الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمات النظام ألإشتراكي ! رد على مقال ألسيد أنور نجم الدين حول أزمات الإقتصاد السوفييتي .

ماجد جمال الدين

2012 / 11 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


السيد أنور نجم الدين ، تحية طيبة .
أعتذر عن طول تعليقي هذا لأنني سأتعرض لنقطتين وردتا في المقال قبل أن أعرض وجهة نظري عن أزمات النظام الإشتراكي بإعتبارها خاصية ملازمة عميقة الجذور.
بداية أود التنويه أن أزمة الغذاء ( الحبوب واللحوم وغيرها من المنتجات الزراعية ) في الإتحاد السوفييتي كانت أزمة ممتدة طوال تاريخه ، وليس كما توحي كلماتك ((( كان الركود الاقتصادي السوفييتي في عام 1970، قد ساهم في الخفض من موقع السوفييت في العالم، فأصبحت أمريكا المزود الأول للحبوب في السوق العالمية، فتراجع السوفييت عن تزويد السوق بالحبوب إلى حد بعيد، ))) .. في الحقيقة ألإتحاد السوفييتي كان دائما معتمدا على إستيراد الحبوب من الخارج .. ولعل كلمات أيزنهاور التي سخر منها من مقولة لينين : سنرى من سيطعم من ؟ من أشهر ألممناكفات السياسية وقتها ، حين لم تنجح خطط خروتشوف في إستصلاح ألأراضي البكر والنجاحات البطيئة في التصنيع الزراعي .. فبعد أن كان ألإتحاد السوفييتي معتمدا على المساعدات ألأميريكية أبان الحرب العالمية أصبح مع بداية الحرب الباردة وتفاقمها مجبرا على تقبل سياسة النفط مقابل الغذاء والتي إمتدت حتى لحظة إنهياره .. المشكلة في وعي بعض الشيوعيين العرب الذين يلهيهم حماسهم الإيديولوجي عن رؤية الحقائق بالأرقام وخصوصا من الذين كانوا يعيشون في المدن الكبرى موسكو ولينينغراد وكييف المتمتعة بأفضل تجهيز من المواد الغذائية على حساب القحط الشديد حتى في ضواحي تلك العواصم ناهيك عن مدن الداخل الروسي او غيرها من الجمهوريات السوفييتية .
النقطة الثانية هي إستنتاجك في الفقرة ألأخيرة والذي يتوافق مع ألأفكار ألتروتسكية ربما ، عن عدم إمكانية قيام الإشتراكية في بلد واحد .. ألمسألة برأيي ليست هنا ، فالإقتصاد العالمي لم يكن مترابطا بهذه الدرجة كما هو ألان ، وكان تأثير العوامل الخارجية ضئيلا جدا بحيث لا يمكنه التأثير جديا على نشوء الأزمات الإقتصادية الداخلية سواء في الإتحاد السوفييتي أو بلدان المعسكر الإشتراكي منظومة سيف .

المسألة التي يغمض عنها عيونهم الشيوعيون عامة والإقتصاديون الماركسيون الكلاسيكيون هي أن النظام ألإشتراكي ( أي التخطيط الممركز للإقتصاد ، والذي بالضرورة يتطلب إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ) لا يمكنه تفادي أزمات النمو الإقتصادي المصاحبة لتطوره ، بل فقط يحولها إلى أزمة مستمرة عميقة ومدمرة لكل قوى الإنتاج وهذا بالضبط ما حصل وأدى إلى إنهيار كل الدول ألإشتراكية .
( وليس كما يدعي البعض من الستالينيين وغيرهم من الجامدين عقائديا بإلقاء اللوم على العوامل الذاتية كالتحريفية كما يسمونها ، أو الخيانات الشخصية أو ألعوامل والضغوط الخارجية ، هؤلاء لن أجادلهم بل فقط أنصحهم بدراسة معمقة للأبحاث ألأكاديمية في الشأن ألآقتصادي والتي كانت تقوم بها أكاديمية العلوم السوفييتية لحساب وزارة التحطيط والإقتصاد وبالطبع لـ وتحت إشراف المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي ) .

ليون تروتسكي ربما كان يعتقد أن إستفحال ألبيروقراطية هو نتيجة عارضة للإنحراف الستاليني ، وكما كان لينين يعتقد أن رأسمالية الدولة هي مسألة وقتية خاصة بفترة البناء الإشتراكي .. كلاهما لم ينظرا للأمر بان رأسمالية الدولة وبالتالي إستفحال مساوئ التنظيم البيروقراطي المدمرة إجتماعيا هي نتيجة حتمية لفكرة ألإشتراكية ذاتها بإلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج .. من منظورهما ألمؤدلج لم يكن بإستطاعتهما الإعتراف بحقيقة أن الملكية الخاصة هي أساس كل الحريات الإقتصادية وبالتالي كل الحريات الإنسانية .. وإلغاء ألملكية الخاصة سيؤدي بألضرورة إلى شكل من الوعي العبودي الذي يهون عليه تقبل بيروقراطية أجهزة الدولة ألإدارية والإقتصادية والسياسية ألخ .

التخطيط الشامل والممركز للإقتصاد يبدو لوهلة ( لوهلة قد تطول عند البعض طوال عمرهم ) بأنه كفيل بتخطي أو إنهاء ألأزمات المصاحبة لعملية التطور الإقتصادي ، والتي كانت تبرز بأسطع صورها بشكل فيض الإنتاج والتضخم المالي ألخ ألخ في ظل النظام الراسمالي ألعتيق وما يصاحب ذلك من مآسي وكوارث إجتماعية نتيجة إنهيار قطاعات واسعة من قوى الإنتاج المادية والبشرية ، بإنتظار نهوض جديد وتعديل المهام بالإستثمار بقطاعات إقتصادية أكثر ملائمة للواقع المستجد ( وأكثر ربحية للرأسمالي ألذي خسر أقل من الجميع أبان ألأزمة ) .

التخطيط الممركز للإنتاج سواء بخطط سنوية أو خماسية أو على المدى البعيد .. مهما كانت شموليته وعبقرية الفائمين عليه لا يمكنه تجاوز أزمات ألتطور الإقتصادي بل هو فقط يؤجلها أحيانا ويكبتها أحيانا أخرى بصورة ضارة جدا لقوى ألإنتاج والمجتمع ككل .. وسأذكر بإختصار هنا بعض الأسباب :
1. عشوائية التطور العلمي التقني والتي يحتاج ألإقتصاد والمجتمع لإدخالها بصورة مباشرة في حيز التنفيذ وألإستفادة منها .. التخطيط المبرمج غالبا ما يكون كابحا قويا أمام التقنيات والعلوم الجديدة .. بالحقيقة ألكثير من المنجزات الصناعية في الإتحاد السوفييتي كانت تفقد قيمتها بالتقادم وهي مازالت في مرحلة البحث والتخطيط ، فتلقى في الأدراج ويتم نسيانها .

2. عشوائية التطور ألإجتماعي وتطور المتطلبات والحاجات ألإنسانية المجتمعية .. ( حتى الثمانينات في الإتحاد السوفييتي لم يكن هنالك كلينكس ، وحتى أوراق التواليت ناهيك عن أشياء أخرى أهم بكثير ) ، وعشوائية تطور العلاقات المجتمعية .. ( يعني يبنون مدينة خاصة لمصانع الخياطة والنسيج ) ثم يسمونها مدينة العرائس حتى يجلبوا إلى هنالك الشباب لأن غالبية العاملات هناك من الشابات الذين ينقصهم ألازواج الذين بالعادة يذهبون إلى أعمال في مناجم الفحم و الحديد مثلا .. ) التخطيط الإجتماعي الممركز والشامل والمرتبط عضويا بحاجات التطور الإقتصادي غير ممكن عمليا رغم كل العبقريات القيادية .

3. ألأهم من هذا ألتخطيط الممركز يلغي روح المبادرة سواء عند العاملين أو المهندسين أو عند الإداريين في المصانع وغيرها من القطاعات الإقتصادية .. فألأهم هنا تنفيذ الخطة الموضوعة سلفا وكل تجديد وتحديث بما يتلائم مع المتطليات الموقعية يعتبر بدعة وكل بعة حرام .. هذا إذا إفترضنا أن هؤلاء العاملين والإداريين ممتلئين حماسا شيوعيا .. والواقع أن المحفزات المادية التي تضمنها الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج انجع بما لا يقارن من كل المحفزات التي يمكن أن يقدمها النظام الإشتراكي لتطوير روح المبادرة المحفوفة بالمخاطر ..

هنالك أسباب كثيرة أخرى وراء أزمة النظام الإشتراكي وهي تحتاج لبحث مستقل يتناول ماهية النظام الإشتراكي والتصورات حوله ، وليس مجرد رد على مقال ..

تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى كاتب المقال
zaki yousif ( 2012 / 11 / 6 - 18:07 )
شكرا استاذ ماجد على هذا المقال ونسيت شيئا الاشتراكيه هي الدكتاتوريه بعينها


2 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2012 / 11 / 7 - 12:30 )
استاذ ماجد
لم تكن هناك اشتراكية اصلا
تحياتي


3 - الأستاذ ماجد
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 11 / 7 - 13:23 )
الأستاذ ماجد
تحية طيبة
إلتقيت في ستوكهولم بعدد من المهاجرين الروس من الشباب والشيوخ الجميع قالوا لي أن الحياة في النظام السوفيتي كانت أفضل وأن الديمقراطية لم تعط الناس شيئا وأنها زائفة ، صدقني هذا ما سمعته منهم بإستثناء عجوز في الرابعة والسبعين من لاتفيا قالت لي كنا في حالة إحتلال سوفيتي وتحررنا مع ذلك تعمل هذه العجوز في ستوكهولم وهي بهذا العمر لتعين عائلتها على المعيشة في بلدها الديمقراطي الآن.


4 - ردود قصيرة !
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 7 - 14:03 )
ألسيد فؤاد محمد
بل كانت هنالك إشتراكية فعلا .. وبكل أخطائها وتناقضاتها وسلبيتها .. وإيجابياتها أيضا ..
تستطيع أن تسأل كل الشيوعيين وألماركسيين .. الذين عايشوا التجربة أو الذين درسوا الفكر الإشتراكي الماركسي جيدا ..
أما تهويماتكم الكومونية فهي أكثر طوبوية وبعدا عن ألعلمية الإقتصادية من ألأحلام المراهقة للفكر الفوضوي .
السيد مثنى حميد
عزيزي .. كل من سألتهم كانوا صادقين في إجاباتهم ..
ألمسألة أعقد بكثير من عواطف وإجابات على أسئلة هامشية ..
كيف أحوالك ؟؟ ..
أنا بخير ..
لأنني شيوعي سابق وعشت في روسيا نصف عمري أستطيع أن أشرح لك ألأمور نظريا وعمليا بشكل أفضل في لقاء على المسنجر مثلا ..
الديموقراطية في روسيا ألآن ( وفي باقي جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق ) بالفعل مزيفة .. لأن الليبراليون ألديموقراطيون ألحقيقيون لم يكونوا يوما في السلطة .. في فترة إنتعاش الحريات بعد سقوط ألإتحاد السوفييتي كان لهم تإثير بسيط على مجرى الأحداث من خلال تحريك الرأي العام .. ولكن السلطة الحقيقية كانت بأيدي المافيات التي خرجت من رحم الحزب الشيوعي والنظام السابق وأجهزة الكجب .. ألخ
تحياتي للجميع


5 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2012 / 11 / 7 - 15:15 )
السيد ماجد
هل كانت ثورة الكومونة التي مدحها ماركس قوضوية
هل روزا فوضزية
هل المجالس العمالية فوضوية
هل ثورة اسباتيا فوضوية
تحياتي


6 - إلى القراء الكرام
فؤاد النمري ( 2012 / 11 / 7 - 16:04 )
يتطفل على البحث في نقد الاشتراكية السوفياتية متطفلان لا علاقة لهما بعلم الماركسية ـ جمال الدين ونجم الدين/ شريكان في الدين
تأكيداً لجهلهما يتحدثان عن أزمة إقتصادية في النظام الاشتراكي!!
الاشتراكية ليست نظاماً اجتماعياً فهي تمحي علاقات الإنتاج دون أن تقيم علاقات بديلة
وبغياب علاقات الإنتاج يغيب كل تناقض مع تنامي قوى الإنتاج غير المحدود
فعن أية أزمة يتحدث هذان المتطفلان الجاهلان
أنا أتحداهما فيما إذا كانا يعرفان الاشتراكية حتى ينتقداها

لعلم هذين المتطفلين أن الإتحاد السوفياتي كان ينتج من الحبوب أكثر من ثلاثة أضعاف ما تنتجه الولايات المتحدة ففي سنوات الغلال كانت أميركا تنتج 60 مليون طن والاتحاد السوفياتي ينتج 315 مليون طن. كان سعر رغيف الخبز في واشنطن دولاراً وفي موسكو بكبيكاً
تداول الحزب الشيوعي في الستينيات اقتراحا بتوزيع الخبز بلا بدل

أن تكون عدواً للشيوعية فإن ذلك لا يؤهلك لانتقاد التجربة السوفياتية
ابحث عن العيوب في نفسك قبل أن تبحث عن عيوب المشروع اللينيني


7 - عدو الدين النمري ت ـ 6
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 7 - 16:59 )
إترك جهلك وجاهليتك وحاول أن تتحدث بما يليق بحرمة صفحاتي ..
أولا إذا إستطعت بشكل منطقي عقلاني أن تناقش ما أكتب فلتفعل وأجيبك .. وإن إستطعت
بألأدلة والشواهد أن تنفي ما أتحدث عنه من أمور وتجارب عشتها انا ورايتها بام عيني فٍابرهن لك أن أدلتك كاذبة وانت مجرد مخدوع أو مخادع .
اما أن تأتيني بمثل هذه الحماقات :: (((الاشتراكية ليست نظاماً اجتماعياً فهي تمحي علاقات الإنتاج دون أن تقيم علاقات بديلة ))) فهذا يكفي أن أطردك من هنا كأي زعطوط لا عقل عنده ولا معرفة ويريد أن يتحدث بإسم الماركسية ..
أما عن الحبوب .. فبألأمس حين قرأت تعليق نجم الدين راجعت المواقع ألأكاديمية الإقتصادية ألسوفييتية ، وبالفعل رأيت أن أنه بالفعل في فترة الستينات كان ألإتحاد السوفييتي يستورد الحبوب بحدود 10 ـ 14 مليون طن ، وبنفس الوقت يصدر مثلها لأسباب سياسية ودعائية لنظام عبد الناصر وأمثاله . تصدير الحبوب لا ينفي أبد القحط والجوع الذي كان يعاني منه المواطن السوفييتي وخصوصا في سنوات الجفاف ألتي أذكرها حتى من ألإعلام .. اللطيف انك تقارن الأسعار بالكابييك والدولار بينما لا تقارن مستوى ألأجور . ومن ثم تنفي وجود السوق أصلا


8 - لم تخلق الديمقراطية البرجوازية إلا الأنف المتكبر
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 11 / 8 - 12:18 )
الأخ ماجد جمال الدين
لا شك أنك تعرف الكثير عن الإتحاد السوفيتي والتحدث معك مفيد جدا لكني لا أفهم شيئا في الكومبيوتر ولا أستطيع إستخدام المسنجر .
أول ما يميز المهاجر الروسي بساطته ، إنسانيته ، وحين أعرف نفسي لأحدهم كعراقي لا ألمس إلا التواضع والترحيب فكيف خلق النظام السوفيتي إذا كان دكتاتوريا كما يدعي البعض مثل هذا الإنسان الرائع؟
ولماذا لم تخلق الديمقراطية البرجوازية إلا الأنف الآري المتكبر بل والعنصري ؟ ولعل بعض البساطة التي تطبع الشعب السويدي هي من ذلك الإشعاع الإنساني لثورة أكتوبر وتأثيراتها ، ومع ذلك ومنذ إنهيار الكتلة السوفيتية بدأت هذه الميزة تضعف مع زيادة نفوذ اليمين واليمين العنصري .


9 - عزيزي مثنى ـ ت 8
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 9 - 17:35 )

أرجو مراجعة ردي هنا :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=331703

تحياتي


10 - عزيزي مثنى ـ ت 8
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 9 - 17:37 )

أرجو مراجعة ردي هنا :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=331703

تحياتي

اخر الافلام

.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا


.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج


.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين




.. الألعاب الأولمبية: تحقيق حول مدى التزام الحكومة الفرنسية بوع