالات الشباب في كل من تونس، ومصر، وليبيا، والتسوية البائسة في اليمن. لقد كتب العديد، وانا من بينهم دعما للثورة، وطالبنا بالاستجابة لمطالب، ومطامح الجماهير الثائرة، والاقرار بحقوق الانسان الطبيعية. السلطة قدمت وعودا كثيرة بالاصلاح، ودعت الى الحوار، لكنها للاسف لم تكن لا صادقة، ولا جادة، اذا حكمنا على حجم التنازلات التي قدمتها. كان من الممكن اصلاح النظام من الداخل، وهذا ما حثت عليه حتى امريكا، ودول اوربا. بل ان اقرب حلفاء النظام السوري روسيا، والصين، وايران طالبت علنا بالاصلاح، والتفاوض مع الثوار. كانت الجماهير تطالب سلميا، بالاصلاح ثم تطور الشعار الى اسقاط النظام، بعد ان تجاهلت السلطة كل المطالب السلمية، والشرعية، واستخدمت العنف ضد المظاهرات غير المسلحة. لكن، ومع بدأ الانشقاقات عن النظام، وتشكيل ما يسمى الجيش السوري الحر انحرف مسار الثورة. بدأ استخدام العنف، وللاسف قام النظام باستخدام العنف المفرط مما عمق ازمة النظام، وسوريا، وزاد من تعاطف العالم مع المطالب الشرعية للشعب السوري، خاصة مع انحياز الاعلام العالمي للمعارضة، وعدم نقل الصورة بشكل حيادي. بدا واضحا بعد ذلك، ان الامر مدبر لجعل الساحة السورية كحلقة ضغط على ايران اضافة الى العقوبات. وقامت تركيا، والسعودية، وانضمت اليهما قطر لتصفية الحسابات مع ايران على الساحة السورية بالتدخل المفضوح في شؤون سوريا، ومحاولة اطالة امد النزاع من اجل احتواء سوريا، وايران معا، ومنح اسرائيل المجال الاوسع لتسوية اوضاعها الداخلية، والاستمرار في الاستيطان، واثارة موضوع السلاح النووي الايراني، والتهديد بحرب ضد ايران. خطة واضحة لاقامة تحالف عربي اسرائيلي ضد "الخطر" الايراني، ونزع سلاح حزب الله، وان تطلب الامر اثارة الحرب الاهلية اللبنانية من جديد في هذا البلد المنكوب. حلقات في سلسلة معدة مسبقا كشفت عنها التسريبات حديثا، وعاد التحالف الامريكي السعودي العلني مع القاعدة. فبدل مطاردتهم، وتصفية قياداتهم، كما تدعي الادارة الامريكية، فانه اعيد التنسيق العلني مع المنظمة الارهابية لاضعاف النظام السوري، والضغط على ايران، واشغال الارهابيين في سوريا، وتولت تركيا، والسعودية نقلهم بموافقة امريكية، وتمويل قطري سعودي واعيد سيناريوا جذب الارهابيين هذه المرة الى سوريا بدل العراق.الكل يعرف كيف فتحت امريكا الحدود العراقية امام الارهابين من كل انحاء العالم في سياسة اعلن عنها بوش بكل صراحة باستدراجهم الى العراق، بدل توجههم لضرب مصالح امريكية. محاربتهم على الساحة العراقية بدل الامريكية حتى لو هلك الملايين من العراقيين نتيجة تلك السياسة العنصرية. تطور الامر في سوريا باستخدام القاعدة، والسلفيين، والاخونجية كمرتزقة لتحقيق اهداف امريكا واسرائيل في المنطقة. ادارة اوباما لم تتخلى عن سياسة الفوضى الخلاقة، وقام اوباما بمباركة كل اجراءات، وعمليات المخابرات الامريكية السرية. ودفعت الملايين رغم ازمة امريكا الاقتصادية. وبهذا انضم اوباما الى من سبقه من حاملي جائزة نوبل الملطخة ايديهم بدماء الشعوب مثل كيسنجر، ورابين، وبيريز.
ان ما يجري الان في سوريا رغم تحفظنا على طريقة معالجة الامر بالطريقة العسكرية، والامنية فقط، وهو الامر الذي فشل في العراق. هي حرب طائفية بامتياز تشنها الوهابية ضد سوريا ثم لبنان، وصرف النظر عن جرائم اسرائيل، والقضية الفلسطينية. تحالفت الرجعية العربية، والمخابرات الامريكية، والاطماع التركية، وحلف الناتو، واسرائيل في حلف قذر لحرف وجهة الصراع العربي الصهيوني الى عربي عربي، وطائفي، واقتتالات داخلية، وهو ما تسميه اسرائيل حرب الايديولوجيات الاسلامية. مع العلم ان كل المنظمات الارهابية هي من صنع المخابرات الامريكية، والاسرائيلية.
المطلوب الان، ان تكون هناك لغة تصالحية واضحة من قبل النظام تجاه المعارضة الديمقراطية، وقوى الاصلاح داخل النظام نفسه، والتوجه لحوار جدي مع المعارضة الديمقراطية، والاعتراف بالاخطاء والجرائم المرتكبة، ومحاسبة المسؤولين، لتفويت الفرصة على نجاح المخطط الصهيوني الوهابي الامريكي. وعلى المعارضة الديمقراطية سحب يدها من الارهابيين، الذين يعملون لصالح اسرائيل، وامريكا، وقطر، والسعودية، ولفرض تركيا كقوة اقليمية مقابل ايران. قد ورطت اوربا، وامريكا، والسعودية تركيا بهذا الموقف، مستغلة اطماعها التاريخية، لتعيدها عمليا الى التحالف مع اسرائيل بعد الاستعراضات البهلوانية. بنفس الطريقة التي اصطف بها الحكام العرب مع اسرائيل ضد ايران اثناء قادسية صدام. المخطط الامريكي الاسرائيلي الوهابي ماض بنجاح، لكنه بات مكشوفا مع الرعب، والهلع للاعمال الاجرامية للعصابات الارهابية في سوريا التي بدأت تتكشف للعالم. خاصة مع انتقال المليشيات الاسلامية المسلحة من شمال افريقيا الى سوريا لتنتقل بعد اداء مهمتها الى لبنان، والعراق، لتنقل بعد ذلك الى ايران عبر تركيا، للقيام باعمال ارهابية، واشعال حرب طائفية، لن تسلم تركيا من اذاهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي