الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزهة الى كوردستان ام لعنة خامسة بعد يزيد ابن معاوية لاجيال قادمة من شيعة اهل البيت

مولود جقسي

2012 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


نزهة الى كوردستان ام لعنة خامسة بعد يزيد ابن معاوية لاجيال قادمة من شيعة اهل البيت

منذ مايقرب السنة والحديث يجري عن انعقاد اجتماع او مؤتمر وطني يشارك فيه رؤساء وقيادي الكتل الرئيسية الممثلة في البرلمان العراقي لتدارس الازمات التي تشوب العملية السياسية وايجاد الحلول المناسبة لاخراج البلاد من النفق المظلم الذي ادخلتها اليه السياسات الحكومية غير المتوازنة او المدروسة بسبب عدم كفاءة المستشارين والمقربين المحيطين بالسيد رئيس الحكومة و مجاملاتهم للتغطية على تفشي الفساد المالي والاداري المستشري بينهم اضافة الى تشبث السيد المالكي بمنصب رئيس الوزراء و ادلجته الطائفية لسياسة البلد المتعدد الطوائف والاديان والمذاهب والاثنيات , فكلما اقترب موعد الاجتماع نرى ازمات جديدة تطفو على السطح يخلقها هؤلاء المحيطون بدولته اما الاتهام للكتل الاخرى بشتى الاتهامات من فساد و ارهاب و تبعية وعمالة لدولة اجنبية وحتى اسرائيل او باطلاق تصريحات نارية مستفزة تنفر الكتل وقياداتها وتزيد من عدم الثقة الموجودة اصلا بين الكتل السياسية و زعاماتها .... يبدو ان هذا كله يجري بشكل مدروس ومخطط لتاجيل الاجتماع في كل مرة بهدف كسب الوقت وحتى الاقتراب من نهاية الدورة الانتخابية الحالية مثلما اجلوا هذا الاجتماع لعدة اشهر بذريعة انهم في دراسة لتهيئة ورقة الاصلاح و ملاوا الاعلام ضجيجا و اقاموا الدنيا ولم يقعدوها متباهين بورقتهم الاصلاحية منتظرين رئيس الجمهورية بالعودة من رحلته العلاجية ليسلموه باليد , الا انهم اخيرا اقروا واعترفوا بعدم وجود مثل هذه الورقة اصلا الا في مخلتهم

بعد ان ازيلت بعض العقبات و زيارة الوفود الكوردستانية الى بغداد واجتماع رئيسي الحكومة والنواب سادت التهدئة نوع ما في التصريحات الاعلامية تجاوبا مع نداء رئيس الجمهورية , تناولت الانباء عن قرب اجتماع الرئاسات الثلاث لتحديد موعد انعقاد المؤتمر الوطني الذي لم تتفق دولة القانون مع الكتل الاخرى حتى على تسميته استبشر المواطن العراقي واصبح ينتظر بتلهف الى خبر تحديد يوم الانعقاد عله يجد حلولا و تفاهمات بين الكتل السياسية الممثلة للمكونات العراقية المختلفة تجنبه ما لا يحمد عقباه , غير انه يبدو ذلك مؤجلا ولو الى حين باطلاق المالكي قنبلة اعلامية و سياسية كاشفا بذلك نواياه بارسال جيشه الى كوردستان واقليمه حيث يقول ان (كركوك محافظة عراقية والجيش العراقي بموجب الدستور " مثل ما يحلو له " يدخل كركوك واربيل و صلاح الدين و السليمانية ) ويتذرع السيد المالكي ارسال عساكره الى كوردستان بحجة ملاحقة الارهاب دون ان يستهدف كوردستان او الشعب الكوردي فيظيف ( لا مبرر للخوف لاننا لانستهدف كوردستان ولا الشعب الكوردي ولا نريد قتالا وانما نريد ان نلاحق الارهاب في اي مكان ) وكان في الاقليم هناك ارهاب ومفخخات وعبوات ناسفة لا تستطيع سلطاته من التحكم و السيطرة عليها مثل ما يجري ذلك في بغداد العاصمة بل وعرين المالكي وحكومته في المنطقة الخضراء فليس بوقت بعيد عندما اصيب العديد من منتسبي حماية المدخل الرئيسي للمنطقة بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري اصيب من جرائه احد النواب والعديد من الشهداء وقبلها انفجرت سيارة اخرى داخل عرين المالكي وامام بناية البرلمان وتركت ايضا ضحايا عديدة و اصيب في هذا الحادث الارهابي احد النواب حتى ان المالكي ادعى ان العملية كانت تستهدفه شخصيا ... افليس من الاجدر ان يهتم المالكي و يتوخى الحذر على نفسه وعرينه في المنطقة الخضراء و من هم من حوله !!؟؟ اوليس من الافضل ان يهتم اولا بالقضاء على الارهاب في بغداد العاصمة المبتلية بالمفخخات و العبوات والانتحاريين و الهاونات !!؟؟ و للتذكير ان اخر عملية ارهابية وقعت في اربيل كانت في شباط 2005 وان الوضع الامني في كركوك افضل من بغداد و الموصل وديالى والرمادي وصلاح الدين بل و قد تكون افضل من بابل

اما فيما يخص طمانة المالكي للاقليم وشعبه بقوله ( لا مبرر للخوف لاننا لا نستهدف كوردستان و لا الشعب الكوردي ولا نريد قتالا ) انما كانت طمانة و اقوالا نفسها لجميع الانظمة السابقة بما فيها النظام الملكي والانطمة المتعاقبة وصولا الى نظام البعث الصدامي الذي توج طمانته و اقواله هذه بالكيمياوي التي الت الى قتل ما يقرب من مائتي الف كوردستاني في معارك الانفال فقط , ا يريدنا المالكي ان نصدقه ؟ لماذا نصدقه ؟ ا لانه سيد من ال البيت ؟ ام لانه يعيد ضباط الجيش السابق الى صفوف جيشه الحالي لا لشيئ الا لتكرار انفال ثانية قد تكون باسم المهدي المنتظر (عج) ؟ ام يحسبنا مجانين او سذج لا نميز يميننا من يسارنا ؟ سامحه الله .

قبل حوالي شهراو اكثر بقليل اثار نواب في دولة القانون قضية تواجد القوات التركية و ارادوا اثارتها في مجلس النواب مطالبين بالغاء الاتفاقيات المبرمة بين النظام السابق و الحكومة التركية الت تقضي بتواجد القوات التركية في الاراضي العراقية ( في الاقليم ) و كانت زوبعة موقتة لم تمض سوى ايام قلائل حتى هدات وتعدت بعدها وكان شيئ لم يك , وياتي المالكي يوم امس ليتساءل ( لماذا السكوت على بقاء القوات التركية في قاعدتين في العمادية وبامرني منذ سنة 1995 و حتى اليوم ) و نحن بدورنا نساله وهو رئيس للحكومة منذ سبع سنوات لماذا السكوت طوال هذه السنين ؟ ولماذا ظهرت عنده الغيرة والحمية الان ؟ و لماذا بعد ان ظهرت عنده الشهية في ارسال جيشه الى كوردستان ؟ لماذا لم يطالب البرلمان بالغاء الاتفاقية الامنية تلك ان كان صادقا دون نوايا اخرى ؟ الم يكن الاقليم يصرخ ويطالب بالغاء الاتفاقية تلك منذ 2003 ؟؟ و للعلم ان تلك القوات ارادت الحركة في بداية 2007 فحوصرت بالسلاح من قبل اهل المنطقة مما اضطرها التراجع عن الحركة و المكوث في مقراتها , ثم الا يتذكر السيد المالكي عندما اراد الجيش التركي الدخول الى العراق في نهاية 2003 و2004 وبالاتفاق مع الامريكان بحجة الدفاع عن الرمادي وبعض المناطق السنية الاخرى من الارهاب فكان موقف البيشمركة والتحالف الكوردستاني بطوليا ولم يسمحوا بدخول او عبور اي جندي تركي عبر كوردستان حتى رفض بعدها اهالي الانبار ذلك العرض ايضا فاضطر الجانبان التركي والامريكي الغاء تلك الاتفاقية او الفكرة , اذن من الذي ينسى او يتناسى ؟؟ ومن الذي كان يتغاضى عن هذه القواعد طوال هذه الفترة ؟ ام ان السيد المالكي يرغب في طرد الوحدات تلك بقوة السلاح ؟ فاليحدث المجنون بما لا يعقل

يبقى الاشارة الى ان شعب كوردستان العراق قد مر في ظروف مرة عصيبة وقدم ضحايا وقرابين هائلة منذ حوالي قرن من الزمن اي منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى وتشكيل الدولة العراقية الحديثة على اعقابها وكانت الانظمة المختلفة والحكومات العراقية المتعاقبة كلها كانت تضمر الشر والهوان لهذا الشعب و مارست جميع وسائل الخديعة والمكر والتامر و العنف ضده لذا كان من الطبيعي ان يتعلم من هذه الدروس القاسية ويعتبر من العبر التي مر بها فلا يغره الكلام المعسول ولا تؤثر فيه الوعود الفارغة بعد ان شبع منها طوال الدهر ولا ثقة بجندي او عسكري من خارج كوردستان الا و نظر اليه كمحتل سواء كان من تركيا او العراق او اي اخر يكون واخيرا اتمنى ان لايغامر السيد المالكي ليس بنفسه فقط بل بمن يمثلهم فيتبراون منه الى يوم الدين و ان يعتبر من دروس التاريخ القريب , فصدام وجبروته و جيشه الذي كان يعتبر خامس اكبر واقوى جيش في العالم بسلاحه وتنظيمه و تدريبه و التزامه لم يستطع من احراز اي تقدم او نصر على الكورد ولمدة عشرين عام ( 1968-1988 ) حتى استخدم سلاح الدمار الشامل فكيف بجيش متهرئ 23% منه امي بموجب احصائيات رسمية لوزارة الدفاع العراقية جنوده جائعون و معظم ضباطه فاسدون , لذا ان فعلها الملكي وقرر غزو كوردستان فلن يكون نزهة الى كوردستان كما سماها صالح مهدي عماش وزير دفاع حكومة البعث الاولى غزوته عام 1963

فهل ياترى سيغزو المالكي كوردستان ام كلها مناورة للتهرب من الاجتماع او المؤتمر الوطني المزمع عقده كسبا للوقت , الا ان المؤشرات تشير الى ان ارجحية الغزو هو الغالب وذلك بسبب الدلائل المتوفرة على ارض الواقع من تحشدات عسكرية في محافظة الموصل ومحاولة السيطرة على الحدود مع سوريا كاملة و العمل على الاستحواذ على ماتبقى من الشريط الحدودي الصغير في منطقة زاخو والوصول الى المثلث الحدودي ( عراق , سوريا , تركيا ) فيشخابور للتحكم بخط كركوك النفطي العابر الى تركيا ليؤمن تدفق نفط كركوك , اضافة الى تشكيل عمليات دجلة المثيرة للجدل والتي تحاول هي الاخرى الدخول الى كركوك للسيطرة السياسيةعلى المدينة واسكان اهالي وعوائل منتسبي العمليات في كركوك ليبدا مرحلةجديدة من التعريب , اما الوضع الامني فسيبقى مخلخلا ويبقى التهديد من قبل الارهاب موجها الى المكون الكوردي بغرض تهجيرهم الى الاقليم كما يجري حاليا في مناطق جلولاء والسعدية وقرتبة .

اضافة الى العوامل المذكورة و المرجحة لغزو كوردستان هو العامل السياسي فالتحالف الوطني عموما والمالكي على وجه الخصوص لا يؤمن بالفدرالية بل بدولة مركزية يستطيع الحاكم فيها السيطرة على جميع مناحي الحياة وكافة الاراضي على شاكلة ايران الاسلامية كما ويعلم المالكي الطموح والمتشبث بالحكم انه لا يمكنه تشكيل حكومة اخرى جديدة في الانتخابات المقبلة بوجود اقليم كوردستان قويا كما هو عليه حاليا

والسؤال الذي يطرح نفسه كم ستكلف غزوة المالكي من دماء لا من الشعب الكوردي وحده بل وعموم الشعب العراقي وفي مقدمتهم شيعة اهل البيت الذين يحكم باسمهم وهل ستكون غزوته نزهة الى كوردستان ام لعنة خامسة بعد يزيد ابن معاوية من شيعة اهل البيت ولاجيال قادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو