الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية مباركة و إغلاق مبكر

سونيا ابراهيم

2012 / 11 / 6
الادب والفن


"حج مبرور ، وذنب مغفور ، وسعي مشكور"

كان ما كتبه الجيران المهنئون ، على الحائط الأمامي لمنزل الدكتور، الذي عاد لتوه من بلاد الحجاز ، بهدايا تشبه سجادات الصلاة ، وسبحة لكل من جاء ؛ ليسلم عليه ، يباركه على أدائه فريضة الحج .

سأله أحد الجيران الزائرين ساخراً ، وهو يأخذ سجادة الصلاة والسبحة من يد الطفل الصغير:

-هل صرت الآن الدكتور الحاج ، ولا الحاج الدكتور؟؟

رد الدكتور على سخريته :

- لك ما تشاء ، ولكني الآن مغفور ذنبي ، كالثوب الأبيض !

ظل الدكتور - والذي هو عضوٌ في بلدية مدينته الصغيرة ، التي ترفض التقدم ، كفتاةٍ تؤخر عملها إلى غد اليوم التالي - يحاول أن يقنع نفسه متغاضياً عن حقيقة ؛ أن منزله مخالف لكل قوانين البلدية ، وشعر للحظةٍ أن نظرة تلك الجار الساخرة من أدائه للفريضة ، وهو لا يحترم حقوق جيرانه ، تستطيع أن تعري منزله كعاصفةٍ ثلجيةٍ باردة ، لا تتوقف إلا عندما تنتهي بكارثةٍ كبرى .

انتهى يوم الدكتور الحاج ، وهو ما زال يشك في نظرته لنفسه ، ثم توّجَه إلى حجرته ، وغابت مرآته التي تذكره بنفسه : هل يعقل أن أكون شبهي أنا ؟ هل يعقل أن أكون أشبه نفسي إلى هذه الدرجة ؟؟ وثم دخلت زوجته إلى داخل الغرفة ، وهي غير مقتنعة بحديثه معها طيلة فترة العشاء ، هل ما زال يحبها كما كان في السابق ؟ أم هل ذهب لقضاء فريضة الحج ؛ لتبدو خيباته أجمل أمام الجميع ، وهو يرتدي الآن ثوبه الأبيض ؟

و زمجر بصوت تكاد تسمعه ، غير مفهوم : فليأت من يأت من مسئولين البلدية ، لن أتراجع ولو مترًا واحدًا عن الشارع ، أنا الدكتور جميل واذا دخلت حربًا لا أكون الا الكسبان !!

صعقت زوجته من طريقته في الحديث معها : هل كان يخطط للصراخ عليها ، بعد أن حاول أن يقابل الضيوف بابتسامةٍ مصطنعةٍ لمسافةِ نصف الطريق ؟ هل ستدفعه صعقتها من نظرته المزدجرة إلى مزيٍد من الغضب ؟

اضطرت أن تتجاوز الليلة التي كان يعاملها فيها بغضبٍ ، وشعرت به طيلة الليل وكأنه يلومها ، حملقت فيه لساعاتٍ طويلةٍ وهو يدّعي أنه يتجنبها بنظرات عابثة غبية : هل كنتَ فعلاً ستهدم المنزل ، لولا أنك تعمل لدى البلدية ؟

رد عليها ، وهو لا يحاول أن يجيد اجابته : أنت من كنتِ مقتنعة بذلك ، أنت من دفعني إلى ارتكاب كل تلك الحماقات ، والآن يجب عليكِ أن تتحملي ردة فعلكِ وحدك .

خرج من الغرفة ، ورمى نصف الثياب البيضاء ، التي أحضرها معه من الحجاز ، وحاول أن يوزع ما تبقى من الهدايا على الجميع ، قبل أن يقرر أنه لن يحج مرة أخرى ، إلا وهو معه ثوب أبيض واحد ، لا يمكن لزوجته أن تميزه وهو يرتديه بعيداً في الخفاء عنها. ظنّت زوجته للحظاتٍ وهي تفكر بالانتقام منه : كم كان سيبدو ثوبه الأبيض جميلًا لو سمحت لجاره الساخر أن يجرّبه ، الذي هز شعور زوجها من سخريته القاتمة عليه !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع