الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيمة علي النويجي

أمينة النقاش

2012 / 11 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لكل عضو في حزب التجمع حكاية متفردة مع الدكتور «علي النويجي» وقصة مميزة محفورة في القلب والعقل والوجدان، صاغتها شخصيته الآسرة متعددة الأبعاد، وتجسدت وقائعها في ابتسامته الحنون الطيبة، وصوته الخافت المهذب الذي يختلف وهو يهمس دون أن يجرح أو يتصادم ويسدي النصح دون أن يتعالم وهو المتعدد المعارف والخبرات، فينجح عبر مهاراته المتنوعة في أن يجمع تحت خيمته الكبيرة التي اتسعت لكل ألوان الطيف: القريب والبعيد، المتفق والمختلف، المتشدد والمعتدل، المحب والكاره، القوي والضعيف، اجتذبهم جميعا إلي خيمة بفعل الحيوية الفكرية التي ميزت شخصيته، والتفاؤل الدائم الذي امتلكه وسط أكثر الأوقات ظلاما، وأوصي به كل مشتغل بالسياسة، فعنده لا رجاء في سياسي لا يمنح الأمل للآخرين، ويدفع بهم خطوات نحو المستقبل.

كانت الفكرة الرئيسية التي وجهت حياة «علي النويجي» هي الارتباط بالناس، فأدرك منذ وقت مبكر أن الطريق إلي عقولهم وقلوبهم هو امتلاك المعرفة لتغيير واقعهم البائس، فركز كل ثقافته المعرفية وخبراته العلمية والطبية لخدمة واقعه المحلي في محافظة كفر الشيخ وناسه البسطاء في بلدته «دسوق» وانصرف بكل ما يملك من جهد لخدمتهم واندمج بشكل كلي في حياتهم، فعاش ملثهم حياة متواضعة، تتسم في كل خطوة من خطواتها بالتفاني والأخلاص، وتعطي مقياسا وحيدا للخطأ والصواب، هو الحفاظ علي المصلحة العامة، لم ينظر علي النويجي الطبيب البارع والسياسي المحنك، والخبير المتفرد في المسألة الزراعية خلال مشوار حياته إلي عوامل الربح والخسارة، إلا من تلك الزاوية : مصالح الوطن مصالح الشعب ، لهذا لم يطلب أي شيء من أي أحد، بل طالب الساسة والحكام الالتزام بهذا المعيار، وليس هذا بالشيء القليل أو العابر.

والدكتور «علي النويجي» هو واحد من جيل الاربعينيات الذي عاصر مراحل مختلفة من الحركة الوطنية المصرية منذ كان طالبا في كلية الطب بجامعة الاسكندرية، وهو الجيل الذي شارك في حركة الكفاح الوطني للتحرر من الاستعمار والنضال ضد سطوة الاقطاع والنفوذ الأجنبي. ويشكل المكان محطة مهمة في حياة «علي النويجي» فقد كانت محافظة كفر الشيخ التي عاش ومات فيها مركزا للخاصة الملكية ولتسلط كبار الاقطاعيين، وهو ما قاده في مشواره الفكري إلي الإيمان بالاشتراكية، وظل مخلصا لها، حين تجاوب مع أحلام ثورة يوليو في العدل الاجتماعي والتحرر والتنمية كطريق لم يكن يري سواه لنصرة أغلبية الشعب المصري من الفقراء.


قادت معارك «علي النويجي» للصدام مع الأجهزة المحلية، ثم قادته بعد ذلك إلي المعتقل، وفي السبعينيات من القرن الماضي يشارك في تأسيس حزب التجمع، ثم ألقي بنفسه في خضم الدفاع عن انجازات الحقبة الناصرية ورفض التراجع عنها، وبالذات في المسألة الزراعية التي قدم فيها انجازات مبهرة لم تنشر بشكل كاف ، ولعل افضل تكريم لذكراه هو أن يعمل لتلاميذه علي تجميعها، والسعي إلي نشرها، مواصلة لرسالته الوطنية: الدفاع عن افقر فئات الشعب المصري وأكثرها احتياجا للرعاية «الفلاحون».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التجمع
خالد محمود ( 2012 / 11 / 6 - 20:12 )
خيمه الامل راكبه جمل

اخر الافلام

.. طهران تزيد قدراتها على تخصيب اليورانيوم وفرنسا وألمانيا وبري


.. معركة رفح.. تقديرات بأن تنتهي العملية العسكرية خلال أسبوعين|




.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف إطلاق النار في غزة


.. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة في يوم




.. أهالي قطاع غزة يحيون عيد الأضحى وسط قصف الاحتلال المستمر منذ